مسقط – وجهات|
لإبْرَاز ثراءِ الحضارة الإسلاميَّة الهنديَّة وعَرضِ جماليَّاتها، دَشَّنَ المتحف الوطني بالتَّعاون مع دار الآثار الإسلاميَّة بدولة الكويت الشقيقة اليوم الخميس 30 مايو 2024، معرضا بعنوان ” زينة: بَهاء سلاطين الهند ” تحت رعاية صاحبة السمو السيدة/ ميان بنت شهاب آل سعيد، رئيسة مجلس الإدارة للجمعية العُمانيَّة للتصميم، وبحضور سعادة الشيخ/ عبدالله ناصر صباح الأحمد الجابر الصباح، ممثل مُلاك مجموعة صباح الأثرية، والشيخة/ شيخة بنت عبدالله الخليفة الصباح، تتصدر أصدقاء دار الآثار الإسلامية، وسعادة الدكتور سفير دولة الكويت لدى سلطنة عُمان بدولة الكويت، وسعادة الدكتور سفير سلطنة عُمان لدى دولة الكويت، والمهندس/ بدر أحمد البعيجان، رئيس اللجنة التَّأسِيسيَّة لأصدقاء دار الآثار الإسلاميَّة، وعدد من أصحاب الأسرة الحاكمة الكويتية، وأعضاء وفد دار الآثار الإسلامية بدولة الكويت، والمهتمين بالشأن الثقافي والمتحفي.
يَضُمُّ المعرض أكثر من (130) قطعة فنية فريدة ومُمَيَّزة من مجموعة مقتنيات المرحوم الشيخ ناصر صبـاح الأحمـد الصبـاح، والشيخة حصة صباح السالم الصباح من دولة الكويت الشقيقة، وتَتَمثَّل في الأحجار الكريمة المنحوتة، والأسلحة، والمجوهرات الفاخرة التي تَمَّ تَشْكِيلها وجَمْعِها في الفترة ما بين منتصف السبعينيات وحتى الوقت الحاضر، وتُعَدُّ من أكبر المجموعات تَمَيُزًا للفن القديم والإسلاميّ في العالم، وشاهدة على الرُقي والبذخ الأسطوريّ لحياة وأنشطة الأمراء ومكانتهم، إلى جانب إظهارها للحِرفيّة الفنيّة لصائغي المجوهرات الهنود الذين أنجزوا هذه المقتنيات بأنواعها في الفترة ما بين القرنين السادس عشر والثامن عشر. يَستمر المعرض لعمومِ الزوار حتى (12 سبتمبر 2024م).
تُمثِّل زيارة المعرض فرصة للاطلاع على أبرز المقتنيات التي تَمَيَّزتْ بها البلاطات الملكية الهندية عَبرَ التاريخ، وتُبَيِّن التطورات والتقنيات الفنية المبتكرة التي تَفَرَّدت بها الفنون والحِرف الهنديَّة على مر العصور.
وقال سعادة / جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني في كلمتهِ خلال حفل التَّدْشين: نُعربُ عن عميق تقديرنا لدار الآثار الإسلاميَّة بدولة الكويت الشقيقة المُتَمَثِّلة في شخصِ الشيخة حصة بنت صباح السالم الصباح الموَقَّرة، المشرف العام على دار الآثار الإسلامية ولما بَذَلتهُ من جهودٍ جَبَّارة و وَثَّابة للحفاظ على التراث الإسلامي الفريد ونشره استكمالًا لمسيرة المغفور له بإذن الله الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح عَبْرَ مجموعة المقتنيات النادرة والاستثنائية من مقتنيات الفن الإسلامي الفريد وهي من أروع وأكبر مجموعات الفَنِّ الإسلاميّ الرائد على مستوى العالم.
وأضاف: تعزيزا لقِيمِ التَّواصل الحضاريّ والثقافيّ بين البلدين الشَّقيقين سلطنة عُمان ودولة الكويت، بُذلت الجهود وسُخِّرت الإمكانات من قِبل الجانبين الثقافيين وتَبَلورَ هذا الجهد كما نرى عيانًا بافتتاح المتحف الوطني أول معرض فني إسلامي من نوعهِ في سلطنة عُمان، بالتعاون مع دار الآثار الإسلاميَّة بدولة الكويت وهي دار فنية عريقة تعنى بالتَّرويج للفنون الإسلاميَّة النادرة.
من جانبه، قال المهندس /بدر أحمد البعيجان، رئيس اللجنة التأسيسية لأصدقاء دار الآثار الإسلامية بدولة الكويت: في هذا المقام نَستَحضرُ ذكرى الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح، صاحب الرؤية الثاقبة الذي استطاعَ بحسهِ التنموي و الفني أنْ يُقَّدِم للكويت الكثير في هذين المجالين فجاءت مجموعة الصباح الآثاريَّة كجزءٍ من تلك الرؤية، فهي تُعْتَبر إحدى أهمِّ المجموعات الفنية في العالم حيث تَمَكَّنَ الشيخ ناصر خلال عقودٍ قليلة من احتضانِ مُنتجاتِ الحضارة الإنسانية من فتراتٍ تاريخية موغلةٍ بالعمق مِن الألفية الثالثة قَبلَ الميلاد ومدة بزوغ فجر الإسلام إلى القرن التاسع عشر الميلادي.
وأضاف: “هذا المعرض الذي يَجمَعُنا اليوم هو نتاج رحلةٍ استغرقت عقودًا من البحث و الدراسة في مصوغات و حُليّ و مجوهراتٍ تُجَسِد مهاراتٍ و اتقانٍ وجَوْدَة ابتكارٍ قدَّمَها صاغة و فنَّانو الهند للعالم.
وتَتَمَيَّزُ المجموعة المشاركة في المعرض بحَجَرٍ كريم يَحْمِلُ أقدم وأكبر نقش باسم الحاكم التيموري “أولوغ بيك”، حفيد أمير تيمور “تيمورلنك”، وتَمَّ نقشه قَبْلَ وفاته في عام (1449م)، وقلادة من حَجَرِ اليَشم باسم الإمبراطور المغولي “شاه جهان” تَعودُ إلى الفترة (1637 و1638م)، وكذلك خاتم رماية باسم الإمبراطور خلال الفترة (1651 -1652م).
ويَشملُ المعرض أيضًا مجموعة مُتَعدِّدة من الخناجر والسَّكاكين والسيوف مُرصَّعةً بالجواهر الثمينة كالألماس والأحجار الكريمة تَعْكِسُ بَهاء الحضارة الإسلاميَّة الهندية وتَقَدُّم صناعة السيوف والخناجر في تلك الفترة.
كما يَضُمُّ المعرض خاتم رماية تَمَيَّزَ بنقشِ البَسملَة وأسماء الله الحسنى، ودرع مُرَصَّع بالجواهر، وقِبَاب وحُليَّات مُزخرَّفَة للدِرع، بالإضافة إلى صولجان احتفالي، ومقبض عَصَا مُرصَّع بالجواهر، ومجموعة من الآنية المنزلية المُزَيَنة منحوتة فنيًا كَما تَمَيَّزت الزينة النسائية في المجموعة بالأشكال والتَصَاميم الفريدة مُرَصَّعة بالألماس والأحجار الكريمة ذات الألوان الزاهِية، إلى جانب العديدِ من المقتنيات التي تَعكِسُ التَّنَاغم بين الفنون وحياة القصور في شِبهِ القارة الهندية.
جديرُ بالذِّكرِ، أنَّ دار الآثار الإسلاميَّة هي مؤسسة ثقافية كويتية تَأسَّست في (23 فبراير 1983م)، وتَضُمُّ مجموعة فنية كويتية خاصة، يَمْتلِكُها الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح وزوجته الشيخة حصة صباح السالم الصباح المشرف العام على دار الآثار الإسلاميَّة.
تَأسَّست الدار بغرض عَرضِ وإدارة مجموعة الصباح، وهي مجموعة مِن الفَنِّ الإسلاميّ، تَمَّتْ إعارتها بصفةٍ دائمة إلى دولة الكويت، تحت رعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. تَحتفظُ المجموعة بكلِّ سِمَاتِ الفَنِّ الإسلاميّ، وتَضُمُّ ما يَربو على (30.000) تحفة تنتمي إلى عالم يَمتَدُّ من الصين حتى بلاد الأندلس، وتُؤَرَّخ في فتراتٍ زمنيةٍ تَتَراوح بين القرن الأول والثالث عشر الهجري السابع والتاسع عشر الميلادي. لدار الآثار الإسلامية مكتبة متخصصة تحتوي على كتبٍ نادرةٍ تَعودُ إلى القرن التاسع عشر ميلادي، كما تعمل على إصدار الكتب التي تَنشرُ الدراسات المُتَعلِّقة بالفَنِّ والحضارة الإسلاميَّة.