مسقط – العمانية |
أعلنت دار الأوبرا السلطانية مسقط عن تقديم عملها الفني المشترك الأول بعنوان ” احتفالات السلطنة: الرحلة العظيمة ” والذي يأتي متزامنًا مع احتفالها بموسمها الخامس خلال الفترة من 5 الى 7 من شهر يناير من العام القادم.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته دار الأوبرا السلطانية مسقط بمبنى الدار بحضور عدد من وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية. وقال صاحب السمو السيد كامل بن فهد آل سعيد عضو مجلس إدارة دار الأوبرا السلطانية مسقط إن “احتفالات السلطنة : الرحلة العظيمة” تأتي ضمن الخطة الموضوعة للدار إذ يرغب مجلس الإدارة في أن تضاف مهام الانتاج المشترك والإنتاج الكامل إلى الدار مع الاستمرار في تقديم العروض المتبعة التي تنفذها وأنه اتفق مع شركة ” ناماستي أوروبا ” بقيادة المخرج الإيطالي “باولو دالا سيغا” على إنتاج هذا العمل الضخم.
وأوضح سموه أن العمل يتناول المسيرة التاريخية للسلطنة عبر العصور الغابرة وصولاً إلى عصر النهضة المباركة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه، الذي يجسد تاريخ ونهضة عُمان الحديثة في عدة لوحات فنية رائعة يتخللها استخدام الوسائل التقنية الحديثة والإبداعات الفنية مشيرا إلى أنه تم تقسيم الرحلة إلى ثماني لوحات مختلفة تمثل المواقف والإنجازات الأساسية التي وصلت إليها في مختلف المراحل.
وبين سموه أن في هذه اللوحات سوف تستخدم العديد من الوسائل التقنية الحديثة العالمية المرئية منها والسمعية بمصاحبة موسيقى محلية وعالمية يتم إدخالها بأسلوب شيق ومبهر.
وأشار صاحب السمو السيد كامل بن فهد آل سعيد إلى أن اللوحة الأولى تبدأ ” بفتح الكتاب” وهي إشارة لبدء سرد قصة عُمان التي تجسد تاريخ وموقع عُمان الجغرافي المميز الذي كان له الأثر الكبير في تطور وتنوع حضارة وتاريخ عُمان .. أما اللوحة الثانية وهي “عُمان أرض اللبان” فإنها تروي قصة الطبيعة في السلطنة وتواصل عُما مع الحضارات القديمة الذي كان له الأثر الكبير في النمو الاقتصادي.
وأضاف أن اللوحة الثالثة تستذكر تاريخ عُمان البحري وهي بعنوان “الرحلات البحرية” والتي أثبتت أن علاقة العمانيين بالبحر علاقة وطيدة وأساسية وازدهرت في القرن الثامن عبر رحلاتها التجارية مع الصين في أقصى الشرق مما ساهم في الازدهار الاقتصادي.
وتظهر اللوحة القدرة البحرية لعمان ووصول الملاحين العمانيين الى شرق أفريقيا وساهموا بخبراتهم الطويلة مع البحر في تطور التجارة البحرية كما أثر تواصلهم مع الحضارات المختلفة في التبادل الفني الموسيقي عبر المشاركات المتبادلة. وبين سموه أن اللوحة الرابعة تأتي بعنوان ” طريق الحرير” وهو الطريق الذي ربط حضارات الشرق بالغرب مما كان له الأثر الكبير في تقارب الشعوب والذي شجع على التبادل التجاري والتواصل الإنساني الذي أتاح الفرصة للشعوب للتعرف على حضارة عُمان والعادات المختلفة وقد بلغ هذا التأثير أوروبا وأمريكا.
وقال سموه إن اللوحة الخامسة تجسد ” السيف والخنجر” اللذين يعتبران رمز الفخر والاعتزاز لكل عُماني وهما يرمزان الى العلاقة التاريخية المرتبطة بينهما حيث هما من أدوات الدفاع عن الوطن والمجتمع.. كما يدخلان في بعض الرقصات.
وأشار إلى أن اللوحة السادسة تمثل عصر “نهضة عُمان” التي خطط لها باني عُمان الحديثة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه، منذ ٢٣ يوليو ١٩٧٠ وحتى يومنا هذا وفق خطط وأهداف مدروسة.
أما اللوحة السابعة فهي بعنوان “عُمان واحة السلام أرض الغد المُشرق” إذ السلام هو نتاج السياسة المتوازنة والحكيمة لعاهل البلاد المفدى على المستويين الداخلي والخارجي وقد أصبحت السلطنة بفضل حكمة جلالته واحة للسلام والإشراق للغد الواعد.
وقال سموه إن اللوحة الثامنة الختامية تجسد ” دار الأوبرا السلطانية مسقط” كدار ثقافية عالمية وفق ما أشار إليه حضرة صاحب الجلالة، أبقاه الله، في كلمته الافتتاحية للدار في أكتوبر ٢٠١١ إلى أن الدار تأسست ” لتكون مركز إشعاع ثقافي للشعب العُماني والإنسانية جمعاء “.. كما ستجسد هذه اللوحة اندماج الفنون الموسيقية العالمية مع الفنون المحلية والمعزوفات المنفردة والمجتمعة المتناغمة.
من جانبه قال أمبيرتو فاني مدير عام دار الأوبرا السلطانية مسقط إن عرض “احتفالات السلطنة: الرحلة العظيمة” تم تصميمه وابتكاره حصريًا لدار الأوبرا السلطانية مسقط بالتعاون مع باولو دالا سيغا ومجموعة “ناماستي أوروبا” التي تعتبر واحدة من أبرز الفرق على الساحة الدولية لتقديم العروض في الهواء الطلق والتي تتعاون معها الدار لأول مرة.
وأضاف فاني: أن هذا العرض كتب كلماته المؤلف العُماني صالح الفهدي ويشارك فيه عدد كبير من الفنانين العُمانيين الواعدين من موسيقيين ومؤدين ومطربين وفرق فلكلورية في عرض ضخم مشترك مع فنانين ومؤدين من جميع أنحاء العالم. من جانبه قال باولو دالا سيغا المدير الفني لعرض “احتفالات السلطنة: الرحلة العظيمة” إن العمل في هذا العرض بدأ قبل نحو عامٍ من الآن وبالتالي فإن لقاء اليوم يعتبر حدثً مهما للغاية إذ أصبح بالإمكان الحديث عن العمل الذي أنجزناه والذي كان ثمرة تضافر جهود المئات من الأشخاص سواء من داخل السلطنة أم من عدد من الدول الأخرى حو العالم.
وأضاف سيغا أن الشركة التي تشارك في التحضير لهذا العمل “ناماستي جروب” والمتخصصة في تنظيم العروض والفعاليات في الهواء الطلق تقع مقراتها في كل من سويسرا وسنغافورة التي تعتبر من أكثر البلدان نشاطًا وحيوية في حين أن عددًا من المواهب المشاركة في العرض قد أتت من قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية أما الآخرون فمن قارة آسيا.
وأكد أن العرض يهدف إلى إبراز الهوية العُمانية الأصيلة بطريقة يمكن المشاركة بها على أوسع نطاق ممكن وزرع القيم والمثل الإيجابية في الأجيال الجديدة لترسخ في عقولهم وأذهانهم، فالعرض بالأساس ذو غايات تربوية وتعليمية، ما يجعلها بالفعل واحدة من أفضل التجارب التي مررت بها، إن لم تكن أفضلها على الإطلاق.