مسقط – وجهات |
قامت جمعية البيئة العُمانية، بالتعاون مع مركز إعادة تأهيل الجوارح بالبحرين، بإنقاذ وإعادة ثلاثة من طيور الرخمة المصرية المعرضة للانقراض من البحرين إلى السلطنة. وقد تم إنقاذ الطيور مركز إعادة تأهيل الجوارح في منتصف العام الجاري حيث قُدمت لها الرعاية الكاملة في البحرين قبل أن يتم إرسالها إلى عُمان. وتمت عملية الإعادة بالتنسيق مع الجهات المحلية في السلطنة والتي ضمت وزارة البيئة والشؤون المناخية، مكتب حفظ البيئة ديوان البلاط السلطاني، ووزارة الزراعة والثروة السمكية، بالتعاون معالطيران العُماني.
وتعد السلطنة موطناً لعددٍ كبيرٍ من طيور الرخمة المصرية ومحطة أساسية للطيور المهاجرة من هذا النوع خاصة في فصل الشتاء. وجاء نقل هذه الطيور إلى عُمان لإتاحة الفرصة أمامها للتعايش في بيئة طبيعية غنية. وتعدّ طيور الرخمة المصرية من الطيور القْمّامة، وهي بالتالي توفر خدمة جليلة للنظام البيئي من خلال التغذّي على النفايات الحيوية التي يخلّفها الإنسان مما يساهم في الحدّ من انتشار الأمراض والمخلفات العضوية. ويُصنف هذا الطائر الجارح ضمن قائمة الأنواع الحيوية المهددة بالانقراض والتي تتناقص أعدادها بشكل كبير على مستوى العالم نتيجة للعديد من الأسباب التي تشمل التسمم المتعمّد أو العشوائي، والصعق بالكهرباء على الأسلاك الكهربائية ذات التوترالمتوسط، والصيد الجائر، وتدمير مواقع التعشيش والتكاثر. وفي الجهة المقابلة، فقد أظهرت الأبحاث التي قامت بها جمعية البيئة العُمانية بأنّ عُمان ربما تمثّل موطنا حصيناً لهذه الطيور، بحيث تُحصى أعدادها بالمئات في عددٍ من المواقع المحددة.
وقالت مايا صروف ويلسون، مديرة الصون والدراسات في جمعية البيئة العُمانية: نجحنا من خلال تعاوننا مع شركاءنا من إتاحة الفرصة أمام هذه الطيور النادرة للانطلاق بحرية والانخراط في النظام البيئي بالسلطنة. وكوننا جمعية ملتزمة بالحفاظ على التنوع البيئي في المنطقة، سنواصل الإشراف على اندماج الطيور الثلاثة في البيئة المحلية خاصة في ظل عدم توفر أي معلومات حول الظروف التي مرت بها هذه الطيور قبل انقاذها وكيفية تأقلمها مجدداً في البرية. ولنجاح هذه التجربة، سنقوم بإطلاق هذه الطيور في بيئة آمنة لأقصى درجة ممكنة يتوفر فيها الغذاء اللازم لهم.
وقال أحمد الشرف، عضو مؤسس لمركز إعادة تأهيل الجوارح في البحرين: يُعد طائر الرخمة المصري أحد الكائنات المهددة بالانقراض وأصبح إنقاذها في جميع أنحاء العالم يشكل تحدياً بسبب التغيرات التي تؤثر على أنماط حياتها الطبيعية. ويعود سبب نفوق هذه الطيور إلى التدمير العشوائي لمواقع التعشيش الخاصة بها وكذلك في أنماط هجرتها خلال فصل الشتاء، بالإضافة إلى تعرض غذائها إلى التسمم أو التلف مما يهدد حياتها وحياة الأفراخ الصغيرة. كما أن تغدي هذه الطيور على بقايا المواشي المعالجة بالمضادات الحيوية يؤدي إلى إضعاف مناعتها وجعلها أكثر عرضة للأمراض التي تعرض حياتها للخطر.
وأضاف: تُشكل عُمان بيئة مثالية لتكاثر طائر الرخمة المصري وأنواع الطيور المهاجرة الأخرى من أقصى الشمال، ولذا جاء اختيارنا لجمعية البيئة العُمانية والجهات المعنية بالسلطنة لاحتضان هذه الطيور والحفاظ عليها. ونأمل أن يكون هذا التعاون هو مجرد بداية لتعزيز جهودنا المشتركة للحفاظ على هذه الأنواع النادرة.
من جانبه، قال الدكتور خالد البلوشي، رئيس وحدة المسؤولية الإجتماعية في الطيران العُماني: يُشكل الإنسان أكبر المخاطر التي تؤثر على حياة هذه الأنواع من الطيور، ومن خلال التعاون المشترك، سنتمكن من إتاحة الفرصة أمامها للانطلاق بحرية مجدداً والقيام بدورها البيئي.ولا شك أن تحقيق ذلك يتطلب بذل المزيد من الجهود ومواصلة الالتزام باتباع أفضل الممارسات البيئية في كل الأوقات.
كما تم في نفس اليوم إطلاق طائر رخمة مصرية صغير بعد إن تمت عملية إعادة تأهيله في مركز توليد الحيوانات البرية العُمانية التابع لشؤون البلاط السلطاني العُماني، وتحت إشراف الدكتورة باربرا جولاتوسكا، حيث تم العثور على هذا الفرخ الصغير في منتج شانجريلا بر الجصة وهو يعاني من ظروف صحية سيئة، ولقد تماثل للشفاء بعد خضوعه للمعالجة منذ ذلك الحين.
جديرٌ بالذكر أنّ جمعية البيئة العُمانية تأسست في عام 2004 على يد مجموعة من المواطنين المهتمين من مختلف شرائح المجتمع، وذلك بهدف نشر الوعي حول أهمية المحافظة على البيئة في شتى المجالات من خلال عددٍ من المبادرات والحملات المجتمعية والبيئية التي تم تصميمها لصون معالم الطبيعة الخلابة التي تزخر بها السلطنة. بدأت الجمعية دراسة طيور الرخمة المصرية منذ عام 2012 لدراسة هجرتها، والمزيد