جريدة وجهات أول جريدة عمانية مختصه بالسفر و السياحة
نزوى-وجهات /
تعد مدينة نزوى التي حصلت مؤخرا على لقب ضمن افضل الوجهات العالمية سياحيا في العام 2015ن حيث تقع في محافظة الداخلية، وهي من أكبر المدن العمانية، وتحيط بها السلاسل الجبلية كالجبل الأخضر الذي يعد من أكثر الجبال شهرة على الاطلاق.
وتبعد المدينة عن العاصمة مسقط بحوالي 170 كيلو مترا. وهي من أقدم المناطق ذات الكثافة السكانية في المحافظة. كما أنها كانت تمثل العاصمة القديمة لعمان. وتقع المدينة في موقع وسط بين الطرق التجارية التي تربط بين كل من محافظة مسقط ومحافظة الظاهرة ومحافظة ظفار ومحافظة جنوب الباطنة.
وتمتاز هذه المدينة الرائعة بالخصب والخضرة، حيث التمازج الرائع والفريد بين البيئة الطبيعية والحداثة والتطور. وتمتد هذه الواحة الضخمة من أشجار النخيل لمسافة ثمانية كيلومترات على طول مجرى واديين، ما يضفي على المنطقة جمالاً أخاذاً جعل منها واحدة من أكثر المناطق الغنية بالمقومات السياحية في السلطنة.
فلج دارس
ومن المعالم السياحية الجديرة بالمشاهدة بجانب قلعتها العريقة، هناك فلج دارس الذي يعتبر من أكبر الأفلاج في السلطنة ويمد المناطق المحيطة بهذه المنطقة بالمياه الطبيعية، كما يوفر الامداد المائي الحيوي لري أشجار النخيل. ويعتبر مسجد السلطان قابوس في نزوى من أقدم المساجد في السلطنة، ومثالاً حياً للحضارة العمانية وفن العمارة الاسلامية في المدينة. وتقودك الطرق المعبدة الى أي من المواقع السياحية المدهشة داخل نزوى أو حولها. كما تتوافر وسائط المواصلات المختلفة من حافلات النقل ومركبات الأجرة. وكذلك يتم تنظيم الرحلات السياحية من قبل جهات سياحية متخصصة.
وعلى بعد كيلومترات من المدنية التاريخية، تجاورها مدينة بهلاء، عاصمة عمان في القرن الخامس عشر. وهي عبارة عن واحة وقلعة ضخمة يحيط بها حائط من القرميد بطول 21 كلم. وتعتبر القلعة من أقدم القلاع في السلطنة، إذ يعتقد بأن بناءها يعود الى ما قبل دخول الاسلام. وقد تم تصنيف هذا الموقع ضمن قائمة اليونسكو للمعالم الأثرية العالمية.
وعلى بعد مسافة قصيرة من بهلاء وفي منتصف السهل يقع حصن جبرين. وقد تم بناء هذا الصرح الضخم ذي الأدوار الثلاثة بواسطة الإمام بلعرب بن سلطان أحد الزعماء إبان فترة حكم اليعاربة والذي توفي في عام 1692. ويعد الحصن خير مثال على فن العمارة العماني والاسلامي ذي النقوش الجميلة من الخشب والشرفات المقوسة ببراعة من الخشب وشبك من الجص والأسقف المطلية.
وتشكل الجبال المحيطة بنزوى، من جبل الحجر الصخري الذي يرتفع 2000 متر عن المنطقة، خلفية ساحرة للمدينة. وتوجد في البلاد شبكات من القنوات المائية تشكل منظراً ساحراً في هذا الوادي الضيق المنحدر الأطراف. ويمكن زيارة بعض الأماكن مثل الجبل الأخضر والمسفاة اللذين يعتبران من أكثر المناطق الجبلية جمالاً وسحراً في السلطنة. وعلى قمة هذه الجبال يتنفس المرتحلون هواء نقياً وصحياً منعشاً وسط فن البناء الطبيعي الرائع من الحجارة.
شلالات تنوف
وفي وادي تنوف تشكل الشلالات الرائعة والجداول المائية دائمة الجريان منظراً رائعاً يسلب الألباب. إنه مكان مدهش يشعرك بالسعادة الغامرة إذا سنحت لك الفرصة لزيارته أو قضاء اليوم فيه. وللوصول الى تتوف يمكن سلوك طريق بين بهلاء ونزوى حيث توجد قرية رائعة الجمال ونظام أفلاج متقن.
ومن الأماكن السياحية الأخرى بين نزوى وبهلاء قريتا الحمراء ومسفاة العبريين جهة الجبل. ففي الحمراء نجد منازل من الطين عمرها 400 عام والتي لا تزال قائمة ويسكنها الناس حتى يومنا الحاضر. وتعتبر زيارة سوق الحمراء القديم أمراً يجدر القيام به. كما تشاهد في الوادي القريب معالم أثرية منقوشة على الصخور يعتقد بأن عمرها الزمني قد تجاوز الـ 3000 عام. ولهواة استكشاف الكهوف هناك كهف الهوتة الذي يوفر إثارة إستــكشاف لا مثيل لها، إلا انه مغلق للصيانة نظرا لتأثره بحالة الطقس والأمطار وتدفق مياه الاودية.
مسفاة العبريين
وتقع مسفاة العبريين داخل صدع عميق على جانب الجبل، وهي عبارة عن منطقة زراعية يسكنها عدد من المزارعين والرعاة. من الصعب مشاهدة القرية من واجهة الجرف الذي هي منحوتة منه، فهي مغطاة بأشجار الليمون وبها بعض الشوارع والطرق الضيقة التي تقود الى منازل ذوات مستويات مختلفة مثل الكهوف المنحوتة داخل الصخور مع سلالم لولبية تقود الى أعلى المنازل.
وإلى الغرب من الحمراء، يقع الطريق المؤدي الى جبل شمس أعلى القمم الجبلية في السلطنة يبلغ ارتفاعه 3010 أمتار. هنا تجد وادي نخر الذي يعتبر من أكثر البيئات الطبيعية جمالاً في عمان. وداخل الوادي الضيق، يمكنك مساومة صانعي السجاد المحلي والذهاب الى منازل الجرف على طول حافة الوادي الضيق وزيارة باقي المدن التي كانت مأهولة فيما مضى.
نزوى غنية جداً بالمشاهد التاريخية لكثرة ما تمتلك. ويمكن القول ان المدينة بأحيائها القديمة تمثل متحفاً ناطقاً بأصالتها العريقة وعمق جذورها في التراث العماني.
