برئاسة جلالةُ السُّلطان المعظّم.. مجلس الوزراء يخصص 50 مليون ريال لدعم برامج ومسارات تشغيل الباحثين عن عمل في القطاع الخاص و72 مليون ريال لتمويل برنامج “منفعة دعم الأسرة”

صلالة – العُمانية|

تفضّل حضرةُ صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم، حفظه الله ورعاه،فترأس اجتماع مجلس الوزراء الموقّر بقصر المعمورة العامر بصلالة.

وقد استهلّ جلالتُه، أبقاه الله، الاجتماع بالتوجّه إلى الله، سبحانه وتعالى، بالحمد والثناء على وافر نعمه وجزيل عطاياه لهذا البلد العزيز وأبنائه الأوفياء، سائلاً الله العلي القدير أن يمنَّ على عُمان وأبنائها الكرام وكافة المقيمين فيها بمزيد من الخير والبركات وبموفور الصحة والاطمئنان.. إنه قرٌيب مجيب الدعوات.

ثم تفضل جلالتُه باستعراض عدد من الموضوعات.. ففي ظل استمرار تحسّن الأداء المالي لسلطنة عُمان خلال الفترة الماضية.. عبّر جلالةُ السُّلطان المعظم، حفظه الله ورعاه، عن الارتياح – ولله الحمد – لانخفاض حجم الدين العام وللنتائج الإيجابية المتحققة التي تسهم في تعزيز الثقة بالاقتصاد المحلي وإيجاد بيئة جاذبة تساعد على تنشيط القطاعات الاقتصادية المختلفة.

وبعد أن اطلع مجلس الوزراء على الموقف التنفيذي لملف التشغيل، أكد المجلس على أن ملف التشغيل من أهم الأولويات الوطنية، وأن المبادرات التي أقرّتها الحكومة مؤخراً ستسهم – بإذن الله – في إيجاد فرص عمل أكثر للمواطنين، ولأجل الدفع بتلك المبادرات؛ أقرَّ مجلس الوزراء تخصيص مبلغ إضافي وقدره (50) خمسون مليون ريال عماني لدعم برامج ومسارات تشغيل الباحثين عن عمل في القطاع الخاص، بالإضافة إلى المبالغ المحصلة بنسبة (1.2 %) من قيمة فواتير مشتريات كل من قطاع النفط والغاز والوحدات الحكومية والشركات التابعة لجهاز الاستثمار العُماني، بحيث تقوم الجهات المختصة بوضع إجراءات واشتراطات واضحة لضمان استدامة الفرص التي سوف يتم توفيرها.

‎وفي إطار الاهتمام السَّامي بالجوانب الاجتماعية والتعليمية.. أشاد جلالتُه بجهود الجهات المعنيّة لمتابعة الأحوال المعيشية للمواطنين.. موجها جلالتُه، أيّده الله، الجهات المعنية بتخصيص مبلغ وقدره (72) اثنان وسبعون مليون ريال عُماني ضمن الميزانية العامة للدولة، وذلك؛ لتمويل برنامج “منفعة دعم الأسرة” ضمن منافع صندوق الحماية الاجتماعية التي تم الإعلان عنها مؤخرا.

كما توجّه جلالتُه، أيَّده الله، بالتهنئة لأبنائه الطلبة والطالبات مع بدء العام الدراسي والجامعي الجديد، سائلاً الله عزَّ وجلَّ أن يكون عامًا حافلًا بالجد والاجتهاد، مثنيًا جلالتُه على الجهود التي يبذلها المعلمون والمعلمات والأكاديميون والأكاديميات للاستعداد للعام الجديد، الذين يعوّل عليهم الكثير في بناء جيل متسلّح بالمعرفة والعلم، ومتمسك بالقيم والمبادئ والأخلاق الحميدة.

‎وفي ظل تزايد الكثافة الطلابية في بعض المحافظات التي تشهد زيادة سكانية مطردة؛ أقرّ مجلسُ الوزراء تخصيص مبلغ إضافي وقدره (40) أربعون مليون ريال عُماني ضمن الخطة الخمسية الحالية لتسريع بناء مدارس جديدة.

‎وبهدف رفع ترتيب سلطنة عُمان في مؤشر جاهزية الحكومات في الذكاء الاصطناعي من خلال تبنّي وتوطين التقنيات والتشريعات المتعلقة به، ولتعزيز إنتاجية القطاعات الاقتصادية والتنموية وزيادة عدد شركات التقنية الناشئة المتخصصة في تطوير الحلول المحلية في هذا المجال؛ أقرَّ مجلس الوزراء البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة، وتنفيذ مشاريعه ومبادراته.

‎وفي ضوء ما أشارت إليه التقارير حول ارتفاع عدد زوّار خريف ظفار إلى مليون زائر حتى نهاية أغسطس الماضي، أشاد جلالتُه – أيّده الله – بالجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية لتنفيذ العديد من المشاريع التنموية والفعاليات والبرامج الموجهة لاستقطاب السياح إلى محافظة ظفار، الأمر الذي ساعد في إنجاح موسم الخريف لهذا العام، مشيرًا جلالتُه إلى أهمية استمرار دراسة تطلعات السائح وتطوير الفعاليات والخدمات المقدمة بما يضمن زيادة أعدادهم خلال المواسم القادمة.

‎وبعد أن أشاد – أبقاه الله – بأداء المؤسسات الحكومية وجهودها لمعالجة الملفات التي تشكل أولويات وطنية لتحسين الخدمات التي تقدمها؛ أكد، أعزه الله، أهمية تطوير آليات قياس مستوى الرضا لدى المستفيدين من الخدمات الحكومية والجوانب المتصلة بتبسيط الإجراءات، بما يسهم في تجويد الخدمات المقدمة وتحسين انطباعات المستفيدين من تلك الخدمات.. موجها جلالته مجلس الوزراء والجهات المعنية بتدشين منصة إلكترونية مخصصة لتلقي الشكاوى والمقترحات في المؤسسات الحكومية خلال العام القادم.

‎وفي ظل صلابة اللّحمة المجتمعية والانسجام والتآلف الذي عُرف به المجتمع العُماني طوال التاريخ، واستناداً على القيم العُمانية العريقة التي ترفض كافة أشكال التشدد والتعصب والتحزب، فقد أكد مجلس الوزراء على أهمية تحصين المجتمع من مختلف الجوانب، وتعزيز دور الأسرة لتقوم بتنشئة أبنائها على المبادئ السمحة واجتناب الأفكار الضالة والتأثر بها، مشيداً جلالته، في هذا السياق، بجهود منتسبي مختلف الأجهزة العسكرية والأمنية، وكفاءتهم في التعاطي مع الحوادث التي تحاول المساس بالأمن، موجّها، أبقاه الله، كافة أجهزة الدولة بأن تكون يقظة لمتابعة هذه الظواهر والتصدّي لها أولا بأول.

‎وفي إطار استعراض القضايا الإقليمية والدولية، تطرق جلالتُه، أعزه الله، إلى العلاقات الثنائية مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة، مؤكدًا حرص سلطنة عُمان وسعيها المتواصل للتعاون مع كافة الدول بما يعود بالخير والنفع على الجميع.

‎وفي ختام الاجتماع، تفضّل جلالةُ السُّلطان المعظم، حفظه الله ورعاه، بالتطرق إلى عدد من الجوانب التي تهمُّ الوطن والمواطنين، وأسدى توجيهاته بمواصلة كافة مؤسسات الدولة تجويد الأعمال المنوطة بها وتهيئة الظروف الملائمة للارتقاء بمستوى الأداء على كافة الأصعدة.. راجيا جلالته للجميع دوام السداد والتوفيق لما فيه الخير والنماء لهذا الوطن العزيز وأبنائه الأوفياء.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*