“الوثائق والمحفوظات” تكرم الدفعة السابعة من مالكي الوثائق الخاصة

مسقط – العمانية |

كرمت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية اليوم الدفعة السابعة من المواطنين المبادرين بتسجيل وثائقهم الخاصة بالهيئة.

رعى التكريم الشيخ محمد بن مرهون المعمري مستشار الدولة بحضور الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس الهيئة.

وقال الضوياني في كلمة له أن للوثائق الخاصة مكانة هامة في حياة الأمم والشعوب كونها رصيد حي يتأسس عليه تاريخها وحضارتها موضحًا أنه انطلاقًا لما تقوم به الوثيقة من دور وبإعتبارها وسيلة لإثبات الشواهد المادية للحوادث والوقائع التاريخية فإن الهيئات التي تحفظ وثائق الدولة والمجتمع لا يقتصر دورها على توثيق التاريخ السياسي بل يمتد الى ايلاء الاهتمام بالتاريخ البحري والتجاري والاجتماعي والثقافي والاقتصادي والعسكري ورصد تطورات التنمية والتقدم فضلًا عما يتجمع لديها من أرصدة النخب والأفراد وما أنجزه المجتمع على مدار الحقب والعصور.

واعتبر أن أهمية الهيئات والأرشيفات تكمن في كونها ركيزة من ركائز الهوية الوطنية ومصدرًا مهما في حفظ حقوق وانجازات الجهات المعنية ومصدرًا من مصادر البحث العلمي والإبداع الفكري وهو ما أضفى عليها أهمية خاصة وإلحاقها بأعلى السلم التنظيمي لمنحها القدرة على التنسيق والإشراف على تطبيق النظم وضمان حفظ الذاكرة الوطنية.

وأشار الى أن دول عدة بذلت جهودًا كبيرة في مجال جمع الصور على أوعية مختلفة من الوثائق المتعلقة بتاريخها الموجود في شتى دول العالم وأمكن لها توفير عدة مصادر لكتابة إنجازاتها وأمجادها التاريخية مؤكدًا أن ما حققته السلطنة من إنجازات تنموية منذ فجر النهضة المباركة جاء ثمرة طيبة لما أنعم الله به علينا في هذا العهد الزاهر من حكمة القيادة التي أيقنت بفكرها المستنير بأن للحاضر معطياته وللمستقبل تحدياته وأداء مسؤولياتنا بالمشاركة في جهود التنمية بكافة أشكالها وأبعادها.

وبين أن ما رصدته الوثائق والمحفوظات المتصلة بالعمق التاريخي لعُمان كدولة وحضارة حافظ على بقائها وحمايتها من الإندثار ووثق تجربتها الحضارية ونقلها للأجيال المتعاقبة وحافظ على كينونتها واستمرارية وجودها والتي تشكل جزءًا من هويتها ومن التراث الفكري والحضاري الإنساني .

من جانبه، قال محمد بن علي البوسعيدي في كلمة له نيابة عن المكرمين إن للتطور الحضاري عبر العصور دور كبير في إثراء ما يخطه القلم من علوم انتفعت مها البشرية منذ بدء التأريخ وأن حفظ الوثائق والمحفوظات في السلطنة يتطلب تظافر الجهود ممن يملكها ومن القائمين على ترميمها وحفظها ومن الباحثين عنها، مؤكدًا أن ثمرة ذلك التعاون سيشكل لبنة من لبنات مسيرة التقدم وبناء الشخصية العمانية بماضيها العريق. وتضمن برنامج حفل التكريم عرض فيلم بعنوان “ذاكرة وطن” يقدم نبذة عن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ويعرف بمجالات عملها وإنجازاتها ودورها في الحفاظ على الموروث الحضاري والهدف من إنشائها والذي يتمثل في الحفاظ على الذاكرة الوطنية للبلد لتكون رافدا أساسيا للباحثين والمستفيدين، كما تضمن البرنامج تقديم فن العازي التراثي .

وتعرف الوثائق الخاصة بأنها الوثائق التي تهم الصالح العام ويملكها أو يحوزها الفرد أو العائلة أو القبيلة وتتضمن معلومات أو بيانات تتجاوز نطاق أي منهم ويمكن الاستفادة منها في البحوث والدراسات.

ويتسع مفهوم الوثائق الخاصة ليشمل وثائق العائلات ، وثائق الأشخاص ، وثائق الكتاب والأدباء وتتمثل في وثائق الأنساب ، وثائق إثبات الحقوق ، الوثائــــق الشخصيــة المتعلقــة بالحيــاة الـدراسيـة والأوسمــة والوثائق الحسابية ، الوثائق المتعلقة بأملاك الشخص، الوثائق المتعلقة بإنجازاته كمسودات التأليف، الوثائق المتعلقة بتنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في المجتمع ومنها الجوانب المتعلقة بالوصايا والإرث والوكالات والبيوع وتنظيم أعمال الوقف والمشروعات الزراعية وتنظيم الأفلاج وغيرها ووثائق تسيير الأنشطة في ميدان القطاع الخاص والمتعلقة بإدارة هذه الأعمال من الجانب الإداري والمالي وأعمال المراقبة على الأداء ووثائق تنفيذ المشاريع.

وتشمل هذه الوثائق الوثائق المتعلقة بتأسيس الجمعيات أو النقابات المهنية والوثائق الحسابية المتعلقة بممتلكاتها ووثائق العلاقات العامة ووثائق الدراسات وكذلك الوثائق التجارية لعملها ووثائق تصفيتها.

وتهدف هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية من جمع الوثائق الخاصة الحفاظ على هذا الإرث التاريخي الذي تزخر به عُمان ليكون ذاكرة للأمة والوطن ومرجعًا تاريخيًا وثقافيًا لهذا البلد.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*