قرية العافية في سمائل وجهة سياحية لعشاق الطبيعة وتسلق الجبال

سمائل – العمانية|

“قرية العافية” إحدى قرى وادي بني رواحة التابعة لولاية سمائل بمحافظة الداخلية، تقع تحت سفح جبلي وتحيط بها الجبال من كافة الجهات، مما جعلها وجهة مثالية لعشاق الطبيعة وتسلق الجبال.

وتقع القرية في الجنوب الغربي من الولاية وتبعد عن مركزها حوالي 25  كيلومترًا، وكانت تسمى سابقًا باسم قرية (الحمة) وهو اسم مشتق من حميم الرصاص لتميز أهالي القرية بصناعة الرصاص والبارود في ذلك الوقت، وقد تم تغيير اسمها إلى قرية “العافية” لما تتميز به من مقومات سياحية جميلة أهّلتها لأن تكون المحطة الأولى للسياح في الولاية خاصة الوافدين منهم، ويقدر عدد سكان “العافية” في الوقت الحاضر أكثر من 400 مواطن.

ومن أهم المزارات السياحية بالقرية وادي “العسي”، ويعتبر من الأودية الأكثر جريانَا بوادي بني رواحة وهو يشكل ثنائيًا مع وادي (المسقاة) في قوة جريانه أثناء هطول الأمطار على رؤوس الجبال المحيطة بالقرية، حيث يستقطب جريان الوادي الكثير من السيَّاح لقضاء يوم جميل بين الطبيعة الخلابة والأشجار المثمرة التي تطل على جانبي الوادي وبين خرير الماء المنساب من أعلى الجبال مشكلاً بذلك شلالات جميلة.

ويحيط بالقرية سور قديم اندثرت معالمه بسبب العوامل المناخية ويربط بين ثلاثة أبواب، ويوجد بداخله عدداً من البيوت القديمة تسمى (الحجرة) كان يقطنها سكان القرية الذين لا يتعدى عددهم حينها 30 مواطناً، وقد اندثرت تلك البيوت ولكن آثارها لا تزال شاهدةً حتى يومنا هذا. كما يوجد بالقرية برج ما يزال شامخاً يحكي ماضي وحاضر القرية وصلابة المواطن العماني عبر السنين الماضية.

وقال يوسف بن سرحان الهشامي أحد سكان القرية: “على الرغم من أن قرية “العافية” منطقة جبلية تقع تحت سفح جبل إلا أنها تتميز بزراعة النخيل بكافة أنواعها، وتكثر فيها زراعة أشجار الحمضيات حيث تتصدر المرتبة الأولى على مستوى قرى وادي بني رواحة في زراعة الليمون ثم السفرجل والمانجو ، ويتم ري هذه الأشجار والنخيل من فلج ينبع من أسفل الجبال المحيطة بالقرية والممتد من الجبل الأخضر ويطلق عليه اسم فلج ( السخنة )، وتعود تسمية الفلج بهذا الاسم لما يتميز به من ارتفاع حرارته في فصل الشتاء حيث يتصاعد منه البخار من شدة حرارته، وهو فلج لا ينضب مهما تعرضت له أفلاج الولاية من جفاف”.

وأوضح لوكالة الأنباء العمانية أن معظم أهالي القرية يمارسون عددًا من المهن التي تعود عليهم بالخير الوفير، كتربية الماشية وجني عسل النحل الطبيعي وقطف محصول الزعتر والبوت من قمم الجبال المحيطة بالقرية، وتباع تلك المنتجات في سوق الولاية والأسواق المجاورة لها، مشيرًا إلى أن للمرأة العمانية دور كبير وفعال في القرية حيث تقوم بصناعة العديد من الأدوية التقليدية التي مازالت تستخدم حتى الآن وصناعة الكمة العمانية والملابس العمانية النسائية.

وحظيت القرية في عصر النهضة المباركة بالكثير من المنجزات في مختلف القطاعات الخدمية كالكهرباء والمياه والنقل والاتصالات والتعليم.

جدير بالذكر أن قرية “العافية” تربطها طرق جبلية أحدها يؤدى الى قرية “المناخر” بنيابة الجبل الأخضر ويبعد مسافة 6 ساعات مشيًا على الأقدام عبر سلسلة من الجبال، كما يربطها طريق جبلي مختصر إلى قرية ” حدش” بوادي مستل إحدى قرى ولاية نخل ويبعد مسافة 4 ساعات مشيًا على الأقدام، ولا يزال التواصل مستمرًا بين أهالي القريتين حتى وقتنا الحاضر.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*