مسقط – العمانية|
أضاف المتحف الوطني شواهد الأحجار الثلاثية إلى قائمة عرضه المتحفي، وهي عبارة عن تكوينات حجرية ثلاثية يبلغ عمرها (2000) عام، عثر عليها على طول المنطقة الساحلية لجنوب وشرق شبه الجزيرة العربية، من حضرموت في اليمن وحتى رأس الحد في سلطنة عُمان.
وتتكون هذه التكوينات من ثلاث حجارة مسطحة عمودية تشكل مثلثًا هرميًا وتكون غالبا مرتبة في صفوف على جوانب مجاري المياه الجافة وما يبدو بأنها طرق تجارة قديمة.
كما ترتبط التكوينات الحجرية الثلاثية بحفر نار دائرية كبيرة تعود إلى العصر الحديدي المتأخر (200ق.م.-44م) وفق فحص بقايا الفحم فيها، وتمثل هذه التكوينات أماكن خاصة لطقوس لم يتم التعرف على كنهها حتى الآن إذ لا توجد أي بقايا إنسانية أو أي قطع أخرى تحت أو حول التكوينات. وقد تم عرض الأحجار الثلاثية في المتحف بالتعاون مع وزارة التراث والثقافة والبعثة الاستكشافية الإيطالية-التشيكية في وادي صاي بالدقم والتي قامت بأعمال إنقاذية عليها نظرا لما تشهده الدقم من تطور مضطرد. وعملت البعثة على نقل الشواهد من الدقم إلى المتحف الوطني، حيث تم الانتهاء من أعمال التركيب يوم السبت الماضي ويمكن للزوار مشاهدتها والتعرف عليها خلال تواجدهم في المتحف.
جدير بالذكر أن المتحف الوطني يعد الصرح الثقافي الأبرز في سلطنة عُمان، والمخصص لإبراز مكنونات التراث الثقافي لعُمان، منذ ظهور الأثر البشري في شبه الجزيرة العُمانية قبل نحو المليوني عام، وإلى يومنا الحاضر والذي نستشرف من خلاله مستقبلنا الواعد.
وقد أنشئ المتحف الوطني بموجب المرسوم السلطاني رقم (2013/62)، الصادر بتاريخ (16 من محرم سنة 1435هـ)، الموافق (20 من نوفمبر سنة 2013م)؛ وبذلك أصبحت له الشخصية الاعتبارية بما يتوافق، والتجارب، والمعايير العالمية المتعارف عليها في تصنيف المتاحف العريقة.
ويهدف المتحف إلى تحقيق رسالته التعليمية، والثقافية، والإنسانية، من خلال ترسيخ القيم العُمانية النبيلة، وتفعيل الانتماء، والارتقاء بالوعي العام لدى المواطن، والمقيم، والزائر، من أجل عُمان، وتاريخها، وتراثها، وثقافتها، ومن خلال تنمية قدراتهم الإبداعية، والفكرية، ولاسيما في مجالات الحفاظ على الشواهد، والمقتنيات، وإبراز الأبعاد الحضارية لعُمان؛ وذلك بتوظيف واعتماد أفضل الممارسات والمعايير المتبعة في مجالات العلوم المتحفية، وبتقديم الرؤية، والقيادة للصناعة المتحفية بالسلطنة.
ويتجسد ذلك كله في توزع تجربة العرض المتحفي على (14) قاعة، تتضمن أكثر من (5500) من اللقى المميزة، والمنتقاة بعناية، و(33) منظومة عرض تفاعلي رقمية، كما يعتبر أول متحف بالسلطنة يتضمن مركزًا للتعلم، مجهزًا وفق أعلى المقاييس الدولية، ومرافق للحفظ والصون الوقائي، ومختبرات مجهزة تجهيزًا كاملًا وقاعة عرض صوتية ومرئية بتقنية (UHD). كما ان المتحف الوطني هو أول متحف بالشرق الأوسط يوظف منظومة “برايل” باللغة العربية ويوظف منظومة المخازن المفتوحة.