صيانة وتأهيل 25 عين ماء في محافظة ظفار لتنمية الموارد المائية وضمان استدامتها

صلالة – العُمانية|

 تُنفّذُ المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظةِ ظفار ممثلةً بدائرةِ مواردِ المياهِ أعمال صيانة وتأهيل 25 عين ماء في بعضِ ولايات المحافظة، بهدفِ الحِفاظِ عليها واستدامتها وصون مواردها الطبيعية.

وتحرصُ المديرية على تنميةِ العيونِ المائيّة في محافظةِ ظفار وصون مواردها الطبيعية لغرضِ الاستفادةِ منها والتأكد من حُسنِ استغلالها، عبرَ تطوير وصيانة مرافقها واستخدام مياهها لتكونَ مناطق ارتياد لأفرادِ المجتمعِ.

وقال المهندس علي بن بخيت بيت سعيد مدير دائرة موارد المياه بالمديرية لوكالة الأنباء العُمانية إنَّ الوزارة تنفّذ أعمال صيانة وتأهيل 25 عين ماء في مختلف ولايات محافظة ظفار منها 11 عينًا في صلالة و5 عيونٍ في طاقة، إلى جانب 4 عيونٍ في رخيوت، و3 عيونٍ في مرباط، وعينٌ واحدةٌ في كلٍّ من ولايتي ثمريت وضلكوت، ومن المتوقعِ الانتهاء منها في النصفِ الأول من عامِ 2024.

ووضّح بأنّ أعمال التأهيل والصيانة تتضمن بناء خزانات لتجميعِ مياهِ العيون للاستخدامات المختلفة، وإنشاء سياج حول بعض الأحواض المائية، وبناء الحمايات اللّازمة لصون هذه الموارد من خطرِ الفيضاناتِ، نظرًا لوقوعِ مُعظمِ العيونِ المائيّة بالقربِ من مجاري الأودية، فضلًا عن إنشاءِ أحواضٍ مخصّصة لسقيِ المواشي، ما يُسهم في تنميةِ الثروةِ الحيوانيةِ والزراعية في المناطقِ القريبةِ من تلكَ العيون.

ولفتَ إلى أنّ بيانات المُراقبة المائية في عامِ 2023م سجّلت انخفاضًا في كميةِ المياهِ المتدفقةِ للعيونِ المائيّة الرئيسة في محافظةِ ظفار (جرزيز، رزات، حمران، طبرق)، لتبلغ حوالي 10ملايين مترٍ مكعبٍ، مُقارنةً مع عام 2022م البالغ نحو 12 مليونَ مترٍ مكعبٍ، فيما سجّل عام 2010م أدنى كمية للمياهِ المتدفقةِ البالغةِ 4.4 مليونَ مترٍ مكعبٍ.

وأشار مُدير دائرة موارد المياه بالمديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة ظفار، إلى أنّ مياه العيون في المحافظةِ جيّدة وصالحة للشربِ من منابعِها الطبيعيةِ وتستغل لسقيِ المواشي، ورافدًا مُهمًّا لاستدامة الحياة الفطرية في المحافظةِ، لافتًا إلى استغلالِ هذهِ العيون قديمًا مثل: عين ماء حمران، وعين ماء رزات، في ريّ الأراضي الزراعيةِ المحيطةِ بها؛ لإنتاجِ المحاصيلِ الزراعيةِ كالحبوبِ والبقولياتِ، وجوزِ الهند، والبطاطا الحلوة، وأعلاف الحيوانات.

وتقومُ المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة ظفار بجمعِ البياناتِ المائيّةِ من محطاتِ الرصدِ الهيدرومتريةِ؛ لإيجادِ قاعدةِ بياناتٍ مائيّةٍ عِلمية قادرة على تحديدِ التغيّراتِ المهمةِ التي تحدثُ في مياهِ تلكَ العيون، إذ يُقاسُ تدفّق وملوحة ودرجة حرارة العيون المائيّة الرئيسة في المحافظة دوريًّا لمعرفةِ كميةِ وجودةِ مياهها.

وتُعد أمطار موسم خريف ظفار الذي يَبدأ فلكيًّا من 21 يونيو إلى 21 سبتمبر المُغذّي الرئيس للخزاناتِ الجوفيةِ التي تنبع مِنها مُعظم العيون المائيّة دائمةَ الجريان في المحافظةِ، في حينٍ أنّ بعض هذه العيون موسمية تتدفّق ينابيعها وشلالاتها خِلال موسم الخريف المُمطر.

كما تحتوي هذهِ العيون المائيّة على فوائدٍ عديدةٍ كونَها تُعد من المزاراتِ السياحيةِ المهمةِ في محافظةِ ظفار -خصوصًا خِلال موسم الخريف- وملاذًا آمنًا للحياةِ الفطريةِ والطيورِ المهاجرةِ التي تستقطبُ هواةَ التصوير من مختلفِ دولِ العالمِ، ومقصدًا لهواةِ رياضةِ المشيِ في الطبيعةِ “الهايكنج”.

يُذكر أنّ مُحافظة ظفار تزخرُ بوفرةِ العيونِ المائيّةِ البالغِ عددُها نحوَ 360 عين ماء دائمةً وموسميةَ الجريان، يتركّزُ مُعظمها في المناطقِ الجبليةِ، والأوديةِ، وحوافِّ الجبال المُتاخمة للسّهلِ الساحلي، إضافةً إلى بعضِ العيونِ بمنطقةِ النّجدِ في باديةِ ظفار.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*