مسقط-العمانية /
بينت اللجنة التنفيذية للاحتفاء “بنزوى” عاصمة الثقافة الإسلامية خلال مؤتمر صحفي عقد الاسبوع الماضي أهم الملامح التفصيلية في جدول الفعاليات الثقافية التي ستقام هذا العام احتفاء بنزوى عاصمة للثقافة الاسلامية.
وأوضح الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية رئيس اللجنة أن برنامج الفعاليات يشتمل على عدة ندوات أهمها ندوة نزوى في الذاكرة الثقافية الإسلامية وندوة عمان في الوثائق والتاريخ البرتغالي وندوة الحركة العلمية في عصر اليعاربة وندوة التواصل الحضاري بين عمان والعالم وكذلك ندوة تخصصية عن النص الدرامى في السلطنة وندوة الفن التشكيلي في عمان.. دراسات في خطاب العمل الفني وثقافته وندوة الحضارة الإسلامية وأثرها في ازدهار الصناعات الحرفية إضافة إلى عدد من الندوات الثقافية.
محاضرات
وبين أن من ضمن المحاضرات التي ستقام بمناسبة الاحتفاء بنزوى عاصمة الثقافة الإسلامية محاضرة الإنتاج العلمي العماني في مجالات الزراعة والعمارة والطب والفلك ومحاضرة دور وسائل التواصل الاجتماعي في ترسيخ الهوية لدى الشباب ومحاضرة السياسة الخارجية العمانية والسلم العالمي “التحديات.. التطلعات” ومحاضرة الاستشراق ودوره في نشر الثقافة الإسلامية.
وأشار الشيخ وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية رئيس اللجنة التنفيذية للاحتفاء بنزوى عاصمة الثقافة الاسلامية إلى أنه سوف يقام على هامش الاحتفاء اجتماع لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي تستضيفهم السلطنة في نوفمبر المقبل إضافة إلى إقامة العديد من الأمسيات الشعرية المتنوعة وحلقات العمل منها حلقة عمل لأمناء المكتبات في الإدارة والأرشفة وحلقة عن حماية وتوثيق واستدامة التراث العمراني.
وقال: إن برنامج الفعاليات يضم كذلك إقامة المعرض الدولي الخامس للفنون التشكيلية ومعرض الوثائق الوطنية والمسكوكات ومعرضا عن منظومة المتاحف في السلطنة ومعرضا للتصوير الضوئي بالإضافة إلى معارض ثقافية وحرفية.
مشاركة
وأشار الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية رئيس اللجنة التنفيذية للاحتفاء بنزوى عاصمة الثقافة الإسلامية إلى أنه يشارك في هذه الفعالية العديد من المؤسسات الرسمية والجامعات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني بأنواعها.
يذكر أن اختيار نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية لتمثل السلطنة للكثير من الاعتبارات، منها المكانة الدينية والتاريخية والحضارية لها باعتبارها مدينة العلم والعلماء، وتبوّأت مكانتها المرموقة في التاريخ العماني.
موقع
وتقع ولاية نزوى في محافظة الداخلية، ويتبعها عدد من القرى المحيطة بها، إضافة إلى إقليم
الجبل الأخضر. وتنقسم من الناحية الإدارية إلى المقر الرئيسي للولاية -وهو مدينة نزوى-، ونيابتيها بركة الموز والجبل الأخضر . وتعد مدينة نزوى من أهم مدن السلطنة، وهي أكبر مدن داخلية عمان، ومركزاً لمحافظة الداخلية وهي همزة وصل للمواصلات بين عدد من مناطق السلطنة، فترتبط بمحافظة الظاهرة بواسطة
طريق عبري- نزوى، وبمحافظة مسقط بطريق نزوى- مسقط، وبالمحافظة الوسطى بطريق نزوى-
ثمريت؛ مما أعطاها مركزا تجاريا مهما. كما احتلت مكانا مرموقا في الماضي باعتبارها العاصمة التقليدية لعمان لفترة طويلة من الزمن، وكانت القلب النابض لجنوب شرق شبه الجزيرة العربية؛ لما تمتعت به من ميزات طبيعية متعددة فاتخذها بعض أئمة عمان قديما عاصمة لهم ومركزا اقتصاديا وسياسيا.
والجبل الاخضر هو عبارة عن كتلة صخرية التوائية يعود تاريخها إلى الزمن الثالث الجيولوجي؛ حيث يعد امتدادا لسلسلة الجبال الممتدة من عمان إلى جبال (زجروس) في إيران .
أما مناخ ولاية نزوى فهو في أغلبه مناخ حار صيفا، يميل إلى البرودة النسبية شتاء باستثناء إقليم الجبل الأخضر؛ إذ تعتدل فيه درجة الحرارة صيفا، وتشتد البرودة شتاء إلى معدل مئوي يصل أحيانا إلى درجة الصفر المئوية، وتسقط الأمطار على الولاية، وخاصة إقليم الجبل الأخضر على فترتين خلال العام: ففي الصيف يتأثر إقليم الجبل الأخضر بالرياح الجنوبية الشرقية القادمة من
المحيط الهندي، ونحو الغرب فتتسبب بسقوط الأمطار في فصل الصيف.
أما في الشتاء فيتأثر بانخفاض درجة الضغط فوق مياه الخليج العربي، فيتأثر بالرياح الشمالية الشرقية القادمة من الخليج، فتتسبب في سقوط الأمطار شتاء، وبذلك يعتبر هذا الإقليم المصدر الرئيس للمياه في الولاية، حيث تسيل الأودية في اتجاه الجنوب واشهر هذه الأودية التي تتأثر به الولاية : الوادي الهجري الذي ترفده مجموعة من الأودية الأخرى فيكون مجرى مائيا واحدا يطلق عليها محليا اسم (الوادي الأبيض) الذي يخترق قلب المدينة نزوى في اتجاه الجنوب ليصب في
بحر العرب ومن الجهة الشرقية وادي المعيدن الذي ترفده أيضا أودية أخرى فيكون ممرا مائيا واحدا ويحد نيابة بركة الموز كما يعتبر الجبل الاخضر خزانا مائيا يغذي الافلاج والآبار في الولاية وهناك واد آخر له أهميته أيضا يأتي من الجبال الصغيرة التي تحد مدينة نزوى من جهة الغرب والتي تسمى محليا (الحلى ) حيث يسيل الوادي الأسود والمعروف محليا ( بوادي كلبوه ) ونظرا لاعتدال درجة الحرارة في اقليم الجبل الأخضر ووجود قرى عامرة للزراعة التي تتخذ شكل
المدرجات الزراعية وزراعة أنواع متعددة من الفواكه كالرمان والخوخ والعنب والمشمش والجوز واللوز مما يضفي على الجبل طابعا خلابا لذلك فهو من الممكن أن يكون مصيفا جيدا .
مكانة
المكانة التاريخية و الجغرافية لنزوى خلدت عددا من المآثر الحضارية والمعمارية أبرزها قلعة نزوى و هي من أروع واضخم المآثر الحضارية والتاريخية في عمان فموقعها الممتاز في وسط مدينة نزوى وبجوار مركزها السياسي قديما وهو مقر الإمامة الذي يقع في حصن نزوى الملاصق لها وبعلوها الشاهق حيث تترامى للناظر من بعيد ولحصانتها ومناعتها التي صعبت على المعتدي
قديما جعلها أهم معلم حضاري وتاريخي في السلطنة فقد بناها الإمام سلطان بن سيف بن مالك اليعربي ويبلغ ارتفاع القلعة عن سطح الأرض 24 مترا ويبلغ قطرها الخارجي 43 مترا أما قطرها الداخلي فيبلغ 39 مترا وقد استخدم ما مقداره 17925 مترا مكعبا من الأتربة والحجارة في ردم القلعة من سطح الأرض حتى ارتفاع 15 مترا أما كمية الحجارة المستخدمة في بنائها فتقدر
بحوالي 6177 مترا مكعبا من سطح الأرض ويوجد في القلعة 25 فتحة على منسوب 15 مترا من سطح الأرض تستخدم للدفاع في وقت الحروب كما توجد 120 فتحة أخرى على منسوب 24 مترا من سطح الأرض تستخدم أيضا للدفاع وقت الحروب حيث يقف الجنود المدافعون في هذه الفتحات كما تحوى أماكن للسجون وأماكن أخرى للصلاة وتوجد 7 آبار للمياه .
كما يوجد في نزوى حصن يسمى حصن نزوى وهو المقر الرئيسي للإمامة قديما وقد ظل مقرا دائما للوالي لفترة طويلة إلى الربع الأول من السبعينيات من هذا القرن ويعود بناؤه إلى زمن الصلت بن مالك . وهناك من الآثار عدد من المساجد اهمها (جامع نزوى) الذي كانت تقام فيه صلاة الجمعة زمن الائمة وكان مقرا لدراسة الفقه واللغة العربية بفروعها تخرج منه العلماء والمثقفون وفي عهد النهضة المباركة امر جلالة السلطان قابوس المعظم “حفظه الله ورعاه” بإعادة بنائه حيث بني بأفضل طراز معماري وقد احتفظ بدوره التعليمي حيث ما زال معهدا للتعليم ويسمى حاليا باسم ( جامع السلطان قابوس ) وهناك أيضا جامع سعال الذي يقال انه
بني في السنة الثامنة من الهجرة ويعتبر ثاني مسجد في نزوى ويقع في منطقة سعال وسط الحارة
المسماة بحارة الجامع وهناك ايضا مسجد الشواذنه وينسب إلى مؤسسه عيسى بن عبدالله بن شاذان ويقع في حارة العقر ويعتبر من اقدم المساجد في نزوى ويقال انه أول مسجد بني فيها وتدل النقوش انه أعيد تجديده في السنة السابعة بعد المائة من الهجرة .