مسقط – وجهات |
اختتم يوم الخميس الفائت، ملتقى ومعرض تبادل المطارات العالمي 2017، الذي استضافته السلطنة على مدى يومين في مركز عُمان للمعارض والمؤتمرات. الملتقى والمعرض المصاحب له شهد حضوراً واسعاً تجاوز 1,500 زائر من 48 دولة حول العالم، إلى جانب 120 متحدث رسمي من عدة مطارات دولية، و 50 عارض محلي ودولي شاركوا في المعرض المصاحب واستعرضوا أحدث التقنيات في عالم الطيران المدني وإدارة المطارات والقطاعات المرتبطة به.
اليوم الثاني للملتقى بدأ بجلسة نقاشية موسعة شارك فيها عدد من المتحدثين الدوليين من مطار الملكة علياء في العاصمة الأردنية عمَّان، وشركة GMR المشغلة لمطار دلهي الدولي في الهند، ومطار حيدر آباد الدولي، ومطار غوا الدولي وغيرها من المطارات العالمية، إلى جانب شركة IGA المطورة لمطار اسطنبول الدولي، والشركة البحرينية للمطارات. حيث شارك الحضور تجاربهم في تطوير المطارات وإعادة تأهيلها لزيادة قدراتها الاستيعابية وتعزيز تجربة المسافرين من خلال توظيف أحدث التقنيات الهادفة إلى تقليل الوقت الذي يقضيه المسافر في المطار قادماً أو مغادراً.
لاحقاً قامت الشركة العُمانية لإدارة المطارات المستضيفة لهذه النسخة من الملتقى، بتنظيم احتفالية خاصة لتسليم الملتقى لشركة مطار أوسلو النرويجية التي ستقوم باستضافة النسخة القادمة من ملتقى ومعرض تبادل المطارات الدولي للعام 2018.
كما قامت الوفود الزائرة للسلطنة والمشاركة في الملتقى والمعرض المصاحب له، بزيارة مبنى مطار مسقط الدولي الجديد، حيث استعرض أمامها المعنيون في الشركة العُمانية لإدارة المطارات كافة المرافق والتجهيزات الحديثة والتقنيات المتقدمة التي يتم استخدامها في المباني التابعة للمطار، كما شارك الوفد الزائر في التجارب التشغيلية للمطار التي تحاكي رحلة المسافر.
وأكد الشيخ أيمن بن أحمد بن سلطان الحوسني، الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية لإدارة المطارات أن نجاح هذا الملتقى بالشكل الذي جاء عليه، إنما يدل على أن مطارات السلطنة تسير في الطريق الصحيح نحو العالمية، وبما ينسجم مع تطلعات مستخدمي المطارات، واستراتيجية الشركة العُمانية لإدارة المطارات 2020 التي ترفع شعار “تنمية البوابات المؤدية للجمال والفرص”.
أما عن التوصيات التي خرج بها الملتقى، فأشار الشيخ أيمن بن أحمد بن سلطان الحوسني، الرئيس التنفيذي للشركة العُمانية لإدارة المطارات، إلى أن الجلسات النقاشية الموسعة والتي ضمت أبرز الخبراء في قطاع إدارة المطارات على مستوى العالم، خرجت بمجموعة من المحاور التي يجب العمل عليها خلال المرحلة القادمة وبما يتناسب والتطور السريع في عالم اليوم.
أبرز هذه التوصيات كانت حول تعزيز الاستثمار في توظيف الحلول التقنية الذكية لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطارات في إطار المرافق الجديدة، مع العمل على تحسين التجربة الشاملة لمستخدمي المطارات بشكل عام من خلال استخدام البيانات الضخمة التي يمكن أن تشكل قاعدة معلومات جيدة لموفري مختلف الخدمات في المطار من أجل تصميم خدمات أكثر خصوصية للمسافر.
أما لجهة العمليات فقد أوصى الملتقى بضرورة تفعيل علاقات التعاون بين مختلف الجهات العاملة ضمن المطارات وتجاوز التداخل في الصلاحيات والمهام بينها، مما يقود إلى تشغيل أكثر انسيابية ودون وجود عوائق. وهذا يتطلب التخطيط الجيد وتحديد المهام الواضح بالشكل الذي يحد من الازدواجية في العمل.
أما لجهة الأمن وإدارة الأزمات، فقد أوصى ملتقى تبادل المطارات العالمي 2017، بضرورة تفعيل التعاون بين الشركات التي تتولى إدارة المطارات وكافة الأجهزة الأمنية المعنية، بهدف تعزيز مستويات الأمن لكافة مستخدمي هذه المرافق، وبالتحديد في ظل الأوضاع الأمنية الحساسة التي يمر بها العالم حالياً والتي تتعلق بالإرهاب والمهاجرين والجريمة المنظمة وغيرها.
في إطار تطوير المطارات، خرج الملتقى بتوصيات عديدة حول ضرورة ربط الاستثمار في تطوير البنى الأساسية لقطاع الطيران المدني وبالتحديد المطارات، مع استثمار موازي في تطوير الكوادر البشرية وتأهيلها بالطريقة التي تمكنها من إدارة هذه المرافق وفق أعلى المعايير والممارسات الدولية.
وصرح الشيخ أيمن الحوسني قائلاً : أود أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى كافة الجهات التي ساهمت في إنجاح هذا الملتقى الدولي الأول في السلطنة والمعرض المصاحب له، وأود أن أخص بالذكر المجلس العالمي للمطارات الذي قدم كافة التسهيلات لتحقيق الملتقى لأهدافه المعلنة، والشكر موصول للجهات المحلية المعنية بقطاع الطيران المدني التي لم تألو جهداً لتقديم كل ما من شأنه إبراز الملتقى بالشكل التي ظهر عليه، ولا ننسى هنا كافة موظفي الشركة العُمانية لإدارة المطارات الذين تفانوا في العمل من أجل التحضير لهذا الحدث الدولي الكبير، لهم منا جميعاً باسمي وباسم مجلس الإدارة كل الشكر والتقدير.
ورفع المشاركون في ختام الملتقى برقيه شكر وتقدير للمقام السامي لجلالة السلطان المعظم أعربوا فيها عن أسمى آيات الامتنان والعرفان لجلالته على دعمه لقطاع الطيران المدني في المنطقة و العالم ، وللشعب العماني للحفاوة الأصيلة التي غمرهم بها خلال فترة المؤتمر مثمنين مواقف جلالة السلطان في تدعيم أواصر السلام العالمية التي تعتبر إحدى الأسس التي تقوم عليها قواعد مجلس المطارات العالمي الذي يعمل على تدعيم هذه المثل العليا في الترابط بين دول العالم ممثلة في المطارات والاستثمار الدؤوب في تبادل الخبرات فيما بينها والتي يستلهمها القائمون على هذا المجلس العالمي الذي يضم في عضويته أكثر من 1800 مطار على مستوى العالم من الرؤى الحكيمة للقادة الحكماء في العالم الذين يسعون إلى تنمية آمنة ومتوازنة في بلدانهم مبنية على المصالح المشتركة بين البلدان والشعوب على مستوى العالم أجمع.