صناعة الفضّيات في ولاية أدم تشهد تطورات كبيرة

أدم – العمانية |

صناعة الفضّيات واحدة من الصناعات الحرفية المهمة التي تتميز بها السلطنة ويمتهنها المواطن العماني في عدد من محافظات وولايات السلطنة منها ولاية أدم، حيث عرف الحرفي العماني هذه المهنة منذ زمن بعيد ولا يزال البعض مواصلًا لها مع أبنائه لإبرازها وحفظها من الاندثار.

وتعد الفضّيات من المهن العمانية الأصيلة التي ما تزال محافظة على أصالتها وهويتها من خلال استمرار بعض العمانيين في مزاولتها وتعليمها لأبنائهم، وتوفير الدعم والرعاية الحرفية من قبل المؤسسات الحكومية التي تلبي احتياجات الحرفيين في مختلف محافظات السلطنة في ظل ما يشهده القطاع الحرفي من تطور ونمو ووفر عيشة كريمة للحرفي العماني لضمان حاضره ومستقبله.

يقول محمد بن عبد الله الشيباني أحد الحرفيين بولاية أدم : بدأت ممارسة صياغة الذهب والفضة منذ 40 عامًا، حيث كنت مساعدا لجدي في هذه المهنة التي بها دخل مادي جيد ، وبدعم المؤسسات الحكومية لصناعة الفضّيات طرأت تغييرات كثيرة على هذه الحرفة، حيث ادخلت الآلات والتقنية الحديثة التي أسهمت في توفير الكثير من الوقت وإنتاج أشكال متعددة ومتنوعة من الفضيات، إضافة إلى الدور المهم الذي قامت به الهيئة العامة للصناعات الحرفية ، حيث وفرت الدعم المادي لنا من خلال تجديد المحل التجاري بكافة المواصفات الحديثة وبلمسات جميلة ومميزة، كما أنني أطمح إلى الالتحاق ببرامج ودورات تدريبية في هذا المجال والمشاركة في المعارض داخل السلطنة وخارجها ، لكسب المزيد من المعرفة والخبرة والمهارة والاطلاع على تجارب الآخرين في هذا المجال.

ويضيف الشيباني لوكالة الأنباء العمانية، أن دخول بعض الحرفيين غير العمانيين في هذه الحرفة أفقدها الكثير من الجودة في صناعتها وأصالتها، فمثلا طرأت تغييرات على الخنجر العماني كـ”حزام الخنجر” و”القرن” و”النصلة” فلم تعد الأنواع القديمة موجودة وإن وجدت فهي غالية الثمن ، كـ”قرن الزراف الإفريقي” الذي يصل سعره إلى 3000 ريال، والحزام يصل إلى حوالي 200 ريال، وكذلك الخواتم القديمة ذات الفصوص المعروفة أصبحت غير موجودة وبعض من حلي النساء أيضا أصبحت نادرة ، فدخلت التحديثات غير التراثية على كل ذلك، مما أثر على الشكل والمظهر العام لهذه الفضّيات.

وتجد في بعض الفضيات ان المواصفات العمانية القديمة التي تتميز بها هذه التراثيات تلاشت، حيث يقبل الشباب العماني ذكورا وإناثا على أنواع من الذهب والفضة ذات الطابع الحديث المطوّر دون النظر إلى نسبة الأصالة أو الجودة فيها، ونحن في هذا المحل لا نزال نتقيد ونتمسك بالصناعة ذات المواصفات القديمة بأسلوب مطور وحديث.

وأوضح الشيباني أن أغلب المواد الخام التي يستخدمها والأشكال الجاهزة من الخواتم والخناجر ومستلزمات النساء الأخرى تتوفر في أسواق معروفة كسوق نزوى وصور ومطرح، ولكن تبقى أبرز التحديات تتمثل في منافسة الوافد في هذه الصناعة التراثية وابتعاد المواطن العماني عن الاستمرار في هذا العمل.

ويضيف أن العمل في مجال صياغة الذهب والفضة مستمر وإقبال الناس على الشراء أيضا لا يتوقف طوال العام وينشط في مناسبات الزواج والأعياد، ونحن في ولاية أدم نمارس هذا العمل، حيث نقوم بكافة أعمال صياغة الذهب والفضة من حيث التصنيع والصيانة والتجديد والتنظيف، ولدينا زبائن من داخل الولاية وخارجها، وهناك فئات معينة من المجتمع تتردد علينا في شراء الأشياء ذات جودة عالية وبمواصفات معينة مع التركيز على النمط التقليدي القديم.

وفيما يتعلق بدخول الآلات الحديثة في هذه الحرفة، يقول محمد الشيباني: توجد استفادة كبيرة من توفر الآلات الحديثة في سرعة إنجاز العمل اليومي، فمثلا عند صب الذهب أو الفضة في سبيكة ثم في صفيحة كان ذلك يستغرق من الوقت أكثر من خمسة أيام نستعمل فيها المطرقة التقليدية، فكان العمل صعبًا وشاقًا، أما اليوم ومع هذه الآلات فيأخذ منا هذا العمل قرابة خمس دقائق فقط، فالفوائد كثيرة من ناحية الوقت والجهد وسرعة الإنجاز.

وشهد القطاع الحرفي خلال السنوات الماضية تطورًا كبيرًا لدى شريحة كبيرة من الحرفيين مما انعكس على تحقيق العديد من الإنجازات الحرفية في السلطنة التي أسهمت في دفع العمل الحرفي بكافة أشكاله إلى التطور والتميز.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*