الشارقة – العمانية |
تتواصل فعاليات أيام الشارقة التراثية في إمارة الشارقة
بأنشطة وبرامج متنوعة ومشاركات عربية وعالمية وخليجية، يبرز من بينها مشاركة السلطنة المتنوعة والمميزة، بالإضافة إلى استمرار الفعاليات في المقهى الثقافي والورش والحرف وبقية أركان الأيام، بما يؤكد على أهمية ومكانة التراث لدى الجميع.
وتميزت مشاركة السلطنة كعادتها في كل عام بكثير من البرامج والفعاليات، من بينها تلك العروض المباشرة التي تتعلق بكيفية صناعة البشت وأعمال السفافة والتلي، والصفار، وصناعة الفخار، وصناعة المناديس وغيرها من المهن والحرف التراثية والشعبية والتقليدية.
ويعتبر التلي نواة الحرف اليدوية للمرأة قديماً، حيث تصنع النساء من الدحروي الأبيض والخوص الفضي لباساً لهن يزين ملابسهن التي كانت تنقش بالخوار الذي يعطي المرأة المزيد من الجمال، وكن يستخدمن الكندورة والمخطة في صناعة التلي.
وتعد صناعة التلي واحدة من أعرق صناعات التطريز في منطقة الخليج العربي، وهي جزء مهم من التراث الشعبي والموروث الحقيقي للمجتمع، وتعد فناً من المقام الرفيع
ومهنة متوارثة عبر الأجيال، وهناك أنواع متنوعة تناقلتها الأجيال للتطريز، منها تلي بوفص، وتلي التعاون، وعادة ما يكون بطريقة عمل التلي التقليدي نفسها على أن يكون
في تشكيلة كل مترين من التي بلون واحد من ألوان الخوص، مع توحيد اللون على الجانبين، لكل الأمتار، ومن أهم الأشكال المطلوبة التي تلقى رواجاً في المنطقة، تلي الشطرنج، وتلي بوجنب.
كما تعتبر صناعة الفخار واحدة من الإبداعات التي تفننت بها أيادي الآباء والأجداد، ونحتتها بكل دقة وجمال، وكانوا يستخدمون طين الأحرش وطين الرزك، حيث يتم الحصول على هذين النوعين من الطين من سفوح الجبال وقيعان الوديان، ثم يُشكل بالماء على عدة نماذج، ثم بعد ذلك توضع في الفرن حتى تتقوى وتجف وتكون صالحة للاستخدام.
واستضاف المقهى الثقافي في أيام الشارقة التراثية، الليلة الماضية، أمسية شعرية للشعر الشعبي، لاقت تفاعل الحضور الذي طرب على أنغام وإيقاع الشعر الشعبي عموماً والشلات الشعبية خصوصاً، وتنوعت القصائد بين الوطني والاجتماعي والغزل.
جدير بالذكر أن أيام الشارقة التراثية يشارك فيها هذا العام أكثر من 600 من الخبراء والباحثين والكتّاب والإعلاميين من أكثر من 31 دولة من مختلف بلدان العالم. كما تشارك في الفعاليات 38 فرقة .
وتستمر فعاليات الأيام حتى 21 من أبريل الجاري في مختلف مدن ومناطق الشارقة، متضمنة حزمة من الأنشطة والبرامج والندوات والمحاضرات، والمسابقات والفعاليات التي تُقدم وتُعرض لزوار وجمهور التراث، حيث يتجلى في تلك الفعاليات عبق التاريخ، ومهارة الحرف، واستحضار الفنون الشعبية المتنوعة.