أمين عام المتحف الوطني: التعاون مع روسيا يُعدُّ تتويجا لمساعي البلدين في تعزيز الروابط الثقافية والحضارية

مسقط – وجهات |

أعرب سعادة جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني، عن اعتزازه بالتعاون الثقافي والمتحفي القائم بين المتحف الوطني وسائر المتاحف والمؤسسات الثقافية في روسيا الاتحادية، والذي يعكس عمق العلاقات التاريخية بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية التي تمتد لقرون من الزمن، مشيرا إلى أنّ هذا التعاون يُعدُّ تتويجا لمساعي البلدين في تعزيز الروابط الثقافية والحضارية.

وقال لوكالة الأنباء العمانية، يرتبط المتحف الوطني بعلاقات متميزة مع أبرز المتاحف الروسية، وفي مقدمتها متحف الإرميتاج الحكومي الذي يُعد أحد أكبر وأعرق المتاحف العالمية. وقد بدأ هذا التعاون منذ عام (2014م) عندما انضم البروفيسور الدكتور ميخائيل بيتروفسكي، مدير عام متحف الإرميتاج الحكومي، إلى مجلس أمناء المتحف الوطني، وتبع ذلك توقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين في عام (2015م)، مما مهد الطريق لإطلاق العديد من المبادرات المتحفية الرائدة، وصولاً للعلاقات الاستراتيجية التي يتمتع بها المتحفان اليوم.

وأشار الموسوي، إلى أنّ المبادرات النوعية التي تمّ تنفيذها بالتعاون مع متحف الإرميتاج الحكومي، منها استضافة مبادرة (يوم عُمان) في روسيا الاتحادية عام (2018م)، وإنشاء أول قاعة تحمل اسم عُمان في العام (2020م)، واستضافة معرض (يوم الإرميتاج) في المتحف الوطني عام (2019م) لأول مرة، كما قام متحف الإرميتاج الحكومي باستقبال عدد من موظفي المتحف الوطني للتدريب والتأهيل في مختلف المجالات المتحفية التخصُّصية ولا زال.

وتطرّق إلى المعرض الثاني ضمن مبادرة ركن الإرميتاج بعنوان (هدايا أمراء بُخارى وخانات آسيا الوسطى للبلاط القيصري الروسي) الذي اُفتتح العام الجاري بالمتحف الوطني، والذي يتزامن مع معرض (الإمبراطوريّة العُمانيّة بين آسيا وأفريقيا) في “قاعة عُمان” بمتحف الإرميتاج الحكومي، مؤكّدا أن هذه المعارض تُعزز التبادل الثقافي بين البلدين الصديقين.

وأشار الأمين العام للمتحف الوطني إلى أنّ مبادرة “قاعة عُمان” في متحف الإرميتاج الحكومي تأتي ضمن رؤية المتحف الوطني لتعريف العالم بالموروث الحضاري والتأريخي والثقافي والعلمي لعُمان على المستويات الإقليمية والدولية، وهي أحد الأهداف الواردة في المرسوم السُّلطاني رقم (62/2013)، بشأن إنشاء المتحف الوطني وإصدار نظامه، وتشمل المبادرة توقيع عقود إعارة طويلة الأمد مع المتاحف العالمية لعرض المقتنيات العُمانية، أبرزها “قاعة عُمان” في متحف الإرميتاج الحكومي، التي افتُتحت عام (2020م) وتستمر لفترة 3 إلى 5 سنوات.

وأفاد بأنّ المبادرات الثقافية تشمل “يوم عُمان”، وهو حدث يمتد لفترة 3 إلى 6 أشهر، ويضم فعاليات تعليمية وثقافية، مثل الندوات والمحاضرات والعروض الموسيقية. ومن أبرز فعالياته الأخيرة معرض “بهاء الفضة: مقتنيات من البلاط العُماني” الذي أقيم في متاحف كرملين موسكو عام (2024م)، حيث استعرض مقتنيات تاريخية تعود لسلاطين عُمان في مسقط وزنجبار، مما يعكس جهود المتحف الوطني في التعريف بالموروث الحضاري والتأريخي العُماني عالميا.

وأضاف: تجلى التعاون الاستراتيجي في صيغة العمل الثلاثي لحفظ وصون التراث الثقافي السوري المتضرر خلال سنوات الأزمة، عبر استضافة خبراء الحفظ والصون من متحف الإرميتاج في مسقط لترميم القطع التدمرية، والتي تعد جزءا من منظومة موقع تدمر الأثري، وهو موقع مقيد من قبل منظمة اليونسكو كتراث إنساني عالمي”.

ولفت أنه في سياق عرض المقتنيات العُمانية الموجودة في الخارج، دُشِّن بالمتحف الوطني، أصل مخطوط مجموعة من الأراجيز الشعرية في الملاحة البحرية (السفالية، المعلقية، التائية) للملاح العُماني شهاب الدين أحمد بن ماجد السعدي، والمُعار من معهد المخطوطات الشرقية في سانت بطرسبورغ في (2021م)، ليُتاح لعموم زوار المتحف الوطني بعد أكثر من خمسة قرون، بوصفه المخطوط البحري الأقدم في العالم بخط يد الملاح العُماني.

وذكر أنّ في عام (2023م) تمّ التوقيع على (3) اتفاقيات حول التعاون الثقافي مع ثلاث متاحف وهي متاحف كرملين موسكو، ومتحف شوسيف الحكومي للعمارة، ومتحف تريتيكوف الحكومي، وذلك على هامش مشاركة المتحف الوطني في منتدى سانت بطرسبورغ الدولي التاسع للثقافة.

وفي إطار التعاون مع متحف تريتيكوف الحكومي في موسكو، أعلن سعادة جمال الموسوي، عن الجهود القائمة لتنظيم معرض للفن الطلائعي الروسي في سلطنة عُمان، والمقرر إقامته في نهاية عام (2025م)، مشيرًا أن هذا المعرض يأتي نتيجةً للاهتمام الكبير بالفن الطلائعي والمجرد في سلطنة عُمان، كما سيستضيف متحف تريتيكوف الحكومي في يونيو القادم من هذا العام معرضًا ينظمه المتحف الوطني لسلطنة عُمان في موسكو، يهدف إلى الترويج لمظاهر الفنون التشكيلية العُمانية الحديثة.

وأشاد سعادته بالتعاون مع جامعة سانت بطرسبورغ الحكومية من خلال تدشين ركن متخصّص للإصدارات العُمانية في عام (2022م)، مشيرًا إلى أنّ هذا الركن يُسهم في إثراء معرفة الطلبة المستعربين بالجانب الحضاري والفكري لسلطنة عُمان. معربا عن سعادته بتوقيع اتفاقية لإنشاء ركن للإصدارات العُمانية في جامعة الشيشان الحكومية التربوية.

وتطرّق لمشاركة المتحف بصفة متحدث رسمي في منتدى سانت بطرسبورغ الدولي التاسع للثقافة بالتعاون مع وزارة الثقافة الروسية في (نوفمبر 2023م)، والمشاركة في أعمال منتدى سانت بطرسبورغ الدولي العاشر للثقافات المتحدة في (سبتمبر2024م).

وأشاد بنجاح العرض الأول لفيلم “الخنجر” الوثائقي في المتحف الوطني، من إنتاج قناة روسيا اليوم العربية (آر تي)، والذي يسرد قصة وتاريخ الخنجر العُماني كرمز للهوية والثقافة العُمانية، وحظي الفيلم بتفاعل إيجابي من الجمهور المحلي والروسي.

وتطرّق لتدشين البرنامج المتحفي من “المواسم الثقافية الروسية” في سلطنة عُمان بالتعاون مع وزارة الثقافة الروسية ومؤسسة “المواسم الروسية” بحضور معالي/ أولغا ليوبيموفا، وزيرة الثقافة الروسية، في مطلع شهر فبراير (2025م).

وقال: دشّن المتحف الوطني في مطلع شهر فبراير نسخة الموقع الإلكتروني للمتحف الوطني باللغة الروسية في خطوة تهدف إلى تعريف الناطقين باللغة الروسية من السياح والمقيمين، بمكنونات التراث الثقافي لعُمان؛ ما يُسهم في انتعاش السياحة الثقافية بسلطنة عُمان.

واختتم سعادة جمال بن حسن الموسوي الأمين العام للمتحف الوطني تصريحه بأهمية الاحتفاء بمرور 40 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية، مؤكدا أن المتحف الوطني سيواصل دوره كمعبّر رئيس عن الأبعاد الثقافية والحضارية العُمانية، وداعما للدبلوماسية الثقافية وتعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*