مسقط – العُمانية|
يفتح بيت الزبير أبوابه ليُقدم للجمهور تجربة ثقافية ثرية، لاكتشاف كنوز التراث العُماني الأصيل، وثقافته العريقة؛ فهو مُتحف غني بالتاريخ يقع في قلب مدينة مسقط القديمة، ويعرض مجموعة واسعة من المقتنيات الأثرية التي تُجسد مختلف جوانب الحياة في عُمان عبر العصور.
شهد بيت الزبير خلال العام الماضي 2023 إقبالاً كبيرا إذ زاره أكثر من 67 ألف شخص من مختلف الأعمار، ليُصبح شاهداً على اهتمام العُمانيين والمقيمين والسياح على حدٍ سواء، بتراثهم العريق، ورغبتهم في استكشاف ثقافتهم الأصيلة.
يعرض المتحف مجموعة من التحف العمانية القديمة منها الصناعات الحرفية التقليدية مثل: صياغة الخناجر والحلي والأواني المنزلية، كما يعرض مجموعة نادرة وثمينة ومتنوعة من الأسلحة القديمة وعددًا من الأدوات الموسيقية التقليدية.
كما يضم أكثر من ستة آلاف قطعة أثرية نادرة موزعة على خمسة مبانٍ رئيسة هي: “بيت الباغ” ، و”بيت العود” و”بيت الدلاليل” ، و” بيت نهضة ” ، وجاليري سارة.
يعد بيت الباغ هو المبنى الأساسي للمتحف، حيث تم إنشاؤه في عام 1914م ليكون مسكنا للزبير بن علي الذي عمل مع ثلاثة سلاطين وزيرا ومستشارا، ولا يزال هذا البيت يحتفظ بملامحه الأساسية وعناصره التقليدية، ليُجسد نموذجا فريدا للعمارة العمانية الأصيلة.
ويوجد في المبنى الرئيس (بيت الباغ) معلومات عن السلالة البوسعيدية مع صورهم ونماذج مصغرة من القلاع العُمانية، كما يضم ست صالات عرض في الطابق الأرضي تُعرض فيها نماذج من: الخناجر العمانية والأزياء الرجالية، والأزياء التقليدية النسائية والمجوهرات، والسيوف والأسلحة النارية، والأدوات المنزلية، ومستلزمات العرس العماني، والآلات الموسيقية التقليدية. ويضم الطابق الأول خمس صالات عرض تعرض مجموعة من الطوابع للمرحوم محمد الجمالي، والعملات القديمة، والمخطوطات، والوثائق التاريخية التي تعود إلى القرن السادس عشر، إضافةً إلى مكتبة متخصصة للبحوث، كما توجد حديقة خارج المبنى تحتوي على بيت تقليدي من جريد النخيل، وفلج ذي نظام تقليدي قديم، ونموذج لسوق عماني، ونماذج لقوارب وقرى عمانية مصغرة، وتتميز الحديقة بنباتات وزهور عُمانية من أهمها شجرة اللبان، والنخيل، وأشجار الليمون.
أما “بيت النهضة” فهو مبنى ذو أربعة طوابق، سُمِّي بهذا الاسم تيمنًا بالنهضة المباركة ويضم هذا المبنى قاعات عرض تُتيح للزائر الاستمتاع بمشاهدة لوحات فنية لفنانين عُمانيين وعالميين، تُجسد مختلف الأفكار والمفاهيم الفنية.
فيما يُعيد “بيت العود” ذو الطوابق الثلاثة، الزائر إلى عبق الماضي، حيث كان سكنا لعائلة الشيخ الزبير بن علي في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. ويضم هذا البيت قاعات عرض تُظهر خرائط أوروبية قديمة لشبه الجزيرة العربية، ونماذج من الأثاث القديم، ورسومات لشبه الجزيرة العربية وشرق أفريقيا، وصورًا قديمة لمسقط، إلى جانب كاميرات قديمة وصور للعائلة المالكة وعائلة الزبير.
أما “بيت الدلاليل” فيتيح للزائر فرصة العودة بالزمن إلى الوراء، ليتخيل الحياة التي عاشها العُمانيون قبل أكثر من مائة عام، ويضم هذا البيت مجلسًا وغرفة نوم ومخزنًا للتمر ومكانًا للفنون ومقهى هادئًا، مُحاطًا بالكتب المفيدة وعبق التاريخ.
أما “جاليري سارة” فيعرض الفن العماني والعالمي المعاصر، وافتُتِح في 2013 ، وتُقام فيه ورش عمل وندوات لدعم المشهد الفني المتنامي بسلطنة عمان، وقد تحولت بسرعة إلى إحدى صالات العرض البارزة في مدينة مسقط، حبث تلعب دوراً مهمًّا في إثراء الساحة الفنية العمانية عبر استضافة فنانين عالميين وإتاحة الفرصة للفنانين المحليين للاحتكاك بهم وتبادل الخبرات والمعارف.
ويضم المتحف محل هدايا مستقلًّا بجوار بيت العود ويعرض مجموعة كاملة من الهدايا التذكارية المتعلقة بالمتحف ويتوفر فيه كتب تاريخية عن سلطنة عمان بعدة لغات، ومجوهرات وملابس لمصممين عُمانيين، وقد تم تصميم هذا المحل ليُمثل العمارة العمانية التقليدية .
يقول عمر بن محمد المعمري مدير متحف بيت الزبير: إن مباني المتحف تستضيف على مدار العام طيفًا واسعًا من المعارض والفعاليات الموسيقية والمؤتمرات والندوات في قاعاتها وتوفر مساحات رحبة للشباب العُمانيين الموهوبين للاندماج والاستفادة من تجارب الآخرين عبر حوارات وندوات تخصصية ومعارض فنية متنوعة، كما يمنحهم فرص للالتقاء بالكتّاب والأدباء من مختلف دول العالم.
وأشار إلى أن أبرز فعاليات مؤسسة بيت الزبير تتمثل في: مهرجان بيت الزبير للموسيقى الصوفية، ملتقيات الشباب ، مسابقة بيت الزبير للمبادرات القرائية المدرسية، وأيام بيت الزبير الثقافية والفنية وملتقى بيت الزبير للفنون وأيام بيت الزبير للسرد وأيام بيت الزبير للفلسفة .