مسقط – العمانية|
افتتح بالمتحف الوطني أمس معرض “ادخار الماضي للمستقبل: معرض الحفظ والصون” تحت رعاية صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة رئيس مجلس أمناء المتحف الوطني، بحضور عدد من الوزراء و الوكلاء ومستشاري وزارة التراث والثقافة وسفراء الدول الشقيقة والصديقة، إلى جانب عدد من الخبراء والمهتمين بالمجال الثقافي والمتحفي.
يسلط المعرض الذي يقام في إطار احتفالات المتحف الوطني بالعيد الوطني الـ(49) المجيد، الضوء على مجموعة مختارة من القطع التي تم تأهيلها بفضل جهود فريق الحفظ وخبراء الصون خلال السنوات الخمس الماضية. فمنذ السنوات الأولى من بدء مشروع المتحف الوطني، كان هناك اتجاه واضح ورؤية بعيدة المدى حول اقتناء القطع المتحفية، سواء أكانت قطعا عُمانية المنشأ أو تلك التي ارتبطت تاريخيًّا بعُمان، وذلك من خلال الشراء، أو الاستبدال، أو التبرع، أو الوراثة، أو التحويل، أو التكليف، حيث وضع المتحف وثيقة “سياسة إدارة المقتنيات” وبما يتوافق مع معايير المجلس الدولي للمتاحف (ICOM) التابع لمنظمة اليونسكو، بهدف تنظيم عمليات إدارة المقتنيات.
ويتضمن المعرض عددا من القطع المتحفية التي لم يسبق عرضها فيه، والتي تم ترميمها عن طريق قسم الحفظ والصون وبالاستعانة بعدد من الخبراء في مجال الحفظ والصون من خارج السلطنة، ويبلغ عدد القطع المعروضة أكثر من (1440) قطعة مميزة، منها كنز سناو الذي يعد من أبرز المعروضات الجديدة، وكنز مضمار أدم الأثري، وقطعتان مميزتان من كنز السلمي- عبري، ولوحة (ساس خيل) والتي تعتبر من أندر اللوحات الفنية التي اقتناها المتحف الوطني عن طريق شرائها من دار (سوثبي) بالمملكة المتحدة، إلى جانب عدد من الخناجر العُمانية والحلي الفضية الفريدة من مقتنيات صاحب السمو السيد فيصل بن علي آل سعيد.
كما سيتم عرض بعض من قطع أثاث بيت العلم، ومجموعة من الكتب والإصدارات النادرة، إلى جانب خريطة العالم للإدريسي، ولوحات فنية وجرافيكية لرواد الفن التشكيلي العُماني، والأزياء القديمة.
ويعرض المتحف الوطني اليوم أكثر من (7000) قطعة متحفية في سياق المعارض الدائمة، بالإضافة إلى حفظ عشرات الآلاف من القطع في مخازنه لغرض البحث العلمي قبل عرضها على الزوار.
ويعمل المتحف الوطني دائمًا على ربط الحفظ والصون بالبحث العلمي لتكمل هذه الدراسات بعضها البعض من أجل تطوير قصة السرد المتحفي، وكذلك لتشجيع البحث العلمي بطريقة تسهم في رفع مستوى الوعي العام حول التراث الثقافي العريق لعُمان، ويهدف المتحف الوطني من خلال هذا العمل إلى التشجيع على أفضل الممارسات العلمية، وإجراء عمليات الحفظ والصون بطرق أكثر أمانًا، وإيجاد منهجيات متقدمة لإدارة المقتنيات.
جدير بالذكر أن المتحف الوطني يعد الصرح الثقافي الأبرز في سلطنة عُمان، والمخصص لإبراز مكنونات التراث الثقافي لعُمان، منذ ظهور الأثر البشري في شبه الجزيرة العُمانية، وإلى يومنا الحاضر؛ والذي نستشرف من خلاله مستقبلنا الواعد.
وأنشأ المتحف الوطني بموجب المرسوم السلطاني رقم (2013/62)، الصادر بتاريخ (16 من محرم سنة 1435هـ)، الموافق (20 من نوفمبر سنة 2013م)؛ وبذلك أصبحت له الشخصية الاعتبارية؛ بما يتوافق، والتجارب، والمعايير العالمية المتعارف عليها في تصنيف المتاحف العريقة.
ويهدف المتحف إلى تحقيق رسالته التعليمية، والثقافية، والإنسانية، من خلال ترسيخ القيم العُمانية النبيلة، وتفعيل الانتماء، والارتقاء بالوعي العام لدى المواطن، والمقيم، والزائر، من أجل عُمان، وتاريخها، وتراثها، وثقافتها، ومن خلال تنمية قدراتهم الإبداعية، والفكرية، ولاسيما في مجالات الحفاظ على الشواهد، والمقتنيات، وإبراز الأبعاد الحضارية لعُمان؛ وذلك بتوظيف واعتماد أفضل الممارسات والمعايير المتبعة في مجالات العلوم المتحفية، وبتقديم الرؤية، والقيادة للصناعة المتحفية بالسلطنة.
ويتجسد ذلك كله في توزيع تجربة العرض المتحفي على (14) قاعة، تتضمن أكثر من (7000) من اللقى المميزة، والمنتقاة بعناية، و(33) منظومة عرض تفاعلي رقمية واعتباره أول متحف بالسلطنة يتضمن مركزًا للتعلم، مجهزًا وفق أعلى المقاييس الدولية وأول متحف بالسلطنة يتضمن مرافق للحفظ والصون الوقائي، ومختبرات مجهزة تجهيزًا كاملًا كما يعتبر أول متحف بالسلطنة يتضمن قاعة عرض صوتية ومرئية؛ بتقنية “UHD” وهو أول متحف بالشرق الأوسط يوظف منظومة “برايل” باللغة العربية وأول متحف بالشرق الأوسط يوظف منظومة المخازن المفتوحة.