4 أبطال جدد يرسمون ملامح مستقبل الشراع الأولمبي للسلطنة

مسقط – وجهات | اختتمت عُمان للإبحار النسخة الثالثة والأبرز من بطولة عُمان للإبحار الشراعي التي أقيمت الأسبوع الفائت خلال الفترة من 14 وحتى 18 أغسطس في ولاية صور، وأثمرت هذه البطولة عن سطوع نجم أربعة أبطال شباب سيكون لهم شأن كبير في مسيرة السلطنة في رياضة الإبحار الشراعي محليًا ودوليًا.

شارك في البطولة حوالي 65 شابًا وشابة تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 17 سنة من مختلف مدارس الإبحار الشراعي في السلطنة، وخاضوا خمسة أيام من السباقات الحافلة بالتحديات في ظل ظروف جوية متقلبة اختبرت لديهم مهارات كثيرة مثل التحكم في القارب، والتأقلم مع الظروف، وانتهاز الفرص، والصبر، وغيرها من المهارات الضرورية للتميز في منافسات الإبحار الشراعي، وبلغ مجموع السباقات التي خاضوها حوالي 39 سباقًا في أربع فئات هي الأوبتمست، والليزر 4.7 والألواح الشراعية تيكنو 293 (شراع 6.8 وشراع 7.8).

وبعد السباقات أقيم حفل تتويج للأبطال الفائزين تحت رعاية الشيخ سعيد بن محمد السناني، عضو مجلس الشورى ممثل ولاية صور، وبحضور عدد من المسؤولين وممثلي الجهات الراعية من بينهم يفيد جراهام الرئيس التنفيذي لعُمان للإبحار، وهيثم الخروصي، نائب الرئيس التنفيذي لوحدة مشتركي التجزئة بالشركة العُمانية للاتصالات (عُمانتل)، وراجا مراد، الرئيس التنفيذي للعمليات بالشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، كما شهد الحفل حضورًا غفيرًا من البحّارة والمدربين، والإداريين، وأولياء الأمور وممثلي وسائل الإعلام المحلية.
تجدر الإشارة إلى أن الأبطال في الفئات الأربع جميعهم من مدرسة المصنعة، وهو مؤشر على التقدم الذي تحرزه المدرسة في صناعة البحّارة المحترفين، وكان البحّار زكريا الوهابي –الذي كان بطل فئة الأوبتمست في العاميين الماضيين- الأجدر بلقب بطل السلطنة للعام الثالث، ولكن هذه المرة في فئة الليزر 4.7، وخلفه في فئة الأوبتمست البحّار الصاعد المعتصم الفارسي الذي سيطر على المركز الأول في تسعة سباقات من أصل 12 سباقاً، أما فئة الألواح الشراعية تيكنو 293 (شراع 6.8) فقد ظفر بلقبها البحّار عبد الله السرحي الذي لم يتراجع أداؤه عن المراكز الثالث في كل السباقات في هذه الفئة، وفي نفس الفئة (شراع 7.8) جاء عبد المجيد الحضرمي في المركز الأول.
انضم زكريا الوهابي إلى عُمان للإبحار في عام 2013م وأظهر منذ بداياته موهبة فطرية في الإبحار الشراعي، وساعده على صقل هذه الموهبة المنافسات التي خاضها مع أقرانه من مدرسة المصنعة وغيرها من مدراس الإبحار الشراعي المحلية، ولكن منافسه الأصعب في السنوات الماضية كان مروان الجابري من مدرسة بند الروضة، والذي جاء ثانيًا في هذه البطولة بعد زكريا. تجدر الإشارة إلى أن زكريا ومروان يبحران الآن في الليزر 4.7 للإبحار الفردي، ولكنهما يشكلان كذلك ثنائيًا قويًا في فئة الـ29 التي تعد تمهيدًا لفئة الـ49 الأولمبية.
أما المعتصم الفارسي فقد انضم إلى صفوف عمان للإبحار في عام 2014م وصعد بسرعة ملحوظة في برنامج مسار الأداء، وشارك في العديد من البطولات وأحرز بعض الميداليات الذهبية لعل أبرزها حصوله على المركز الأول في سباقات تحديد المستوى المحلية في شهري مايو ويوليو، وكان ضمن المجموعة البرونزية خلال مشاركته في بطولة العالم للأوبتمست في بولندا الشهر الماضي.
وكانت منافسات الاشبال في فئة الأوبتمست تحت عمر 12 سنة الأكثر إثارة للمتابعين خلال الأسبوع، وانتهت بفوز الشبل أبلج بن علي الدغيشي باللقب متغلبًا على منافسيه السبعة الذين كانوا رغم صغر سنهم خصومًا أشداء لمن هم أكبر منهم.
وبعد السباقات عبّر ديفيد جراهام، الرئيس التنفيذي لعمان للإبحار عن سروره بمجريات البطولة ونتائجها، وقدم تهنئته للأشبال الفائزين وقال: “نبارك لأبطال السلطنة في نسخة العام 2016م من بطولة عُمان للإبحار الشراعي، وقد استحقوا اللقب بجدارتهم وتفانيهم، وأصبحوا الآن مثالًا يحتذي به أقرانهم ويتطلعون إلى التغلب عليه، وفي الوقت ذاته زادت مسؤوليتهم وأصبح لديهم مستقبل كبير سيتطلب منهم العمل بجهد أكبر، وهذا الأمر برمته سيعمل على رفع معايير الرياضة في السلطنة بشكل عام”.

من ناحية أخرى، كرمت عُمان للإبحار ثمانية من البحّارة الذي أشرفوا على إدارة السباقات ووضع العلامات ومراقبة خطوط الإبحار، وقد استحقوا هذا التكريم لارتقاء أدائهم إلى مستوى أعلى في إدارة السباقات، وهؤلاء الثمانية هم: نواف الغداني، وخلود العريمية، وأحمد الحسني، وفيصل القطيطي، وغالب المعمري، ومحمد المجيني، وإبراهيم الفضيلي، وأخيراً حسين العويسي، أصغر عضو في لجنة إدارة السباقات، حيث أنه واحد من بحارة الأوبتمست ولكنه لم يتمكن من إكمال السباق لظروف الإصابة، فوجد في ذلك فرصة لتعلم مهارات جديد ومراقبة أقرانه أثناء السباقات.

وعلى الرغم أن البحّارة من مدرسة المصنعة قد استحوذوا على ألقاب الفئات الثلاث، إلا أن مدرسة الموج مسقط بفضل الأداء الثابت لبحّاريها استطاعت الظفر بلقب المدارس، وجاءت بعدها مدرسة المصنعة، وتجدر الإشارة هنا إلى أن مدرسة صور بالرغم من حداثة تجربتها مقارنة بالمدارس الثلاث الأخرى فقد حصل أحد بحاريها وهو محمد جمعة العلوي على المركز الثالث في فئة الأوبتمست. كما برزت مدرسة صور واستحقت إشادة الحاضرين على احتضانها للبحّارة الـ65 وضيافتها لهم مع المدربين والإداريين وأولياء الأمور الذين حضروا لمؤازرة أبناءهم.
ومن جهة أخرى أعرب راجا مراد من العُمانية للغاز الطبيعي المسال: “نبارك لكل الأبطال الذين فازو بلقب هذه البطولة، ولنبارك كذلك لأسرهم وأصدقائهم الذين حضروا إلى صور للمؤازرة والتشجيع. استمتعنا برؤية هؤلاء الأشبال وهم يتنافسون ونتطلع إلى رؤية ما يحققونه خلال الفترات المقبلة”.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*