مسقط – وجهات |
أكد سعادة السّفير أوليغ فلادميروفيتش سفير روسيا الاتحادية لدى سلطنة عُمان على أن زيارة “دولة” التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، إلى روسيا الاتحادية تشكل أهمية بالغة لكلا البلدين، مشيرا إلى أنها ستُسهم في فتح آفاق لمناقشة الأولويات واستكشاف مسارات جديدة للتعاون في مختلف المجالات.

وقال في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية: إن زيارة جلالته لروسيا الاتحادية تمثل فرصة مثالية لتعميق الثقة بين قيادتي البلدين الصديقين وتهيئة الظروف المواتية لتوطيد التعاون المشترك في مجالات التجارة والطاقة والاستثمار والبنية الأساسية والثقافة والسياحة. وأضاف: أن مثل هذه الزيارات رفيعة المستوى من شأنها أن تسهم في توحيد الرؤى تجاه القضايا الدولية الملحة، علاوة على أنها توفر فرصة لتوقيع اتفاقيات مهمة، وإقامة روابط أوثق في المشاريع الثنائية التي تخدم مصالح البلدين وتعزز العلاقات الثنائية بينهما.
40 عاما من العلاقات
وأوضح بأن زيارة جلالة السُّلطان المعظم، حفظه الله ورعاه، إلى روسيا الاتحادية تتزامن مع احتفاء البلدين بالذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية التي تشهد تطورا مستمرا في العديد من المجالات، مؤكدا على أن كلا البلدين الصديقين يعملان على توسيع مجالات التعاون المشتركة لتتجاوز التجارة التقليدية في المواد الخام وصولا إلى استكشاف المزيد من فرص الاستثمار في مجالات الطاقة والزراعة والسياحة والثقافة.
وأشار السفير الروسي إلى أن سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية تتطلعان إلى تنفيذ مشاريع مشتركة في مجالات الخدمات اللوجستية والبنية الأساسية والتقنيات العالية، للاستفادة من الموقع الجغرافي المميز لسلطنة عُمان والموارد التكنولوجية التي تشتهر بها روسيا.
رؤى مشتركة
وأوضح بأن سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية تتشاركان في العديد من الرؤى تجاه عدد من القضايا العالمية الراهنة، ويتجلى ذلك في التزامهما بالأساليب الدبلوماسية لحل النزاعات، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مشيرا إلى أن هذا التقارب في وجهات النظر يمكّن البلدين الصديقين من التعاون في المحافل متعددة الأطراف والمنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة.
مشاريع مشتركة
وأضاف: بأن المجالات الرئيسة للتعاون بين البلدين الصديقين تتركز في قطاعات الطاقة، والخدمات اللوجستية، والبنية الأساسية، والزراعة، والأمن الغذائي، والثقافة، والسياحة، مؤكدا على أن كلا البلدين يدرسان تنفيذ مشاريع مشتركة في مجال استكشاف النفط والغاز، وتحديث الموانئ، والنقل اللوجستي، بالإضافة إلى إنتاج وتوريد المواد الغذائية والمنتجات الزراعية. أما في المجال السياحي، فأشار إلى الاهتمام المتزايد من قبل السياح الروس بسلطنة عُمان، وبالمقابل، روسيا تشكّل وجهة سياحية جاذبة للعُمانيين.
وقال: إن البلدين يدركان أهمية التحول نحو مصادر الطاقة المستدامة واستكشاف مشاريع مشتركة في مجال تكنولوجيا الطاقة الشمسية، حيث إن السنوات الأخيرة شهدت تركيزا متزايدا على الطاقة المتجددة والتكنولوجيا المرتبطة بها، مشيرا في الوقت ذاته إلى الخبرات العلمية والتقنية المتقدمة التي تتمتع بها روسيا، في الوقت الذي تسعى فيه سلطنة عُمان إلى تنويع اقتصادها من خلال الاستثمارات المبتكرة.
وفي المجال الثقافي أوضح السفير الروسي أنه تم مطلع العام الجاري افتتاح قسم من متحف “الإرميتاج” الحكومي في المتحف الوطني العُماني، كما قدمت عدة فرق فنية عروضا ثقافية روسية متنوعة بدار الأوبرا السلطانية مسقط خلال الربع الأول من عام 2025، ومن المقرر أن تستمر طوال العام، وهناك خطط لتنظيم معارض من متاحف الكرملين ومعرض تريتياكوف خلال الفترة القادمة.
واختتم سعادة السفير حديثه بالتأكيد على أهمية هذه المجالات التي تسهم في النمو الاقتصادي، مما يضع أساسا متينا لشراكات مستدامة تخدم مصالح البلدين وشعبيهما الصديقين.