9ر4 مليون زائر زاروا الأردن عام 2018

عمّان – العمانية- فانا|

سجل القطاع السياحي في المملكة الأردنية الهاشمية تزايدًا ملحوظا في مؤشرات أدائه إذ تظهر الأرقام الرسمية ارتفاعًا في أعداد السياح القادمين للمملكة حتى أواخر العام 2018 بواقع (4) ملايين و(922) ألفًا و(169) سائحًا مقارنة بنحو (4) ملايين و(565) ألفًا و(158) سائحًا عام 2017 أي بزيادة بلغت نحو 7 بالمائة.

وتكشف تلك الأرقام عن ارتفاع في مؤشرات أداء القطاع السياحي في شهر فبراير عام 2019 مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2018.

ويأتي ارتفاع مؤشرات أداء القطاع السياحي الأردني بعد استمرار مؤشرات أداء القطاع السياحي تحقيق نتائج إيجابية خلال الربع الأول لتمضي الجهات المعنية بالقطاع السياحي قدمًا في دعم القطاع لما له من مزايا تنافسية وقدرة على إيجاد فرص عمل جديدة وزيادة المساهمة في الدخل القومي.

وتعد السياحة العلاجية إنجازًا وطنيًا رفعت اسم المملكة عالميا، وتعتبر رافدًا أساسيًا للاقتصاد الوطني الاردني ومن أهم مصادر الدخل القومي، حيث يتبوأ الأردن المرتبة الأولى في إقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كمركز جاذب للسياحة العلاجية يستقطب سنويًا ما يزيد على 250 ألف مريض من مختلف دول العالم وأكثر من 500 ألف مرافق مع هؤلاء المرضى.

ووفق ما تكشفه النشرة الإحصائية الشهرية لوزارة السياحة والآثار الاردنية، فقد ارتفع عدد الزوار الدوليين خلال شهر فبراير ليصل إلى 315865 زائرا بنسبة تغيّر بلغت 5ر7 بالمائة، وعدد سيّاح المجموعات السياحية ليصل إلى 43376 سائحا بنسبة تغيّر بلغت 3ر21 بالمائة، في حين ارتفع عدد سيّاح المبيت خلال الفترة ذاتها إلى 269050 سائحًا وبنسبة تغيّر بلغت 3ر7 بالمائة.

وتصدّرت الدول الأوروبية نسب الارتفاع في أعداد سيّاح المبيت خلال شهر فبراير لهذا العام مقارنة بالعام الماضي لنفس الفترة، حيث وصل مجموع السيّاح من هذه الدول 42284 سائحًا بنسبة تغيّر بلغت 3ر49 بالمائة، تلتها دول آسيا والباسيفيك بعدد سيّاح وصل 20427 سائحًا بنسبة تغيّر بلغت 9ر34 بالمائة، ثم الدول الأمريكية بعدد سيّاح 13199 سائحا وبنسبة تغيّر بلغت 8ر33 بالمائة.

وفيما يتعلق بزوار المواقع السياحية، فقد سجلت المؤشرات ارتفاعًا كبيرًا في معظم المواقع السياحية، فقد بلغ عدد زوار “البتراء” خلال هذا الشهر 66984 سائحًا بنسبة ارتفاع بلغت 36 بالمائة عن الفترة ذاتها من عام 2018، وبلغ عدد زوار “جرش” 28800 سائح بنسبة ارتفاع بلغت 6ر59 بالمائة مقارنة بالعام الماضي.

وارتفع عدد زوار المواقع الأثرية بنسب مختلفة وصلت في “أم قيس”إلى 20 بالمائة، بينما بلغت في المغطس (موقع عماد السيد المسيح) 7ر43 بالمائة، وفي “مادبا” 4ر84 بالمائة، و”جبل نيبو” 1ر102 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وقال الدكتور عبد الرزاق عربيات مدير عام هيئة تنشيط السياحة إن الترويج السياحي ضرورة ملحة في ظل ازدياد حدة المنافسة بين بعض الدول وتنامي الأهمية الاقتصادية لقطاع السياحة، مشيرا إلى أن الهيئة تعمل وفق نظام يهدف إلى تولي وتوحيد عمليات الترويج والتسويق السياحي للأردن عبر الإسهام في إيجاد الطلب على المنتج السياحي الوطني، حيث تستخدم الهيئة استراتيجيات تسويقية محكمة لوضع الأردن على الخارطة السياحية للعالم ليصبح الأردن مقصدا رئيسيا للسائح في الأسواق العالمية.

ويؤكد عربيات أن الهيئة ماضية باستراتيجيات تعكس صورة الأردن كمنتج سياحي يتمتع بالأبعاد الحضارية الطبيعية والدينية بالإضافة إلى تقديمه روح المغامرة والمتعة لزواره من مختلف أنحاء العالم مشيرا إلى أن سياح المبيت شكلوا ما نسبته 84 بالمائة من إجمالي أعداد السياح القادمين للمملكة خلال العامين الماضيين.

واشار عربيان الى ان السياح السعوديين في صدارة السياح القادمين للمملكة عام 2018 بواقع 851515 سائحًا وبنسبة 17 بالمائة من إجمالي أعداد السياح، يليهم الفلسطينيون بواقع 673702 سائح بنسبة 14 بالمائة من السياح، وجاء الأوروبيون في المرتبة الثالثة بواقع 668660 يمثلون نحو 14 بالمائة من السياح، ثم الآسيويون بواقع 269747 سائحا بنسبة 5 بالمائة، وجاء الأمريكيون في المرتبة الخامسة بواقع 244478 بنسبة 049ر0 بالمائة من عدد السياح الإجمالي، بينما جاء السياح العراقيون بالمرتبة السادسة والثالثة عربيا بواقع 173422 سائحا بنسبة بلغت 5ر3 بالمائة من إجمالي أعداد السياح.

من جانبه، قال الدكتور عبد المهدي القطامين الناطق الرسمي باسم سلطة منطقة العقبة الخاصة إن عدد زوار العقبة بلغ عام 2018 نحو987 ألف سائح وزائر بارتفاع نسبته 54 بالمائة عن العام 2017، إذ بلغ عدد السياح القادمين إلى العقبة والنازلين في فنادقها ما يقارب 640 ألف سائح وزائر، مشيرا إلى أن نسبة السياحة الأجنبية من العدد الكلي للسياح بلغت مقارنة بالسياحة المحلية عام 2018 نحو 55 بالمائة، حيث بلغ عدد السياح الأجانب 544 ألف سائح عام 2018، في حين بلغ العدد الكلي عام 2017 حوالي 366 ألف سائح أجنبي.

وأضاف إن نسبة الإشغال الفندقي في فنادق العقبة كافة بلغت عام 2018 ما نسبته 63 بالمائة مقارنة بالعام الذي سبقه عام 2017، حيث بلغت النسبة 60 بالمائة، وارتفع متوسط مدة إقامة السائح في فنادق العقبة عام 2018 إلى 1ر4 ليلة مقارنة بحوالي 9ر3 ليلة في العام الذي سبقه.

وعلى صعيد سياحة البواخر، ارتفع عدد السفن السياحية التي أتت ميناء العقبة عام 2018 إلى 58 سفينة، حملت على متنها ما يناهز 80 ألف سائح مقارنة بحوالي 53 ألف سائح في العام الذي سبقه وبزيادة مئوية مقدارها 49 بالمائة.

وأوضح القطامين ان عدد السياح والزوار القادمين إلى منطقة وادي رم ارتفع عام 2018 ليصل إلى 206 آلاف سائح بنسبة زيادة مقدارها 27 بالمائة مقارنة بالعام 2017، حيث بلغ عدد الزوار 161 ألف زائر وسائح.

ويشير القطامين إلى أن السياحة الروسية المشهد السياحي في العقبة، حيث بلغ عددهم عام 2018 حوالي 204 آلاف سائح، تلتها دولة فلسطين بواقع 60 ألف سائح، وألمانيا 33 ألفا، والسعودية 22 ألفا، وأمريكا 18 ألفا، وسلوفاكيا 15 ألفا، والصين 15 ألفا، وفرنسا 14 ألف سائح، فيما أظهرت البيانات ظهور خمسة أسواق سياحية واعدة كسلوفينيا وبولندا وليتوانيا واستونيا وسويسرا.

وسجل عدد الغرف الفندقية في العقبة عام 2018 نموًا متزايدًا حيث بلغ عدد الغرف الفندقية في التصنيفات الفندقية كافة من خمس نجوم إلى نجمة واحدة 5144 غرفة فندقية مقارنة بـ 4279 غرفة فندقية عام 2017، وارتفع عدد الفنادق ليصل عام 2018 إلى 56 فندقًا مقارنة بـ 45 فندقًا عام 2017 منها 9 فنادق خمس نجوم، وست فنادق أربع نجوم، وأربع فنادق ثلاث نجوم، و16 فندقا نجمتان، و10 فنادق نجمة واحدة، و11 فندقا تحت التصنيف.

وعلى صعيد حركة المسافرين والسياحة عبر مطار الملك الحسين الدولي في العقبة؛ أكد القطامين ارتفاع عدد المسافرين عبر المطار عام 2018 ليصل إلى ما يقارب 220 ألف مسافر بنسبة زيادة مقدارها 10 بالمائة عن العام 2017، حيث بلغ عدد المسافرين نحو 199 ألف مسافر، بينما بلغ عدد الطائرات التي هبطت في المطار عام 2018 نحو 2526 طائرة، في حين كانت عام 2017 نحو 2502 طائرة.

وبلغ عدد الرحلات العارضة في مطار الملك الحسين الدولي عام 2018 نحو 880 رحلة بنسبة انخفاض بلغت حوالي 33 بالمائة عن العام 2017، حيث بلغ عدد الرحلات العارضة 1330 رحلة.

وحول نشاط ميناء العقبة في العام 2018، فقد بلغت كمية المستوردات من مختلف البضائع نحو 11 مليون طن مقارنة بحوالي 5ر11 مليون طن في العام 2017، وشكلت المستوردات للسوق المحلي من إجمالي المستوردات عام 2018 نحو 8ر10 مليون طن، فيما بلغت البضائع المستوردة لغايات المرور الترانزيت ما يقارب 208 آلاف طن، فيما بلغت الصادرات عبر ميناء العقبة في العام 2018 نحو 5 ملايين طن مقارنة بحوالي 5ر5 مليون طن في العام 2017.

وزاد عدد زوار البتراء الأجانب بنسبة 53 بالمائة خلال الربع الأول من العام الحالي وفق الأرقام الرسمية لسلطة إقليم البترا التنموي السياحي، إذ تشهد الحركة السياحية في مدينة البتراء الأثرية انتعاشا واضحا وملحوظا منذ بداية العام، وارتفع عدد زوار المدينة من السياح الأجانب خلال الربع الأول من العام الحالي إلى نحو 220 ألف زائر بنسبة نمو بلغت 53 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي التي بلغ فيها عدد الزوار نحو 144 ألف زائر، حسب الإحصاءات الرسمية الصادرة عن سلطة إقليم البترا التنموي السياحي.

وبلغ عدد زوار البتراء الكلي خلال الربع الأول من العام الحالي نحو 240 ألف زائر من مختلف الجنسيات ونحو 177 زائرا للفترة نفسها من العام الماضي بنسبة نمو بلغت نحو 26 بالمائة.

وسجل شهر مارس ارتفاعا ملحوظا في أعداد زوار المدينة الوردية (البتراء)؛ إذ استقبلت 116132 زائرا من مختلف الجنسيات منهم 108170 زائرا أجنبيا، في حين بلغ عدد الزوار الأردنيين والعرب نحو 7611 زائرا، وبلغ عدد الزوار من الرحلات الطلابية نحو 351 زائرا لتشكل نسبة الزيادة في أعداد الأجانب 59 بالمائة، والزيادة لعدد الزوار الإجمالي بلغت 34 بالمائة.

وزار البتراء في شهر مارس من العام الماضي 86426 زائرا منهم 68184 زائرا أجنبيا، وبلغ عدد الزوار العرب 13213 زائرا وزوار الرحلات الطلابية نحو 5 آلاف زائر.

وأكد الدكتور سليمان الفرجات رئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البتراء التنموي السياحي أن حجم الاستثمارات في القطاع الفندقي خلال العامين القادمين قد يتجاوز 36 مليون دينار بزيادة أكثر من 500 غرفة فندقية، مشيرا إلى أن أعداد الغرف الفندقية من المتوقع أن ترتفع خلال العام الحالي حوالي 300 غرفة فندقية.

وثمّن الجهود المبذولة والتشاركية بين جميع الشركاء في القطاعين الحكومي والخاص والمجتمعات المحلية في لواء البتراء والمكانة السياحية المرموقة التي تحظى بها المدينة الوردية في الاسواق السياحية العالمية والأهمية الكبيرة التي تحتلها على الخريطة السياحية العالمية أدت إلى الزيادة الكبيرة في عدد زوار مدينة البتراء.

أما محمد سميح رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر فاشار إلى تنام ملحوظ في أعداد السياح منذ عدة أشهر، ما يؤكد الحاجة إلى استحداث مشاريع استثمارية لزيادة مدد إقامتهم، وضرورة إيلاء الاستثمار في قطاع السياحة والغرف الفندقية أقصى درجات الاهتمام في ظل ما يشهده القطاع السياحي الأردني من زيادة مستمرة لأعداد السياح.

وقد عرف الأردن السياحة الدينية منذ القدم، عندما كان يفد إليه الكثير من الزائرين لزيارة المعالم الدينية والمساجد والأضرحة رغبة منهم في توسيع دائرة الثقافة الدينية لديهم، وممارسة الطقوس الدينية المختلفة حيث يقع الأردن بين مكة المكرمة أقدس مكان على وجه الأرض لدى المسلمين والقدس المدينة المقدسة لدى الديانات السماوية الثلاث وللأردن دور مركزي في تاريخ أهل الكتاب، فالعديد من الأنبياء ورد ذكرهم في العهد القديم، والإنجيل، والقرآن الكريم، ارتبط تاريخهم بالأردن، فهم إما عاشوا فيه، أو على الأقل دخلوا إليه عابرين أرضه.

ويرى العديد من الباحثين أن السياحة الدينية في الأردن سياحة متكررة وتتضاعف في فترات قصيرة، وهي سياحة إيمانية ملتزمة، وغير انتقائية، وموسمية، إلا أنها لا تنقطع على مدار السنة، وترتبط بالتطورات السياسية، وهي غير قابلة للتنافس مع الأنواع الأخرى للسياحة، بل يمكن أن تشكل حلقات متجانسة مع الأنواع الأخرى من السياحة في الأردن.

وتصنف مواقع السياحة الدينية في الأردن إلى مواقع السياحة الدينية الإسلامية، مثل؛ مواقع المعارك الإسلامية التي دارت رحاها على أرض الأردن، كاليرموك ومؤتة، إضافة إلى مقامات الصحابة المنتشرة في كافة بقاع الأردن، ومواقع السياحة الدينية المسيحية، مثل؛ مواقع الحج المسيحي كالمغطس وجبل نيبو، إضافة إلى انتشار العديد من الكنائس المسيحية التي تعود إلى عصور تاريخية مختلفة، مثل؛ كنيسة سيدة الجبل في عنجرة، وكنيسة العذراء في مأدبا.

وتعتبر السياحة الدينية صناعة مهمة في كونها تشبع الحاجات الروحية للأفراد، إضافة إلى كونها مصدرًا مهمًا لإيجاد القيم المضافة لديهم، وموردًا للعملات الأجنبية، الأمر الذي يسهم في دعم عجلة الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة، حيث تولي الجهات المعنية الأردنية اهتماما بالغا للمواقع السياحية الدينية وخاصة المسيحية منها، مثل تلك المواقع الخمسة المعتمدة من قبل الفاتيكان لأداء الحج المسيحي وتشمل موقع المغطس وتل مار الياس، وسيدة الجبل/ عنجرة، وجبل نيبو في مادبا ومكاور.

وتعد الأماكن التي يستطيع المرء الحصول فيها على الشفاء الجسدي قليلة نسبيًا، وربما تكون الأماكن في الأردن من تلك البلدان القليلة التي يختفي فيها المرض الجسدي مع التحسن النفسي العاطفي.

ويعود ذلك إلى الطبيعة الخلابة المتوفرة في الأردن، بمواردها العلاجية المختلفة، بدءا بالمياه الحارة الغنية بالمعادن، مرورا بالوحل البركاني والمناخ المعتدل، وانتهاء بالمناظر الطبيعية الخلابة والمناطق الأثرية الكثيرة.

ويعد الأردن من الدول الرائدة في مجال الاستشفاء والسياحة العلاجية، حيث إنه بالإضافة إلى موارده الطبيعية العلاجية من المياه المشبعة بالمعادن، وشلالات المياه الساخنة وغيرها، فإن الله حباه أيضا بالعديد من المستشفيات والمراكز الطبية المتميزة والأطباء الذين أكسبوا الأردن مكانة معروفة في كافة أنحاء العالم.

وتتنوع مواقع العلاج الطبيعي والسياحة العلاجية في الأردن، لعل أبرزها؛ العقبة التي تمتاز بمياهها المعدنية والكبريتية، وجوها الجاف الخالي من الرطوبة، وما تحتويه تربتها من رمال تصلح لعلاج العديد من الأمراض، ومياه بحرها بما لها من خواص طبيعية مفيدة وغنية، كما تنتشر في الأردن العيون المائية والمعدنية التي تمتاز بتركيبها الكيميائي الفريد، يفوق في نسبته جميع العيون المائية الساخنة والمعدنية في العالم مثل؛ حمامات ماعين وعفرا جنوب العاصمة عمان، والتي ترتفع 120م عن سطح الأرض، وبها عيادات تستكمل العلاج السياحي، علاوة على توافر “الطمي” في برك هذه العيون الكبريتية بما له من خواص علاجية تشفي العديد من امراض العظام وامراض الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي والامراض الجلدية وغيرها.

كما تعتبر منطقة البحر الميت منطقة دافئة ومشمسة طيلة العام، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة فيها 4ر30 درجة مئوية، وتعتبر أشعة الشمس الرائعة في منطقة البحر الميت غير ضارة للبشرة، وخصوصا للقاطنين فيها، كما يشتهر البحر الميت بطينه الأسود الغني جدا بالأملاح والمعادن كما ان ملوحة مياه البحر الميت تساعد في شفاء الكثير من الامراض الجلدية المتعددة، إضافة إلى وجود الكالسيوم والمغنيسيوم والبروم من بين أملاح البحر الميت يجعل التركيبية الفريدة من الأملاح والمعادن في تلك المياه أحد المصادر المهمة للاستشفاء الطبيعي تشرف عليه في المنتجعات المتوفرة مجموعة من الأشخاص ذوي الاختصاص.

وتقع منطقة الحمة الأردنية، على بعد 100 كيلومتر إلى الشمال من عمّان، وتعتبر واحدة من أكثر المواقع العلاجية والسياحية الحيوية في المنطقة، حيث تم تأسيس منتجع وبعض العيادات التي توفر العديد من الخدمات لزائري تلك المنطقة، وهناك مركز للأشخاص الذين يعانون من أمراض ومشاكل في الجهاز التنفسي علاوة على مراكز توفر العلاج من الأمراض الجلدية والأمراض المتعلقة بالجهاز العصبي والمفاصل.

وفي جنوب الأردن، وعلى بعد 26 كيلومترا فقط من الطفيلة، تنطلق المياه الحارة من أكثر من 15 مصدرا لتملأ أجواء المكان بالمعادن الشافية فيما يعرف بـ “حمامات عفرا”، حيث يقول الخبراء ان لهذه المياه على وجه التحديد قوة هائلة على معالجة العقم والدوالي وفقر الدم والروماتيزم، فيما جرى بناء مركز للخدمات العامة بجانب المطعم والعيادة الطبيعية.

وتعد مدينة البتراء الوردية المنحوتة في الصخر الوردي على يد العرب الأنباط قبل اكثر من الفي عام، جوهرة الأردن وهي الشاهد الحي على عظمة الدولة العربية النبطية، حيث فازت بالمركز الثاني خلال حفل كبير في لشبونة/ البرتغال في 7 يوليو 2007 ، حصدت فيه أكثر من 22 مليون صوت للتصويت لعجائب الدنيا السبع.

وتعتبر البتراء الاثرية من أهم المواقع السياحية حيث تشكل ما نسبته 80 بالمائة من اجمالي ايرادات المواقع الاثرية والسياحية في المملكة اضافة الى انها نقطة جذب رئيسية للسياحة في الاردن بحسب عوني قعوار عضو المجلس الوطني للسياحة.

وقد شهد الأردن توطن حضارات وممالك كبرى صبغت بقوتها تاريخ تلك الحقب، أبرزها المملكة المؤابية في جنوب الأردن بقيادة الملك يوشع، ومملكة الأنباط العربية التي بسطت حكما واسعا على المنطقة الممتدة من بصرى الشام إلى مدائن صالح، وتشكيل شمال الأردن الركن الأساسي لتحالف المدن العشر اليونانية. وتظل المدن الأردنية بما تحمله من آثار ومواقع خير دليل على ضربها في أعماق التاريخ وأنها كانت موئلا لآباء البشرية.

وتتنوع الأماكن الأثرية في عمان، مثل؛ المدرج الروماني، والذي يقع في الجزء الشرقي من العاصمة عمّان، على أحد التلال المقابلة لقلعة عمان، حيث استعمل المدرج الروماني للعروض المسرحية والغنائية والفنية الذي يتسع لـ 6000 متفرج، إضافة إلى “سبيل الحوريات”، والذي يعود إلى الفترة الرومانية في القرن الثاني الميلادي، و “جبل القلعة” الذي ما زالت بقايا قصور العمونيين ماثلة فيه، منها جدران الأسوار، والآبار المحفورة في الصخر الجيري، بالإضافة إلى العديد من المعالم الأثرية المختلفة المنتشرة في عمّان.

ويحتوي الأردن على العديد من المحميات الطبيعية، مثل؛ محمية الأزرق التي تقع في الصحراء الشرقية من الأراضي الأردنية، ومساحتها تبلغ 12 كيلومترا مربعا. وتبعد عن العاصمة عمّان حوالي 115 كيلومترا، ومحمية الشومري التي تعد أول محمية للأحياء البرية في الأردن، إضافة إلى العديد من المحميات الطبيعية الأخرى مثل؛ ضانا والموجب وغابات عجلون.

كما تبرز القلاع التاريخية على امتداد الأراضي الأردنية ما زالت شاهدة لتعبر عن الحضارات التي سكنتها، مثل “قلعة الكرك” التي تقع في مدينة الكرك في جنوب الأردن، و “قلعة الشوبك” التي تبعد نحو ساعة عن مدينة البترا، و”قلعة عجلون” التي تشكل معلما أثريا تاريخيّا بارزًا في محافظة عجلون، و‏تقع على رأس جبل منيف، على بعد 73 كم الى الشمال الغربي من العاصمة عمان، إضافة إلى العديد من القلاع والقصور الصحراوية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة.

كما اطلقت منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة في عام 2001، منطقة تنموية متعددة القطاعات بضرائب مخفضة تضم كامل منطقة الساحل الأردني (27 كم)، الموانئ البحرية الأردنية، ومطار دولي ومدينة العقبة التاريخية، حيث استعادت المدينة مكانتها التاريخية الاقتصادية لتلعب دورًا مهمًّا في اقتصاد المنطقة، التي كانت تمثله منذ اكثر من خمسة آلاف سنة.

ولا يمكن الحديث عن المواقع الأثرية في الأردن دون المرور على مدينة جرش التاريخية، التي كان يطلق عليها اسم “جراسا” في القدم، وتبعد عن العاصمة عمّان حوالي 48 كم إلى الشمال، وتعد إحدى المدن التاريخية الأثرية التي ظلت محافظة على معالمها الأثرية حتى يومنا الحاضر، فقد تم الكشف عن هذه المدينة الرومانية التي كانت تغطيها الرمال قبل أكثر من سبعين عامًا، فظهرت الى الوجود مدينة كاملة بشوارعها المبلطة والمعبدة وهياكلها المرتفعة القمم ومسارحها ومدرجاتها ومساحاتها إلى جانب الميادين والحمامات والشلالات والأسوار.

وتكمن أبرز معالمها في المسرح الجنوبي الذي بني في أواخر القرن الأول الميلادي، وهو مدرج روماني تقليدي ويستوعب 3000 متفرج إضافة إلى المسرح الشمالي الذي يتسع لـ 1500 مشاهد وكان مخصصا للمبارزات ومصارعة الحيوانات المفترسة، حيث يستغل المدرجان حاليا لعرض الفعاليات الفنية والثقافية من مسرحيات وحفلات غنائية وامسيات شعرية، إضافة إلى سبيل الحوريات وهو عبارة عن بناء يضم نوافير للمياه أقيم لحوريات الماء في أواخر القرن الثاني الميلادي، ومعالم أخرى مثل “بوابة فيلادلفيا”، و”معبد أرتيمس”، و”ساحة الندوة” وغيرها. ومرورًا على مدينة “أم قيس” الأثرية، التي تقع على بعد 20 كم شمال مدينة اربد، حيث ترتفع نحو 364 مترا عن سطح البحر، يحدها من الشمال ويفصلها عن هضبة الجولان نهر اليرموك ومن الجنوب وادي العرب الممتد من مدينة اربد حتى الشونة الشمالية غربا، ومن الغرب بحيرة طبريا، وعرفت قديمًا باسم “جدار”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*