الدوحة تنعش موسمها السياحي بفعاليات متعددة
المسارح والقاعات ومقرات الهيئات الفنية والثقافية ملتقى لجميع المثقفين والفنانين
كتارا ملتقى يمزج بين جمال الماضي بإشراقة المستقبل لرؤية قطر 2030
الدوحة – يوسف بن أحمد البلوشي|
كانت فرصة أن أكون ضمن مجموعة صحفية وإعلاميين من دول الخليج، ممثلا لجريدة وجهات، لزيارة قطر مع بداية موسم الشتاء، بدعوة من هيئة قطر للسياحة للتعرف على أبرز الفعاليات السياحية والثقافية والوجهات السياحية التي تشق طريقها في استقطاب السياح والزوار من مختلف دول العالم.
قد يختلف موسم الزيارة إلى العاصمة القطرية الدوحة في موسم الشتاء عن غيره من الأشهر الأخرى، خاصة وان قطر تزخر بالعديد من الفعاليات والعروض الترفيهية المتنوعة الجاذبة للزوار اليها خلال “الشتاء”، حيث يكون الطقس معتدلا يميل إلى البرودة وهو وقت الرحلات إلى البر والتخييم.
كانت زيارتنا محددة لعدة وجهات للتعرف عليها خلال فترة الزيارة. اليوم نزور الحي الثقافي كتارا.
يعتبر الحي الثقافي كتارا مشروع استثنائي يزخر بالآمال والتفاعلات الإنسانية، وقد تحقق هذا المشروع بفضل رؤية الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر حينها، وإيمانه القوي وقيادته الحكيمة.
أخذنا المرشد السياحي الذي يرافقنا خلال الزيارة إلى الدوحة في جولة تفقدية لهذا الحي الثقافي الذي يشكل مزارا سياحيا وثقافيا متعددة الأبعاد فهناك المسرح الروماني والمسجد الأزرق، ويقربه أبراج الحمام الثلاثة المنتصبة عند مدخل الحي تستقطب اهتمام الزوار مثل غيرها من المباني مثل المسرح المكشوف ومسرح دراما إستديوهات كتارا للفن، وأكاديمية قطر للموسيقى، والمركز الثقافي للطفولة، وأوركسترا قطر الفلهارومونية، والمتحف العربي للطوابع، ومركز الفنون البصرية، ومؤسسة الدوحة للأفلام، والجمعية القطرية للفنون التشكيلية، ومجلس الشعراء، بالإضافة إلى جامع كتارا الكبير الذي يعدّ تحفة معمارية.
هذا العدد من المسارح والقاعات ومقرات الهيئات الفنية والثقافية، جعل من الحي الثقافي ملتقى لجميع المثقفين والفنانين، ومركزا لتعزيز الوعي الثقافي عبر المهرجانات، والمعارض، والندوات، والحفلات الموسيقية التي تجد في الحي مكانا مناسبا لها.
ويأتي الحي الثقافي كتارا كأحد أكبر المشاريع في قطر ذات الأبعاد الثقافية المتعددة، حيث أنها مكان يزورها الجمهور للتعرّف على ثقافات العالم، عبر مسارحها الرائعة وقاعات الاحتفالات الموسيقية، وقاعات العرض ومرافق اخرى متطوّرة، وبذلك تهدف كتارا إلى الريادة في مجال النشاطات الثقافية المتعددة. وفي سياق الأهداف التي تمّ التخطيط لها بما يوافق الرؤية الوطنية لقطر 2030، فإنّ كتارا تقوم مقام الوصي على تراث وتقاليد قطر، وتسعى للتوعية عن أهمية كل ثقافة وحضارة، حيث تستضيف كتارا المهرجانات وورش أعمال والمعارض والفعاليات على المستوى العالمي، الإقليمي والمحلي. شأت فكرة كتارا من حلم تكون فيه قطر منارة ثقافية عالمية تشع من الشرق الأوسط من خلال المسرح، والآداب، والفنون، والموسيقى، والمؤتمرات، والمعارض.
ويكون الحي الثقافي بمثابة نظرة على مستقبل عالم يتمكّن فيه الناس من كل المرجعيات الثقافية المختلفة من تخطّي حدودهم الوطنية الجغرافية، وتبني قضايا مشتركة في دعم الوحدة الإنسانية. لتكون كتارا هي ملتقى يمزج بين جمال الماضي بإشراقة المستقبل.
“كتارا” هو أول وأقدم مسمى استخدم للإشارة إلى شبه الجزيرة القطرية في الخرائط الجغرافية والتاريخية منذ العام 150 ميلادي، وقد ظهر هذا الاسم للمرة الأولى في خرائط كلوديوس بطليموس عام 150م والتي صدرت عام 882 هـ-1477 م، وبعد ذلك في أطلس تاريخ الإسلام، حيث حدّدت الخرائط شعوب شبه الجزيرة العربية في منتصف القرن الثاني الميلادي، كما حدّدت موقع قطر الجغرافي تحت اسم كتارا جنوب غرب مدينة الجرهاء، غرب مدينة كدارا.
أما اسم “كتارا”، فظهر في الخرائط الجغرافية والتاريخية في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي، وفي خريطة فرنسية للساحل شبه الجزيرة العربيةوللبحر والخليج، حيث كُتب اسم كتارا على شكل Katara بدلاً من Catara واستخدمت هذه التسمية من قبل الجغرافيين منذ صدور خريطة بطليموس عام 150 وحتى عام 1738 م.
ولا شك أن تتبع مصدر وتتطور كلمة “قطر” خلال التاريخ هو في الوقت نفسه مفيد ومثير للاهتمام، نظراً لثروة قطر الثقافية والتعليمية، حيث يلعب هذا الثراء الثقافي دوراً مهماً في بناء المجتمع القطري، فالأسس القوية للهوية القطرية وقيمها نابعة من تعلق المواطن بجذوره القديمة، ومسايرته للحداثة، ومواكبة التكنولوجيا.
وتنظم جهات رسمية وخاصة أنشطتها الثقافية والاجتماعية والفنية في الحي الثقافي الذي أضحى لا يخلوا من مهرجان أو معرض طوال أيام الأسبوع، مما جعله مكانا يضج بالحركة والحيوية.
وبجانب ذلك هناك العديد من المحلات والمطاعم والمقاهي التجارية التي يمكن أن يقضي فيها الزائرا يوما ممتعا يستمتع من خلالها بكل ما يضمه هذا الحي من بيئة سياحية مميزة.