مسقط – وجهات|
افتتح صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السلطان،المؤتمر العالمي للنقل الطرقي الذي تستضيفه العاصمةمسقط في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض.
وتأتي هذه الفعالية البارزة بتنظيم مشترك من الاتحاد الدولي للنقل الطرقي ومجموعة اسياد، وبالتعاون مع وزارة النقل والاتصالات.
ويُشارك في المؤتمر أكثر من 1000 مشارك يمثلون اكثر من 75 دولة يجتمعون في مسقط على مدار يومين بهدف رسم ملامح مستقبل قطاع النقل الطرقي وتبادل وجهات النظر حول أبرز القضايا المتعلقة بالتجارة والابتكار التقني في القطاع على مستوى المنطقة والعالم.
وتأتي نسخة هذا العام من المؤتمر بعنوان “الابتكار في النقل” بهدف استعراض دور التكنولوجيا الحديثة في تحسين مستوى إدارة العمليات وتطوير أداء قطاع النقل الطرقي وتسهيل حركة التجارة العالمية.
وقال نبيل بن سالم البيماني، رئيس قطاع الموانئ والمناطق الحرة بمجموعة آسياد، وعضو اللجنة المنظمة للمؤتمر: إن قدرتنا على مواكبة التقنيات الحديثة في القطاع، سنتعكس وبلا شك في رفع فرصنا التنافسية، وتحسين جودة الخدمات التي نقدمها. حيث أن الابتكار القائم على التكنولوجيا أصبح مفتاح أساسي لمواجهة التحديات المستقبلية في القطاع اللوجيستي.
وانطلقت فعاليات اليوم الأول من المؤتمر بجلسة خاصة جاء تنظيمها بالتعاون مع شركة مواصلات وبحضور نخبة من القادة والرواد الدوليين لتسليط الضوء على أبرز التحديات التي تواجه شركات نقل الركاب والبحث في الحلول المستقبلية لها. وحول الخدمات العصرية التي توفرها شركة مواصلات، قال رئيسها التنفيذي أحمد البلوشي: بدأنا فعلياً في تطبيق العديد من التقنيات المبتكرة منهاالحجوزات الإلكترونية، وأنظمة جمع وتدقيق معلومات الركاب، وأنظمة إدارة المركبات الذاتية. وستساعد هذه الأنظمة في تطوير منظومة النقل، وفي الحدّ من المشكلات المرورية، فضلاً عن المساهمة في تعزيز الاقتصاد الوطني ومواصلة مسيرة التنمية بالسلطنة.
كما تم توقيع بيان مشترك بين الاتحاد الدولي للنقل الطرقي، الجهة المفوضة من جانب الأمم المتحدة لإدارة سلسلةالضمانات الدولیة لنظام TIR، ومواصلات، الجهة الرسمية المصدرة لـ TIR، والإدارة العامة للجمارك بشرطة عُمان السلطانية. ويبرز ذلك التزام السلطنة بتعزيز حركة التجارة عبر حدودها والمشاركة في تيسير العبور الدولي من خلال تبسيط إجراءات العبور الجمركية، ونظام الضمان الدوليبالسلطنة.
وفي حلقته النقاشية الأولى التي انعقدت بعنوان “التنقل في القرن الـ 21 – النقل الطرقي والتنقل والتجارة”، أكد خوسيه مانويل باروسو، رئيس مجلس إدارة لمجموعة غولدمان ساكس الأمريكية، والرئيس السابق للمفوضية الأوروبية، على ضرورة تضافر جهود جميع الجهات المعنية بالقطاع، وقال: إن الحوار هو مفتاح أساسي لعقد الشراكات ومد جسور التعاون مما سيعود بالنفع على نمو حركة التجارة العالمية وازدهارها بغض النظر عن المصالح. فاختلاف وجهات النظر لا يفسد للود قضية.
بينما شارك جيم كارول، أحد مفكري المستقبل وخبراء الابتكار، معارفه ورؤاه الواسعة حول أحدث الاتجاهات والنزعات العالمية التي تهدف إلى دعم الشركات والحكومات في مواكبة الابتكارات التقنية. وقال كارول: في ظل التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم أصبح من الصعب الاعتماد على التقنيات والاتجاهات التي كانت سائدة في الماضي. وبات من الضروري أن نبحث عن طرق جديدة ومبتكرة تضمن نمو وتطور القطاع اللوجيستي.
كما ناقشت الحلقات التفاعلية التي أقيمت خلال اليوم الأول من المؤتمر عدداً من المواضيع من بينها إدارة وتحليل البيانات، وتعزيز التنافسية من خلال تطوير البنية الأساسية والاتصالات الجديدة متعددة الوسائط، وتأهيل القوى البشرية المستقبلية، واستخدام منصات الجيل الجديد، وتمكين التسهيل التجاري وزيادة كفاءة الوقود المستخدم في عمليات النقل.
وعلى صعيد الجهود المبذولة للحدّ من البصمة البيئية لقطاع النقل، قال بيني سيمتس، الرئيس التنفيذي لشركة نيناترانس البلجيكية: تشكل أنواع الوقود البديل مستقبل قطاع النقل الطرقي ولكن الأمر يتوقف على إمكانية وسهولة الحصول عليه، فقد حان الوقت لبدء استخدامها بدون أي تعقيدات. فمما لا شك فيه أن إيجاد قطاع نقل مستدام لا يمكن أن يتحقق سوى من خلال مشاركة جميع حلقات سلسلة التوريد.
وأضاف بيني سيمتس: إن مشغلي خدمات النقل يتطلعون إلى الاستثمار في المركبات التي تعمل بأنواع الوقود البديل بشرط معرفة التكلفة الحقيقية والإجمالية لذلك والتأكد من جدواها الاقتصادية.
كما تم تنظيم حفل استقبال للمشاركين في المؤتمر العالمي للنقل الطرقي احتفالاً بالذكرى السنوية الـ 70 منذ انطلاق أعمال الاتحاد الدولي للنقل الطرقي. وشهد المؤتمر مشاركة ديفيد كوليو، منتج الأفلام ورائد الأعمال وأحد أشهر المتزلجين والذي سافر في رحلة مر خلالها عبر 3 قارات مختلفة لتجربة العالم الحقيقي للنقل الطرقي مستخدماًالحافلات والشاحنات والمركبات وسيارات الأجرة ولوح التزلج.
وعلى هامش المؤتمر، قامت عدداً من الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة ورواد الأعمال بعرض ابتكاراتها في قطاع النقل الطرقي في ممر الابتكار بهدف المساهمة في رسم ملامح قطاع النقل واللوجيستيات. وخلال مسابقة الشركات الناشئة التي نظمتها شركة رود فينشر إس إيه، تم ترشيح ست شركات للمنافسة على الجائزة والفوز باستثمارات بقيمة 100,000 دولار أمريكي. وتضم قائمة المترشحين شركة (SafeDrivePod) التي تقدم حل متكامل للحدّ من استخدام الهواتف الذكية خلال القيادة، بينما شركة (CargoX)، فتعمل كمورد مستقل لحلول فواتير الشحن الذكية المستندة إلى سلسلة الكتل (Smart B/L™). أما ثالث الشركات المترشحة فهي (Lowbus) وتعمل في مجال تأجير الحافلات على الرغم من عدم امتلاكها أي حافلات وتوفرها بأسعار مخفضة وبمزايا تحكم أكثر لوكالات السفر، بينما تقوم شركة (Zeleroshyperloop) بتطوير نظام لنقل الركاب والشحنات بمعدل 1000 كم لكل ساعة مع تكلفة مُخفضة للبنية الأساسية. وتقدم (Kydo Dynamics) عمليات تحليلية للتنقل استناداًإلى مبادئ فيزياء الجسيمات باستخدام بيانات النقال كمصدر لها. وتعد (Meep) سادس الشركات المترشحة حيث تقدم تطبيق تُنقل بنفس الاسم يُتيح الفرصة أمام المستخدمين للبحث عن وسائل النقل وحجز تذاكرها ودفع قيمتها خلال معاملة رقمية واحدة.
جديرٌ بالذكر أنه سيتم اختتام فعاليات المؤتمر العالمي للنقل الطرقي يوم الخميس بعد اكتمال برنامجه ليوم غد والذي سيركز على مواضيع تتعلق بالابتكار والتنافسية.