فرصة استثمارية لتحويلها الى وجهة سياحية زاخرة.. قرية المنزلة في إبراء.. هندسة معمارية بزخارف متقنة 

“التراث والسياحة” تضع خطة لتطوير القرية وطرحها للاستثمار من قبل الأهالي 

توظيف الحارة للأغراض السياحية وفق أسس علمية وثقافية واجتماعية وتراثية

مسقط – وجهات |

تولي وزارة التراث والسياحة، اهمية كبيرة للمعالم الأثرية والتاريخية في سلطنة عُمان، من خلال العمل على استثمارها وترميمها لتكون وجهة سياحية بارزة، مع طرح عدد منها للاستثمار من قبل الشركات المحلية.

وتعمل الوزارة حاليا مع مكتب محافظ شمال الشرقية على تطوير حارة المعرفة في ابراء بمحافظة شمال الشرقية، والتي تعد من أبرز المعالم التاريخية الشامخة بمبانيها التي تتميز بعظمتها وجمال هندستها المعمارية، وتضم بين جنباتها بيوتا وقلاعا ذات زخرفة هندسية متقنة تعكس تطور فن العمارة للعمانيين القدامى، التي تتطّبع بطابع إسلامي وعربي فريد.

وتقوم الوزارة حاليا في البدء الأعمال التطويرية للقرية حيث تمت كمرحلة أوليّة مناقشة تطوير قرية المنزفة، ضمن خطط لتطوير وتأهيل المواقع التاريخية والأثرية بالمحافظة، وتشجيع المجتمع المحلي لاستغلال واستثمار تلك المواقع وتطويرها مستقبلا لاستفادة أبناء القرية من خلال توفير فرص عمل لهم وتسهيل الإجراءات المتعلقة بأخذ التصاريح والموافقات من بعض الجهات الحكومية.

وتسعى اللجنة المشكلة في مشروع تطوير القرية لتشجيع أصحاب البيوت التراثية في قرية المنزفة والقناطر أيضا على إنشاء شركة أهلية تُعنى بالاستثمار في القطاع السياحي وبالاستعانة بالجهات الحكومية ذات الشأن.

وتعد منطقة المنزفة بحصونها وبروجها وأبنيتها القديمة المبنية بالجص والإسمنت العماني القديم والتي تحتوي على النقوش والزخارف معلماً تراثياً بارزاً، ورغم أن مباني البلدة القديمة متداعية، إلا أن الزمن لم يطمس معالمها، ولا تزال شاهداً حياً على ما شهدته هذه المنطقة من ماض عـريق.

وتعتبر قرية المنزفة بولاية إبراء ذات مكانة تاريخية مهمة على مستوى السلطنة نظرا لما تضمه من مبان هندسية جميلة إضافة إلى أنها كانت تمثل الثقل التجاري في ولاية إبراء بسوقها ومحلاتها التجارية وقد تمكنت من استقطاب العديد من الرحالة والمؤرخين ووصفها البعض في حينها بأنها من أجمل القرى العربية ذات الطابع الإسلامي والعربي الفريد التي امتزجت فيها المباني بين الهندسة العمانية وهندسة بلاد الرافدين.

واتجهت وزارة التراث السياحة إلى وضع دراسة تفصيلية شاملة للحارة التي لم تركز على المباني القائمة فقط بل الواحات المحيطة بها والعادات والتقاليد والحرف الموجودة وهي لا تهتم بالجانب الحسي والمادي فقط بل الجانب البشري أيضا لتوظيف كل المفردات للأغراض السياحية ومن ثم يتبين من خلال هذه الدراسة ماهية الخطة الصحيحة والنهج السليم الذي ينبغي أن تنتهجه لتوظيف حارة المنزفة للأغراض السياحية وهي تقوم على أسس علمية وثقافية واجتماعية وتراثية تأخذ القرية بنظرة الشمولية ولا تأخذها من ناحية المبنى فقط بل من الناحية التاريخية والثقافة والبشر والعادات والتقاليد والأفلاج والزراعة وسبل عيش الناس حيث كان التوجه لتحويلها إلى قرية تراثية سياحية متكاملة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*