تقرير- يعقوب بن يوسف البلوشي | يشهد الاحتفاء بالتاريخ والحضارات انتشاراً واسعاً وغربيا في بعض الاحيان، وهنا نستعرض أغرب طرق الاحتفاء بالحضارات حين أقدمت المكسيك على عمل متحف عائم في البحر احتفاء بتاريخ حضارة المايا، ويضم المتحف العائم حوالي 400 منحوتة ضخمة بالقرب من منطقة كونكون بالمكسيك .
المتحف الذي يطلق عليه (متحف كانكون) الذي يهدف إلى جذب الزوار إلى المعروضات المتناثرة على قاع البحر، إلى جانب رفع الوعي البيئي ويعمل المتحفايضا الى خلق حالة من التلاحم بين الأعمال الفنية والمنحوتات التي ستكتسب أبعادا جديدة عبر تراكم الطحالب والأعشاب البحرية عليها.
إن الحفاظ على البيئة هو جانب مهم في عمل اي فنان او نحات خصوصا واذا كانت توضع في بيئة طبيعية مختلفة عن البيئة التي استخلصت من المواد المستخدمه في الرسم او النحت بشكل عام وهذا ما يميز متحف النحت العائم في المكسيك فكل تماثيله الموضوعة تحت الماء مصنوعة من مواد غير ضارة بالبيئةالبحرية بل على العكس تستفيد تلك الأعمال من الطحالب والأعشاب التي تلتصق بها وتمنحها حياة جديدة، ومن ناحية أخرى تثري الحياة الفطرية تحت الماء.
ويتوقع أن تستفيد الحياة البحرية في المكسيك من إقامة المتحف خاصة بعد تضررها من الأعاصير التي أصابتها مؤخرا وأيضا من الضرر الذي يسببهالغواصون غير المحترفين في المنطقة الذين يتسببون في تحطيم الشعب المرجانية بالمشي عليها أو الغوص بالقرب منها أو حتى عن طريق الارتطام بها من دون قصد. ويرى أصحاب المشروع أن الحديقة الفنية ستبعد الغواصين عن المنطقة حتى الانتهاء من المشروع وهو ما سيمنح الحياة البحرية الفرصة للانتعاش. وهذا لا يعني نفيا للسياح بل إن المتحف يعتمد على جذب الغواصين بمجرد الانتهاء منه خاصة وأن المكسيك عانت خلال الفترة الماضية من انخفاض نسبةالسياح بسبب الأزمة المالية وأيضا بسبب الدعاية السيئة التي تسببت فيها إنفلونزا الخنازير للمنطقة.
ويذكر أن العمل في المشروع استغرق 18 شهرا وبدأت اولى خطواته عبر وضع التماثيل الثلاثة الاولى حيث ظهرت عدة صعوبات اثناء تنفيذ العمل إنه تُنفذالتماثيل في الاستوديو الخاص، ثم يتم نقل تلك التماثيل تحت الماء، وتثبيتها في القاع حتى لا تحركها التيارات البحرية.