مسقط – العمانية|
قامت وزارة البيئة والشؤون المناخية بالتعاون مع شركة “شل عُمان” ، بدعم أول مسح لحصر أعداد الطيور المهاجرة في محمية الأراضي الرطبة بمحافظة الوسطى ومن ضمنها شبه جزير بر الحكمان خلال فصل الربيع للعام الجاري.
وأظهرت نتائج المسح أن أعداد الطيور المهاجرة خلال فصل الربيع قد تجاوزت 300,000 طائر من 80 نوعا مختلفا اتخذت من المحمية ملاذاً لها على سواحل عُمان للاستراحة والتغذية خلال هجرتها السنوية.
وأقيم هذا المسح بدعمٍ من قبل المنظمة الدولية للأراضي الرطبة، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى الحفاظ على موارد الأراضي الرطبة، كما يعد جزءاً لا يتجزأ من التزام ” شل “بتعزيز التنوع الحيوي والحفاظ على استدامته.
وقالت منى بنت سعيد الشكيلية، مدير عام الشؤون الخارجية بالشركة ” إن النمو المستدام لا يمكن أن يتحقق دون الحفاظ على البيئة وصون مواردها. ولا شك أن محمية الأراضي الرطبة بمحافظة الوسطى تعد إحدى المناطق الطبيعية الفريدة، ومع المخاطر التي تواجه التنوع الحيوي على مستوى العالم، ونفخر بتعاوننا مع وزارة البيئة والشؤون المناخية والمنظمة الدولية للأراضي الرطبة، ونخبة من الخبراء من أجل تحقيق هدف مشترك وهو حماية المواطن الطبيعية للكائنات والنظم البيئية المختلفة بالسلطنة”.
وقال المهندس سليمان بن ناصر الأخزمي، مدير عام صون الطبيعة بوزارة البيئة والشؤون المناخية: “إن اهتمام السلطنة بحماية البيئة وصون مواردها الطبيعية قد جاء متواكباً مع الطفرة التنموية التي شهدتها السلطنة في الثمانية والأربعين سنة الماضية والتي أرسى دعائمها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه. وجاء الإعلان عن محمية الأراضي الرطبة بولاية محوت بموجب المرسوم السلطاني رقم (51/2014م) متناغمًا مع هذا الهدف ومحفزًا لبذل المزيد من الجهود للحفاظ على المكونات الطبيعية المتفردة للمحمية”.
وأضاف: تعد الأراضي الرطبة من أكثر البيئات المهمة والمنتجة لما تتمتع به من تنوع حيوي عالٍ حيث لا تقتصر أهميتها على الحفاظ على التوازن البيئي فحسب بل تشمل أيضاً أهميتها الاقتصادية والسياحية والترفيهية خاصة إذا ما تم توظيفها
بشكل صحيح دون الإخلال بنظامها البيئي الحساس. وكانت السلطنة قد انضمت إلى اتفاقية الأراضي الرطبة (رامسار) في عام 2012م بموجب المرسوم السلطاني (64/2012م) ونواصل جهودنا الآن لإنهاء إجراءات إعلان المحمية كثاني موقع رامسار ذي الأهمية الدولية ، وختامًا أتوجه بالشكر والتقدير إلى شل عُمان التي قدمت الدعم المالي واللوجيستي وكذلك لأعضاء فريق خبراء المنظمة الدولية للأراضي الرطبة على جهودهم ومساهماتهم القيمة في إنجاح أعمال المسح
الميداني.
وتُعد محمية الأراضي الرطبة بمحافظة الوسطى إحدى مناطق الطيور المهمة (IBA) وفقا لمؤسسة بيرد لايف الدولية، حيث تقدر مساحتها بـ 2612 كم مربع.
وتحتل شبه جزيرة بر الحكمان الجزء الأكبر من مساحة محمية الأراضي الرطبة وتبلغ مساحتها ما يقرب من 900 كيلومتر مربع وتنفرد بأهميتها على الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية كونها أهم المحطات الشتوية التي تتوقف بها الطيور للراحة والتغذية.
وقام 11 خبيراً من هولندا بتجميع البيانات وتحليلها حيث أدى ذلك إلى توفير معلومات قيمة للاستفادة منها في خطط حماية الطيور والخطوات العالمية التي يتم اتخاذها بخصوص مناطق ومسارات الهجرة ، كما ستعزز هذه المعلومات من الجهود التي تبذلها وزارة البيئة والشؤون المناخية لإدراج المحمية ضمن اتفاقية الأراضي الرطبة (رامسار) بالسلطنة، والتي تحظى بأهمية دولية، بالإضافة إلى زيادة مستوى الوعي حول دور المحمية كنظام بيئي للطيور المائية والكائنات البرية والبحرية الأخرى التي تعتمد عليها على مدار العام.
وقال وارد هاميجير، رئيس البرنامج والأنظمة البيئية في منظمة الأراضي الرطبة: لقد جمعنا خلال المسح معلومات في غاية الأهمية من شأنها المساعدة في إدارة محمية الأراضي الرطبة بمحافظة الوسطى وصون مواردها وكنوزها الطبيعية. وكانت خطة إدارة المحمية مكونة من عدة خطوات وجاء هذا المسح الذي أجريناه خلال شهر مارس 2018 ليضيف إليها الكثير من البيانات القيمة. ومن المخطط أن تتم دراسة أنواع أخرى من الطيور في المستقبل القريب”. وأنه على الرغم من تأكيد منظمة الأراضي الرطبة على أهمية المحمية في فصل الشتاء، جاء العام 2018 ليتم خلاله أول مسح كامل خلال هجرة الطيور في فصل الربيع.
وتُشير النتائج الأولية للبيانات التي تم تجميعها إلى انخفاض عدد الطيور خلال شهر مارس 2018 مقارنة بأعدادها في شهر يناير 2017. ويعود ذلك إلى أن الطيور تغادر المحمية بعد قضاء فصل الشتاء فيها لتعود مرة أخرى إلى أماكن التعشيش
بالتزامن مع وصول الطيور الأخرى التي قضت فصل الشتاء في الجنوب وتهاجر مارة ببر الحكمان في رحلتها نحو الشمال. كما أوضحت النتائج أن أعداد الطيور التي غادرت المحمية تفوق عدد الطيور القادمة من الجنوب.
وتم حصر العديد من أنواع الطيور خلال المسح وشهدت أعدادها انخفاضاً في شهر مارس 2018 مقارنة بشهر يناير 2017. وانخفضت أعداد طائر زقزاق الرمل بنسبة 80% في شهر مارس 2018 مقارنة بشهر يناير 2017، بينما انخفضت أعداد طائر الدريجة بنسبة 50%. وسجلت أعداد طائر الحنكور أكبر انخفاض في شهر مارس 2018 مقارنة بشهر يناير 2017 وذلك بنسبة 90% وكذلك طائر الغاق السقطري الذي انخفضت أعداده في الربيع مقارنة بشهر يناير2017. أما طائر الطيطوي فقد ارتفعت أعداده بنسبة 400% في شهر مارس 2018 مقارنة بشهر يناير 2017.
كما تم استخدام أساليب أخرى لدراسة أنواع الطيور التي تمر بمحمية الأراضي الرطبة بمحافظة الوسطى، مثل حصر أعداد الطيور بشكل متكرر في مساحة صغيرة، وتركيب حلقات تعريف ملونة أو معدنية للتعرف على كيفية استخدام الطيور لهذه المنطقة. ويتم تطبيق هذه الدراسات وفقاً لبرنامج بحثي يستمر على مدار أعوام بهدف المساعدة في الإدارة الفعالية لمحمية الأراضي الرطبة بمحافظة الوسطى كونه ضمن المواقع الطبيعية المهمة.
جديرٌ بالذكر أنه ومن المتوقع أن يتم الكشف عن كافة نتائج وأعداد الطيور المهاجرة خلال فصل الربيع 2018 في وقت لاحق خلال العام الجاري.