صلالة – العُمانية|
اختتم فريق مختص من هيئة البيئة مهمة رصد واستكشاف في محمية جبل سمحان الطبيعية بمحافظة ظفار على مدى ثلاثة أيام لتعزيز الوعي البيئي وتوثيق التنوّع البيولوجي، بدءا من رأس جبل سمحان جنوبا بولاية مرباط وصولًا إلى وادي أنظور بمنطقة فتخيت بولاية شليم وجزر الحلانيات شمالا لمسافة تقارب 110 كيلومترات.
وتُعد هذه المهمة الاستكشافية هي الأولى من نوعها التي تُنفّذها هيئة البيئة في هذه المنطقة نظراً للظروف الجغرافية الصعبة وطول مسافة المسار وصعوبة الوصول لبعض الأماكن، ما يُمثل فرصة لتوثيق الحياة البرية والنباتات الطبيعية في المنطقة، بالإضافة إلى تقييم التحديات البيئية التي تواجهها.
وقال سعيد بن محمد الشحري أخصائي نظم بيئية بمحمية جبل سمحان الطبيعية وأحد أعضاء الفريق، إنّ المهمة الاستكشافية بدأت من الجهة الجنوبية للمحمية وصولًا إلى وادي أنظور، باستخدام المركبات والمسير الجبلي لاستكشاف المنطقة ذات الطرق الوعرة والصعبة، إذ تمكّن الفريق من الوصول إلى نقاط مشاهدة مميزة، ورصد مجموعة متنوعة من الطيور المهاجرة والنباتات المحلية.
وأضاف، أن الفريق استكمل المشي في اليوم الثاني لمسافة 15 كيلومترًا في وادي أنظور مرورًا بوادي فضفيض، موثّقًا التضاريس ومعالم الوادي المتنوعة بدءًا من جريان الأودية وتدفقها والتنوّع النباتي الفريد مثل أشجار اللبان والسدر والنخيل والعديد من النباتات المحلية الأخرى بالإضافة إلى رصد آثار للنمر العربي والوعل النوبي والغزلان وكذلك طيور الرخمة المصرية وعقاب السهول والبط المائي، مبينًا أن الفريق دوّن ملاحظات توثيقية حول الحياة البرية والنباتات النادرة.
وأوضح الشحري بأن الفريق البيئي تابع مسيرته الاستكشافية في اليوم الثالث باتجاه الشمال عبر استخدام السيارة لمسافة نحو 38 كيلومترا على ضفاف الوادي للوصول إلى واحة النخيل بأنظور مرورا بالعديد من البرك المائية والعيون وتسجيل مشاهدات للتنوّع الأحيائي وصولا إلى المحطة النهائية في منطقة فتخيت بولاية شليم وجزر الحلانيات.
جديرٌ بالذكر أن محمية جبل سمحان الطبيعية بمحافظة ظفار أنشئت في عام 1997 على مساحة إجمالية تقدّر بـ4500 كيلومتر مربع، وتصنّف كمحمية طبيعية لإدارة الموائل وتتميز بتنوعها البيولوجي الفريد، منها 17 نوعًا من الثديات البرية مثل النمر العربي والوعل النوبي والذئب العربي والضبع والغزلان والوشق بالإضافة إلى أنواع مختلفة من النباتات والزواحف والطيور.