مسقط-وجهات | تتواصل النسخة الخامسة من سباقات اختراق جبال الحجر للدراجات الهوائية الجبلية التي ستستمر لمدة خمسة أيام مقسمة على خمس مراحل لمسافة تربو على 400 كم تكتنفها العديد من التحديات الجديدة ويحفها تنوع ساحر من المناظر الطبيعية عبر سلسلة من المنحدرات والمرتفعات، والوديان والقرى القديمة المحيطة بجبل شمس.
واستطاع السباق بعد نجاحه في الأعوام الماضية اجتذاب عدد من أفضل راكبي الدراجات الهوائية الجبلية في العالم، وأتاح لهم فرصة للمنافسة في مسارات جبلية تنافس في صعوبتها وتحدياتها أفضل مسارات سباقات الدراجات الجبلية في العالم، كما يعتبر السباق أيضاً فرصة للترويج لما تزخر به السلطنة من تنوع في الطبيعة والتضاريس والثقافة. وتم تصميم السباق بنظام البرولوج، حيث يتسابق فيه الدرَّاجون بشكل فردي لا زوجي، كما ستكون هناك فرق للدعم بالدراجات النارية، وسيارات الدفع الرباعي التي تحمل هواتف الأقمار الصناعية، وعدة أدوات الإصلاح والصيانة، وعدة الإسعافات الأولية، بالإضافة إلى بعض قطع الغيار الأساسية في حال الحاجة إليها.
اليوم الأول انطلق بسباق تحدي الزمن من مخيم السباق المقام على مدخل قرية سنت الواقعة بين جبل الكور وجبل شمس، وتبعتها المرحلة الثانية يوم السبت والتي كانت الأصعب والأطول لمسافة 127كم بطول وادي بني عوف. وبعد يومين من السباقات تصدر الترتيب العام في فئة الرجال الجنوب أفريقي جيمس ريد بفارق دقيقة و48 ثانية عن منافسه ماكس نوكس في المركز الثاني، أما فئة النساء فقد تصدرتها البريطانية كاثرين وليامسون بفارق 4 ثواني فقط عن منافستها الهنغارية إيستر دوزا، وبفارق 32 ثانية عن الجنوب أفريقية هانيل ستين بطلة النسخة الماضية من سباق اختراق جبال الحجر.
وبالنسبة للحضور العُماني من الدراجّين والمتمثّل في سبعة شباب هم عمير الرواحي ومحمد الشندودي ومشاري الخليلي وحاتم البشري ومازن الهدابي وفيصل البعقوبي ومصعب الراشدي فقد تصدر المتسابق مصعب الراشدي الذي ختم المرحلة الأصعب بالمرتبة 21، يليه فيصل اليعقوبي في المركز 32، ثم حاتم البشري في المركز 35، في حين حاز الثلاثي محمد الشندودي ومازن الهدابي ومشاري الخليلي على المراكز 39 و40 و41 بفارق ثلاث ثواني فقد عن بعضهم البعض.
وشهد اليوم الأول من السباق منافسة إحماء لمسافة 42 كيلومترا مقسمة على جولتين بداية من مخيم السباق ونزولاً في منحدر جبلي ثم الصعود عبر الشارع المعبد قبل النزول باتجاه قرية سنت في شارع ترابي والعودة مرة أخرى باتجاه خط النهاية في مخيم السباق. أما المرحلة الثانية فقد بدأها المتسابقون في حوالي الساعة الثامنة والنصف صباحاً من أعالي وادي بني عوف بالقرب من قرية بلد سيت، حيث عبر المتسابقون وادي بني عوف لمسافة 127 كم، تنوعت بين المنحدرات والمرتفعات ومجاري الوديان والمزارع الجميلة والقرى النائية، وكانت هذه المرحلة الأطول والأصعب على الإطلاق، وكانت المتسابقون فيها بين تقدم وتأخر، إلا أن المنافسة الأقوى كانت بين المحترفين حتى خط النهاية وجاء المركز الأول من نصيب الجنوب أفريقي جيمس ريد بفارق ثانية واحدة فقط عن نظيره الجنوب أفريقي ماكس نوكس، وبذلك يرتفع نوكس في الترتيب العام في فئة الرجال، يليه كيث إيفانز وأندرو هيل في المركز الثالث مكرر.
تجدر الإشارة إلى أن المتسابق جيمس ريد يشارك في هذا السباق لأول مرة، كما أنه السباق الأول له بعد انضمامه إلى فريق شركة آر.إي.سي.أم، ويقول ريد بشأن مشاركته: “أنا أستمتع بهذا السباق منذ بدايته، فالسباق بالنسبة لي مسار للاستكشاف والتطور، وأنا سعيد بالنتيجة حتى الآن، وأتطلع لخوض المراحل المتبقية من السباق عبر المسارات التي صممتها اللجنة المنظمة بعناية، وبدون شك ستكون تجربة فريدة لي”.
أما بطلة سباقات كيب إيبيك البريطانية كاثرين وليامسون، فقد ختمت اليوم الثاني بتصدرها للترتيب العام في فئة النساء، ولكن لم يكن هذا الإنجاز سهلاً بالنسبة لها حيث تقول: “لقد كان يوماً شاقاً وصعباً، وأنا مرهقة بدنياً وذهنياً، ولكنني مستمتعة بأجواء السباق، وسعيدة بالنتيجة التي حققتها حتى الآن”.
أما اليوم الثالث فقد انطلق يوم الأحد من وادي تنوف وسيخوض المتسابقون فيه أصعب المرتفعات على مستوى السباق بأكمله، وبعد صعود المتسابقين إلى أعلى القمة ينحدر المسار للأسفل ويواصل المتسابقون طريقهم بين حارات ولايات الحمراء وباتجاه مدخل جبل شمس ثم ينعطف المسار يساراً باتجاه خط النهاية في مخيم السباق بقرية سنت.
تجدر الإشارة إلى أن سباق اختراق جبال الحجر للدراجات الهوائية تأسس في عام 2011م على يد مجموعة من الشغوفين بقيادة الدراجات الهوائية الراغبين كذلك في إبراز الجمال الطبيعي الذي تتمتع به جبال السلطنة وأوديتها، وما لبث السباق أن أصبح ضمن السباقات العالمية التي يترقبها المحترفون وعاشقوا المغامرة والاستكشاف كل شتاء من كل عام، حيث يجد هؤلاء المتسابقون في هذا السباق فرصة للتعرف على أصالة الثقافة العمانية وعادات الضيافة والكرم، والتعرف على المسارات الجبلية التي تزخر بها السلطنة.