فينيسيا تحظر تجمعات السياح الكبيرة والتوقف في الشوارع الضيقة والجسور

فينيسيا – وكالات |

قرر مجلس مدينة فينيسيا يوم السبت، حظر تجمعات السياح التي تزيد على 25 شخصا مصحوبين بالمرشدين السياحيين، كما ستحظر استخدام مكبرات الصوت في هذه الجولات. كما تحظر القواعد التوقف في الشوارع الضيقة والجسور وأماكن المرور. ومن المقرر أن تدخل الإجراءات الجديدة حيز التنفيذ في الأول من يونيو.
وتأتي القرارات، التي اتخذها المجلس في آخر اجتماع في العام الماضي، ضمن جهوده للحد من السياحة الجماعية وآثارها السلبية في المدينة الواقعة في شمال إيطاليا. وتطبق القواعد على وسط المدينة وجزر مورانو وبورانو وتورتشيلو. 

وذكر المجلس في بيان صحافي السبت أنه “تم اتخاذ القرارات لحماية السكان من الضوضاء والإزعاج”.
وتسبب السياحة الجماعية مشكلات لفينيسيا، وهي أحد أشهر المقاصد السياحية في العالم، على مدى ردح من الزمن. ويقل عدد السكان الدائمين في وسط المدينة التاريخي الذي يضم ساحة سان ماركو وجسر ريالتو والقنوات العديدة عن 50 ألفا.
يأتي ذلك في وقت حددت فيه بلدية البندقية الأيام الـ29 من عام 2024 التي ستفرض فيها ضريبتها الجديدة البالغة خمسة يوروهات على السياح الذين يأتون يوما واحدا إلى المدينة الإيطالية التي تعاني مساوئ موجات السياحة الجماعية.

ويبدأ تطبيق هذا الإجراء في الفترة التي تشهد ذروة الحركة السياحية وتمتد من 25 أبريل إلى 5 مايو، ثم تفرض الضريبة خلال عطلات نهاية الأسبوع في مايو “11 و12 و18 و19 و25 و26 منه” وفي يونيو “8 و9 و15 و16 و22 و23 و29 و30 منه”، إضافة إلى عطلتي نهاية أسبوع في يوليو “6 و7 و13 و14 منه”.

وينحصر المستهدفون بهذه الضريبة التي أرجئ تطبيقها أكثر من مرة في السياح الذين يدخلون المدينة القديمة بين الثامنة والنصف صباحا والرابعة من بعد الظهر بالتوقيت المحلي، على ما أوضحت البلدية في بيان خلال أواخر نوفمبر الماضي.
ونقل البيان عن لويجي برونيارو رئيس البلدية قوله “إنها ليست ثورة، بل هي الخطوة الأولى في نظام ينظم وصول الزوار الذين يأتون نهارا ليوم واحد”. 

وأوضح أنها “تجربة تهدف إلى تحسين نوعية الحياة في المدينة، لمن يعيشون ويعملون فيها”.
وأقر برونيارو بأن “هوامش الخطأ كبيرة”، لكنه أكد استعداد البلدية “لإدخال كل التعديلات اللازمة لتحسين الإجراء”، مذكرا بأن “البندقية هي المدينة الأولى في العالم التي تطبق هذا النظام الذي قد يصلح مثالا يمكن أن تعتمده مدن أخرى هشة وحساسة، ينبغي توفير الحماية لها”.

ويكمن الهدف الرئيس من هذا الإجراء، الذي أعلنته البلدية في سبتمبر، في ثني الزائرين الوافدين ليوم واحد عن الإسهام في ازدحام المدينة المشهورة في كل أنحاء العالم بأعمالها الفنية وجسورها وقنواتها.
وأفلتت البندقية بصعوبة في منتصف سبتمبر من إدراجها ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي المهدد بالخطر، مع أن خبراء المنظمة أوصوا في نهاية يوليو بتصنيفها كذلك، عادين إيطاليا اتخذت حتى الآن إجراءات “غير كافية” لمكافحة تدهور الموقع.
يشار إلى أن وزارة السياحة الإيطالية أعلنت أن إيطاليا هي الوجهة السياحية الثانية عالميا “بعد اليونان” لعام 2023، حيث تم حجز 39 في المائة من مرافق الإقامة، على منصات الإنترنت، لتتقدم على فرنسا وإسبانيا، اللتين سجلتا ارتفاعا في الحجوزات بنسبة 14 و2 في المائة على التوالي.

وكانت الوجهات الأكثر شعبية في إيطاليا خلال الصيف المنتجعات الساحلية، حيث استحوذت على 43 في المائة من الحجوزات، كما توفر بدائل أرخص بنسبة 31 في المائة، مقارنة بمتوسط أسعار البلدان المنافسة، مثل اليونان وإسبانيا وفرنسا.
ومن بين مئات الشواطئ ذات الراية الزرقاء، احتلت بوليا المرتبة الأولى، بوصفها الأكثر رواجا في “جوجل”، بينما كان الاهتمام بليجوريا كبيرا أيضا، حيث ارتفعت عمليات البحث عنها بنسبة 100 في المائة مقارنة بالعام السابق، ولوحظ الاتجاه نفسه في بعض المدن، مثل سردينيا وجينوزا وأجلينتو.

وقالت دانييلا سانتانشين وزيرة السياحة “إن السياحة عام 2023 تعرضت لتحديات وكوارث بيئية، مثل فيضانات مايو وحرائق الغابات أواخر يوليو وأوائل أغسطس، ما أثر في معدلات الحجز”.
ومع ذلك، أشارت الوزيرة إلى حدوث تغير في سوق السياحة من حيث ارتفاع الإنفاق، مشيرة إلى أن السياح الأمريكيين هم الأكثر إنفاقا في إيطاليا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*