بورت لويس – العمانية|
اختتمت السلطنة مشاركتها اليوم في أعمال الدورة 13 للجنة الدولية الحكومية للاتفاقية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو بمركز سوامي فيفينكاناندا الدولي للمؤتمرات بجمهورية موريشيوس.
وحققت السلطنة خلال هذه الاجتماعات إنجازًا جديدًا تمثل في موافقتها على تسجيل عرضة الخيل والإبل كملف منفرد للسلطنة ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية.
وقالت السفيرة الدكتورة سميرة الموسى المندوبة الدائمة للسلطنة لدى منظمة اليونسكو رئيسة وفد السلطنة في أعمال الدورة 13 للجنة الدولية “إن السلطنة تعتبر من الدول الزاخرة بموروثها الثقافي غير المادي فهي من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي في عام 2005 وتعمل وفق خطة واضحة ومدروسة لتفعيل هذه الاتفاقية من خلال التوعية بأهمية التراث الثقافي غير المادي وتعزيز دور المجتمعات والممارسين في صون التراث الثقافي غير المادي وتعزيز دور المجتمعات والممارسين في صون هذا التراث ودمج المواضيع والمفاهيم المرتبطة به بالمناهج التعليمية إضافة إلى قيامها بالعمل على إثراء مشاريع التراث الثقافي غير المادي في التنمية المستدامة” .
وأكدت في كلمة ألقتها خلال الاجتماعات “أن تسجيل عرضة الخيل والإبل ليكون العنصر الثامن للسلطنة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لهو مدعاة لجميع الممارسين لهذا لموروث الشعبي بالسعادة والاعتزاز حيث سيساعد على بذل المزيد من الاهتمام والعناية من قبل الجهات ذات العلاقة ووضع هذا الموروث في بنود خطط واستراتيجيات السلطنة القادمة لأجل تحقيق الهدف المنشود لتراثنا الثقافي غير المادي من خلال العمل على صونه والمحافظة عليه من الاندثار وتعليمه للناشئة جيلًا بعد جيل”.
وضم الوفد المشارك في اجتماعات تلك الدورة ممثلين عن وزارة التراث والثقافة والخيالة السلطانية والهجانة السلطانية واللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم.
كما شارك في الاجتماعات الخبير الدولي السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي المدير العام المساعد للفنون في وزارة التراث والثقافة ممثل السلطنة في اللجنة المسؤولة عن تقييم ترشيحات الإدراج في قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل وإلى القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية من البرامج والمشاريع والأنشطة المقترحة.
وأعرب السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي لوكالة الأنباء العمانية بمناسبة تسجيل عرضة الخيل والإبل عن سعادته بهذا الإنجاز وقال إن هذا النجاح يدل على عمق الإرث العماني الثقافي وعلى الجهود الكبيرة التي تقوم بها جميع مؤسسات الدولة والدعم اللامتناهي المقدم لإحياء التراث الثقافي غير المادي ومشاركة جميع الجهات في الإشراف والإدارة والتنفيذ والنشر والتي تساهم في صون تراثنا الخالد، مشير إلى أن هذا الإنجاز بتسجيل عرضة الخيل والإبل تم في نوفمبر المجيد ويواكب احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الثامن والأربعين مما أفرح الجميع ويؤكد دور السلطنة في الاتفاقية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي .
وأضاف إن أعمال الدورة 13 للجنة الدولية استعرضت التقرير الوطني الذي تقدمت به السلطنة حول تفعيل الاتفاقية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي، ووضعية العناصر المدرجة في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية خلال العام الجاري 2018م وتم اعتماده.
وأشار إلى أن السلطنة ستشارك في ملف مشترك مع الدول العربية ، سيستعرض العام القادم لتسجيله في القائمة التمثيلية الدولية ويتعلق بالعادات والتقاليد المرتبطة بالنخلة وتم تقديمه إلى اللجنة الدولية الحكومية للاتفاقية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو .
من جانبها، قالت الدكتورة نهلة إمام الأستاذ بأكاديمية الفنون ورئيسة الوفد المصري في اجتماعات موريشيوس إن ملف عرضة الخيل والإبل الذي تقدمت به السلطنة لم يلاق أية صعوبات في تسجيله حيث إنه اجتاز المعايير الخمسة التي تبين تحقق انتشار العنصر وتدابير الصون التي تتخذها الدولة وكيف سيساهم في رفع الوعي للتراث الثقافي غير المادي ، ونشكر الفريق الذي قام بالإعداد المثالي لهذا الملف ، ورفعت الدكتورة نهلة التهنئة للسلطنة لنجاحها في تسجيل الملف ، معربة عن أملها في تسجيل عناصر أخرى في التراث العالمي و مشيرة إلى أن التراث العماني بشكل خاص والتراث العربي بشكل عام زاخرٌ بالعناصر التي تكون ممثلة لهذا التراث في التراث العالمي.
كما أعرب الأستاذ يوسف الترتوري مدير عام التراث بوزارة الثقافة الفلسطينية ممثل وفد بلاده في اجتماعات اللجنة عن خالص تهنئته للسلطنة على إدراج ملف عرضة الخيل والإبل على القائمة التمثيلية للتراث غير المادي الإنساني ، وأكد أن هذا ليس العنصر الأول لعمان في هذه القائمة فهي من الدول العربية السباقة في مجال تسجيل العناصر وجمع التراث وصونه والحفاظ عليه وهذا انتصار وفرحة لكل العرب ولكل أصدقاء عمان الكثر في العالم” مشيرا إلى أن “هذا الملف مر بشكل سلس ويسير خلال المناقشات لأنه أعد بشكل احترافي عالٍ واستجاب للمعايير الخمسة التي تضعها اليونسكو ، ولم تكن هناك ملاحظة على أي معيار، وهذا مدعاة للفخر للفريق العماني الذي قام بتحضير هذا الملف، وإعداده كان بأيدٍ وعقول عمانية بحتة، وهذا يسجل لعمان”، معربا عن أمله في تسجيل ملفات أخرى للسلطنة ولكل العرب.
وتعد عرضة الخيل والإبل أرثا ثقافيا تتوارثه الأجيال المتعاقبة في المجتمع العماني وهي جزء من ثقافة المجتمع في الحضر والبادية ارتبطت بالعديد من المناسبات الدينية والوطنية والاجتماعية التي تقام في المجتمع العماني وتشهد مشاركة شعبية ووطنية كبيرة من قبل مختلف الأفراد ، ويتم تنظيمها للتعبيرعن الاحتفاء والفرحة بتلك المناسبات والاحتفال بمقدم الضيوف وتساهم في تواصل أبناء المجتمع من خلال تجمعهم في مكان واحد وفيها من الألفة والاحترام والنظام ، كما تمثل استعراضًا لبراعة العماني في ترويضه للخيل والإبل وعنايته بها وتدريبها ، وتؤكد مدى الاهتمام والرعاية التي تلاقيها الإبل والخيل من قبل أصحابها وحرصهم على تأهيلها والعناية بها.
يذكر أن 4 شخصيات عمانية تم تسجيلها على قائمة سجل الشخصيات العالمية البارزة باليونسكو وهم الخليل بن أحمد الفراهيدي إمام اللغة وواضع علم العروض الذي سجلته اليونسكو عام 2006 والطبيب راشد بن عميرة عام 2013 والموسوعي الإمام نور الدين عبد الله بن حميد السالمي الذي تم تسجيله عام 2015، والفيزيائي العماني أبو محمد عبد الله بن محمد الأزدي المعروف بابن الذهبي 2015، إضافة إلى مخطوطة “معدن الأسرار في علم البحار لناصر بن علي الخضوري والمسجلة في سجل ذاكرة العالم للتراث الوثائقي.