وجهات-يوسف البلوشي/
بات القطاع السياحي يلعب دورا كبيرا في رفع قدرات الدول والمساهمة في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي.
ونظرا لاهمية هذا القطاع في دفع عجلة النمو والتطور في الدول التي تعطي هذا القطاع اهتماما كبيرا وتضخ فيه الأموال من أجل تعزيز البنية الأساسية وإقامة المشاريع السياحية التي تشكل دفعة كبيرة، فقد اصبح هذا القطاع من أكبر القطاعات التي تساهم في الناتج العالمي حيث يساهم بما نسبته 15%، مقارنة مع 4 % فقط للزراعة و11 % للخدمات المصرفية، و14 % للصناعة بشكل عام، و12 % للصناعات التحويلية، و6% للاستثمار و12 % للصادرات البترولية، فيما يتبقى صناعات وخدمات أخرى متعددة تستحوذ على 26 % من الناتج العالمي، بينما تساهم السياحة بنسبة 16% من الاستهلاك العالمي، و7% من الاستثمار العالمي، و9.6% من إجمالي الإنفاق الحكومي العالمي.
وشكلت إيرادات السياحة العالمية نحو 7 إلى 8% من إجمالي صادرات العالم من السلع والخدمات وذلك وفقا للإحصاءات الصادرة عن منظمة السياحة العالمية.
210 ملايين موظف
ويبلغ عدد العاملين في القطاع السياحي بمنطقة الشرق الأوسط بلغ نحو 15مليون موظف، في حين بلغ عدد العاملين في القطاع على مستوى العالم بحدود 210 ملايين موظف، وقد شكل التوظيف في القطاع السياحي ما نسبته 11.8 % من إجمالي حركة التوظيف على مستوى العالم وذلك وفقا لإحصائيات منظمة السياحة العالمية.
واتجهت كثير من دول المنطقة إلى صناعة السياحة التي تعد واحدة من القطاعات الحيوية المهملة والتي باتت تؤدي دورا رياديا في عملية التنمية، وأصبحت حاليا أحد أهم الموارد الاقتصادية في العديد من الدول، بما تحققه من تدفقات مالية وخلق لفرص عمل.
ويشكل القطاع السياحي اهمية كأحد الأذرع الاقتصادية التي توفر فرص عمل كونها توفر نوعين من الوظائف الأول توظيف مباشر من خلال العمل في الفنادق والمطاعم وشركات السياحة والطيران والمرافق الترفيهية والسياحية، والثاني الذي يتمثل في التوظيف غير المباشر في القطاعات التي تخدم القطاع السياحي منها شركات النقل والمطارات وصناعات الأغذية والأثاث، وغيرها من القطاعات ذات الصلة، حيث أثبت القطاع السياحي قدرته على تنمية نحو 35 قطاعاً وتوفير قدر كبير من الفرص الوظيفية.
الخليج والسياحة
وبلغة الأرقام وبالنظر إلى نمو العاملين في القطاع بمنطقة الخليج بلغ عدد العاملين في القطاع السياحي بالإمارات نحو 388 ألف موظف، نسبة الإماراتيين منهم 2 % فقط وذلك وفقا للمجلس الوطني للسياحة والآثار، في حين تجاوز العدد 709 آلاف وظيفة في السعودية وبلغت نسبة السعوديين منهم 26.7 % وفقا للهيئة العامة للسياحة والآثار، خصوصا بعد تطبيق سياسة السعودة، وفي قطر بلغ عدد العاملين في القطاع السياحي 25 ألفاً منهم 1.8 % قطريون وفقا للهيئة العامة للسياحة القطرية ، وفي البحرين بلغ عدد العاملين في القطاع 11.6 ألفاً، منهم 13 % بحرانيين ، أما الكويت فلم يتجاوز عدد العاملين بالقطاع 10 آلاف وظيفة منها 1.9 % فقط كويتيون.
الحجم والاهمية
وباتت صناعة السياحة من أهم القطاعات الاقتصادية الدولية من حيث الحجم والأهمية، حيث يقدر عدد السياح في العالم بما يزيد على مليار سائح وتقدر نسبة النمو في السياح سنويا على مستوى العالم بنحو يتراوح بين 4 و5٪.
كما تشكل السياحة اهمية في جذب جزء كبير ومؤثر من النقد الأجنبي لتنفيذ خطط التنمية الشاملة في مختلف البلدان وذلك من خلال تعدد التدفقات النقدية الأجنبية المحصلة سواء من مساهمة رؤوس الأموال الأجنبية في الاستثمارات الخاصة بقطاع السياحة أو الإيرادات السياحية التي تحصل عليها الدولة مقابل منح تأشيرات الدخول، وغيرها من الإيرادات الأخرى سواء للفنادق من قبل السائحين، إضافة إلى الإنفاق اليومي للسائحين مقابل الخدمات السياحية. ويعد قطاع السياحة أحد الروافد المهمة لتفعيل واستقطاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الدول التي بدورها تسعى الى تخفيف العبء عن كاهل الحكومة وتشجيع الشباب لإقامة مشاريعهم الخاصة.