السلطنة وزنجبار توقعان مذكرة تفاهم في مجال حفظ الوثائق والمحفوظات

مسقط – وجهات |

وقع السلطنة وزنجبار اليوم مذكرة تفاهم بمقر هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، في مجال الوثائق والمحفوظات “الحفظ والرقمنة وتبادل نسخ من الوثائق التاريخية بين الهيئة وحكومة زنجبار”.

وقع الاتفاقية من جانب السلطنة، الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس الهيئة، فيما وقعها من جانب زنجبار محمود بن ثابت كومبو وزير الإعلام والسياحة والتراث بحكومة زنجبار. تأتي هذه المذكرة انطلاقا من العلاقات المتميزة بين سلطنة عمان وجمهورية تنزانيا، ورغبة من البلدين في تعزيز وتطوير التعاون بينهما في مجالات الوثائق والمحفوظات وذلك على أساس مبدأ المصالح المتبادلة، شملت مذكرة التفاهم على عمليات حفظ وترميم كل المخزون الوثائقي في زنجبار الموجود في الأرشيفات، وتحويلها من وثائق ورقية إلى وثائق رقمية، وتوفر شروط تبادل نسخ الوثائق والمخطوطات المتعلقة بالعلاقات التاريخية بين زنجبار وعُمان، والشؤون المتعلقة بها، كما تعمل على تشجيع تبادل الدورات التدريبية وزيارات الخبراء والبحوث العلمية، إضافة إلى التعاون والتنسيق في كل ما يتعلق بنشاطاتهما مع الهيئات الإقليمية والدولية ذات العلاقة بالأرشيف.


وإلى جانب حفظ وترميم المخزون الوثائقي الموجود في حوزة الأرشيفات في زنجبار ستعمل هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية على تقديم المساعدة والدعم لحكومة زنجبار في حفظ الوثائق الورقية بصورة رقمية، ومن أجل القيام بالحفظ الرقمي سوف تساعد الهيئة في إجراء المسح الضوئي ورقمنة الوثائق الأرشيفية، وحفظها في أقراص مضغوطة كوسيلة للحفظ وتوسيع إمكانية الحصول عليها من قبل المجتمع، كذلك ستوفر الهيئة لزنجبار الأدوات المطلوبة والتقنية الملائمة من أجل تطوير القدرات التقنية للحفظ الرقمي، وستعمل الهيئة على توفير نسخا مصونة من الوثائق الأرشيفية المتعلقة بزنجبار، إضافة إلى حفظ مخزون الوثائق المتأثرة الموجودة في الأرشيفات، سوف تقوم الهيئة بتوفير مواد وأجهزة الحفظ، بالإضافة إلى ترميم وصيانة وثائق زنجبار المتأثرة والتالفة، وحفظ المخزون الوثائقي بشكل عام، كما ستوفر الهيئة التدريب والتقنية ذات الصلة التي تؤدي إلى إيجاد البنية الأساسية اللازمة والخدمات الضرورية لضمان الحفظ المستديم والطويل المدى للمخزون الوثائقي بزنجبار.
من جانبها ستعمل حكومة زنجبار بنسخ الوثائق التراثية والمخطوطات، حيث ستقوم بتبادل نسخ من المخزون الوثائقي والمخطوطات حسب الضوابط المنصوص عليها في المذكرة المتعلقة بالعلاقات الزنجبارية العمانية التاريخية والتي سوف يتم تملكها واستخدامها وفقا لأحكام مذكرة التفاهم، كما سيقوم الطرفان على نسخ المخزون الوثائقي والمخطوطات المتعلقة بعُمان وزنجبار، حيث سيتيح استخدامها للأغراض العلمية والبحثية بما في ذلك المعارض التعليمية في عمان والخارج.

وقال محمود بن ثابت كومبو وزير الإعلام والسياحة والتراث بحكومة زنجبار: أن قطاع الوثائق مدرجة في حقل التعاون بين البلدين الشقيقين وهذه الشراكة أصبحت تتعمق وذلك لتوفر شروط النجاح للعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، مهنئاً حكومة السلطنة على المستوى الكبير الذي وصلت إليه الهيئة في سبيل حفظ الوثائق والمحفوظات والاهتمام بالتاريخ العماني، مشيدا بالدور الكبير التي تقوم به الهيئة في هذا الإطار، مشيرا إلى التقدم الكبير الذي يلمسه في الهيئة ومدى اهتمامها بحفظ الوثائق والمحفوظات والنشاط الفعّال الذي تقوم به الهيئة على المستوى الداخلي والخارجي، كما أكد على أهمية علاقات التعاون التي من المؤمل أنها ستتقدم بعد توقيع مذكرة التفاهم، وتترجم إلى تبادل الخبرات والزيارات واقامة الندوات والمعارض المشتركة.
واضاف: التاريخ المكتوب والمحفوظات والصور التي توثيق العلاقات الأخوية العمانية الزنجيارية تعود إلى أكثر من 250 سنة إلا أن العلاقات التاريخية بينهما تعود جذورها لأكثر من 1000 عام. وتمثل مذكرة التفاهم التي وقعناها اليوم مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في مجال تبادل المعلومات الأرشيفية وذلك نظرا لكون زنجبار فيما سبق عاصمة للإمبراطورية العمانية، وتهدف هذه المذكرة أيضا إلى إتاحة فرصة الاطلاع على التجربة المتقدمة لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في مجال رقمنة الوثائق والمحفوظات والتي ستسهم في حفظ هذا التاريخ المشترك لفترات طويلة ونقله للأجيال القادمة، ومن الأهداف الرئيسية لمذكرة التفاهم هو مناقشة مشروع ترميم وتحديث بيت العجائب الذي يجسد مرحلة طويلة من التاريخ المشترك بين عمان وزنجبار والذي بناه السلطان برغش بن سعيد، حيث سيمنح هذه المشروع عمرا جديدا له لتشاهده الأجيال القادمة. كما أننا نهدف من خلال هذه المذكرة إلى تعزيز السياحة الثقافية لمتحف بيت الساحل والذي كان بيتا لعدد تسعة سلاطين عمانيين. ومن المتوقع أن يستغرق مشروع رقمنة الوثائق والمحفوظات في الأرشيف الزنجباري الوطني قرابة سنة بينما يتطلب مشروع تحديث بيت العجائب حوالي العامين.

عراقة العلاقة والحضارة
من جانبه، اكد الدكتور رئيس الهيئة على الدور الحيوي لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في تعريف المجتمع المحلي والدولي بالتاريخ العماني التليد وإسهامات الهيئة في الجوانب التاريخية والحضارية للسلطنة من خلال إقامة المعارض الوثائقية والندوات المحلية والدولية، كما تحدث الضوياني حول أهمية توطيد العلاقات الثنائية في مجال الوثائق والمحفوظات والذي يعزز تبادل الخبرات والزيارات بين الطرفين في هذا المجال.
وأضاف: سعداء بالتوقيع على مذكرة التفاهم مع حكومة زنجبار، حول التعاون بين مؤسسة الأرشيف في زنجبار وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، لما للعلاقات الأخوية بين البلدين ممتدة، ومن خلال مذكرة التفاهم التي تشمل العديد من المهام بين الجانبان، من بينها الحفظ والرقمنة وتبادل نسخ من الوثائق التاريخية، لتشجيع البحث العلمي وتضمينها في مختلف الدراسات والبحوث العلمية، وكذلك بحث مجال التعاون في إقامة الندوات والمؤتمرات العلمية والمعارض الوثائقية لتعريف العالم بمدى عراقة العلاقة والحضارة الممتدة بين عمان وتنزانيا”.
الاطلاع على تجربة الهيئة
كما اطلع الوزير الزنجباري على تجربة السلطنة في مجال الوثائق والمحفوظات، من خلال عروض مرئية قدمت له للتعريف بأنشطة الهيئة وأعمالها المختلفة، فقد تحدث العرض الأول حول الهيئة وأهم أهدافها والاختصاصات والأعمال التي تقوم بها، وكذلك تقديم نبذة شامله حول نظام ادارة الوثائق والمحفوظات التي تعمل عليه الهيئة في الجهات الخاضعة لقانون الوثائق والمحفوظات، كما تم تقديم عرض آخر للوفد حول مشروع نظام إدارة الوثائق الالكترونية والمراسلات والذي انطلق في 2013 والمتمثل في زيادة كفاءة وفعالية المؤسسات الحكومية في إدارتها للمستندات والوثائق الإلكترونية (EDRMS)، وفي تقديم خدماتها لأفراد المجتمع من خلال استغلال تقنية المعلومات، كما قدم للضيف عرضا حول إدارة المنظومة الداخلية للهيئة والتخزين الالكتروني وطرق وآليات اتاحت الوثائق الكترونيا والخطوات التي تعمل بها الهيئة الكترونيا في مختلف التقسيمات.

وبحث الضوياني وكومبو خلال جلسة المباحثات علاقات التعاون بين البلدين ، وأكدا على أهمية إيلاء الاهتمام بدور الوثائق والأرشيفات الوطنية لحفظ التاريخ والتراث الوطني والمحافظة عليه، وهو الأمر الذي تسعى الأمم من خلاله إبراز معالم حضارتها وتاريخها المجيد، فضلا عن أهمية إدارة الوثائق والمحفوظات وفق النُظم الحديثة وبموصفات ومقايس عالمية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*