مدير عام متحف الإرميتاج الروسي: العلاقات الثقافية بين روسيا وعُمان تشهد تطورا 

مسقط – وجهات |

قال البروفيسور ميخائيل بيوترُوفسكي المدير العام لمتحف الإرميتاج الحكومي وعضو مجلس أمناء المتحف الوطني بسلطنة عُمان، إنّ العلاقات الثقافية بين روسيا الاتحادية وسلطنة عُمان شهدت في السنوات الأخيرة تعزيزا وتطورا ملحوظين إذ تؤدي المتاحف الكبرى في كلا البلدين دورا محوريًّا في هذا المسار، وفي مقدمتها متحف الإرميتاج الحكومي والمتحف الوطني في سلطنة عُمان.

وأضاف، لوكالة الأنباء العمانية، أنّ التعاون بين متحف الإرميتاج والمتحف الوطني بدأ منذ تأسيس الأخير في عام (2013م)، حيث دأب موظفو المتحف في مسقط، لا سيما المرممون، على زيارة مدينة سانت بطرسبرغ بصفة منتظمة للمشاركة في برامج التدريب العملي التي ينظمها لهم خبراء متحف الإرميتاج.

وذكر أنّ متحف الإرميتاج الحكومي استضاف في عام (2018م) أول فعالية لـ “يوم عُمان” شملت معرضا وبرامج مصاحبة، وفي العام التالي استضاف المتحف الوطني في سلطنة عُمان “يوم الإرميتاج”. وفي عام (2019م)، تمّ توقيع اتفاقيات بين المتحفين تنظم عمليات إعارة المعروضات بغرض تنظيم المعارض المؤقتة في كل من روسيا الاتحادية وسلطنة عُمان.

وأفاد بأنّ متحف الإرميتاج الحكومي استضاف في عام (2020م)، قصر الشتاء معرضاً بعنوان “عُمان: أرض اللبان”، حيث تم عرض كنوز أثرية تعود للألفية الثالثة حتى الأولى قبل الميلاد، اكتشفت في سلطنة عُمان على مدى الـ 50 عامًا الماضية، وفي عام (2021م)، شهد متحف الإرميتاج افتتاح “ركن عُمان”، وهو ابتكار فريد يسمح بتنظيم معارض منتظمة من مقتنيات المتحف الوطني في الإرميتاج. كما شهد المتحف الوطني في سلطنة عُمان الافتتاح الرسمي لمعرض “الحضارة الإسلامية في روسيا” و”ركن الإرميتاج”، والذي يعمل على المبدأ نفسه.

وأكّد البروفيسور ميخائيل بيوترُوفسكي المدير العام لمتحف الإرميتاج الحكومي وعضو مجلس أمناء المتحف الوطني بسلطنة عُمان أنّ التعاون بين المتحفين يتجاوز نطاق تبادل الخبراء والمعارض المؤقتة، فعلى سبيل المثال، في عام (2021م)، أنجز فنانون مرممون من مختبر الترميم العلمي للنحت والأحجار شبه الكريمة بمتحف الإرميتاج ترميم عدد من النقوش الجنائزية من تدمر (الجمهورية العربية السورية) المعروضة في المتحف الوطني.

وأشار إلى أنّ عام (2023م) شهد إقامة مراسم رسمية في المتحف الوطني بمسقط لتسليم قطعة أثرية عبارة عن ساكف حجري منحوت يعود إلى منتصف القرن الرابع الميلادي – إلى سفارة الجمهورية العربية السورية وقد تحقق ذلك بفضل التعاون بين متحف الإرميتاج، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع المتحف البريطاني، والمتحف الوطني في سلطنة عُمان.

ولفت بأنه في إطار فعاليات منتدى الثقافات المتحدة لعام (2023م) أُقيمت مراسم توقيع اتفاقية تعاون بين متحف الإرميتاج الحكومي والمتحف الوطني بسلطنة عُمان وتهدف هذه الوثيقة الاستراتيجية إلى تعزيز وتطوير التعاون الثقافي والمتحفي بين روسيا الاتحادية وسلطنة عُمان. كما شهد العام نفسه افتتاح معرض “الإمبراطورية العُمانية: آسيا وأفريقيا”، والذي ضم 28 قطعة من مقتنيات المتحف الوطني، ونُظم ضمن مبادرة “قاعة عُمان” في مبنى هيئة الأركان العامة بمتحف الإرميتاج الحكومي.

وقال إنه في عام (2024م)، زار فريق من قسم الترميم العلمي والحفظ ومختبر التحكم المناخي في متحف الإرميتاج الحكومي مسقط، حيث قدموا استشارات بشأن حالة حفظ المجموعات المتحفية، وتنظيم وتجهيز المختبرات الجديدة للترميم، والقضايا المناخية الخاصة بالمتاحف، بالإضافة إلى مشروع تحويل بيت الجريزة التاريخي إلى متحف.

وأشار إلى أنّ ركن الإرميتاج في المتحف الوطني بسلطنة عُمان استضاف في عام (2025م)، حفل افتتاح معرض “هدايا أمراء بخارى وخانات آسيا الوسطى للبلاط القيصري الروسي”، من مقتنيات متحف الإرميتاج. ويمثّل هذا المعرض أولى فعاليات مهرجان “المواسم الروسية”، وهو مهرجان كبير للفنون والثقافة الروسية في سلطنة عُمان يشمل معارض من متاحف روسية رائدة، بالإضافة إلى حفلات موسيقية، وحلقات عمل، ومحاضرات، وعروض سينمائية.وذكر أنّه في فبراير الماضي تمّ بمتحف الإرميتاج الحكومي العرض الأول لفيلم وثائقي بعنوان “الخنجر”، من إنتاج قناة (آر تي) RT Arabic بالتعاون مع المتحف الوطني ووزارة الإعلام بسلطنة عُمان، وبمشاركة متحف الإرميتاج الحكومي.

وقال إنه من المقرر أن يستضيف المتحف الوطني هذا العام معرضا جديدا من تنظيم متحف الإرميتاج الحكومي تحت عنوان “الأسلوب الروسي الجديد”، ويركز على الفترة المزدهرة من الحياة الثقافية للإمبراطورية الروسية خلال حكم الإمبراطورين ألكسندر الثالث ونيكولاس الثاني، حين شهدت “الأسلوب الروسي” الذي نشأ قبل عقود نهضة جديدة.

وأكّد البروفيسور ميخائيل بيوترُوفسكي المدير العام لمتحف الإرميتاج الحكومي وعضو مجلس أمناء المتحف الوطني بسلطنة عُمان، أنه على مدى عدّة سنوات، اكتسب التعاون بين متحف الإرميتاج الحكومي والمتحف الوطني في سلطنة عُمان أسسًا مؤسسية متينة، ليصبح نموذجًا جديدًا للتعاون الثقافي.

وأسهمت الروابط الوثيقة مع متحف الإرميتاج الحكومي في تمكين المتحف الوطني من إقامة علاقات تعاون مع العديد من المتاحف الروسية، مما يشكّل مثالا بارزا ومقنعا على نجاح الدبلوماسية الثقافية الروسية في الشرق الأوسط، ونموذجا فعّالا للتعاون الثقافي بين الدول في عالم متعدد الأقطاب.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*