المتحف الوطني يدشن كتاب “أمثال وأقوال مأثورة شائعة في عُمان وروسيا”

سان بطرسبرغ “روسيا” – وجهات| 

 دشن المتحف الوطني بالتعاون مع سفارة روسيا الاتحادية في سلطنة عُمان، يوم الخميس الماضي، كتابا بعنون ” أمثال وأقوال مأثورة شائعة في عُمان وروسيا” للمؤلف سيرغي رومانوف في جامعة سانت بطرسبورغ الحكومية، يتكون من قُرابة (77صفحة) باللغتين العربية والروسية، وذلك على هامش تدشين “قاعة عُمان” بمتحف الإرميتاج الحكومي.

 حضر حفل تدشين الكتاب صاحبة السمو السيدة الدكتورة/ منى بنت فهد آل سعيد، مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي، نائبة رئيس مجلس أمناء المتحف الوطني، وجمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني، وحمود بن سالم آل تويه، سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى روسيا الاتحادية، والبروفيسور الدكتور/ ميخائيل بيتروفسكي، مدير عام متحف الإرميتاج الحكومي وعضو مجلس أمناء المتحف الوطني، وعدد من المسؤولين والمهتمين في المجال الثقافي، ومجموعة من أكاديمي جامعة سانت بطرسبورغ الحكومية في روسيا الاتحادية.

 ويهدف المؤلف من الكتاب إلى تعريف القراء بكنوز الفلسفة الحياتية لدى الشعبين الصديقين، حيث شكلت الأمثال والأقوال المتداولة في سلطنة عُمان أساس هذا الكتاب، في حين يحتوي القسم الثاني من الكتاب أمثالًا من أمثال الشعب الروسي وأقواله.  

وحاول المؤلف إيجاد أقرب مثل من الفولكلور الروسي لكل مثل عُماني. وبطبيعة الحال، فإن العثور على نظير متطابق تطابقًا كاملاً هو هدف بعيد المنال بسبب الاختلاف في التقاليد والممارسات اليومية والاختلافات التاريخية وإلخ. ومع ذلك، فإن هذا النهج يتيح لنا من خلال الأمثال والأقوال الشعبية فرصة لتحديد أوجه التشابه والاختلاف في رؤية العالم لدى كلا الشعبين وتوصياتهما الخاصة بالحياة اليومية ومعاييرهما الأخلاقية على حد سواء. 

 ويشمل كل قسم من الكتاب مجموعة من الأمثال والأقوال المتعلقة بموضوع معين أو مجموعة من الموضوعات ذات الصلة، فيسمح هذا الترتيب للقارئ بتكوين تصور شامل ومفصل عن آراء الشعبين العُماني والروسي حول هذه الملمح المهم أو ذلك من ملامح الطبع البشري والظواهر الحياتية وغير ذلك، فيما تحدد موقع الموضوع في الفهرس استنادا إلى عدد الأمثال العُمانية التي تتناوله. ولابد من الإشارة إلى بعض الأمثال تظهر في عدة أقسام ومرد ذلك ليس بسبب وجود عدة معان لها، بل لأنها تضم في تركيبها كلمات ومفاهيم تعتبر مواضيع أقسام مختلفة، فعلى سبيل المثال يشير المثل العُماني ” إذا (إن) غاب (خسرك) مالك خص به صديقك” إلى موضوعين في آن واحد هما –المال والفقر والثروة” و” الصداقة والعداوة”.

 وقد تحدد ترتيب الموضوعات في هذا الكتاب (من الأكثر إلى الأقل عددا) على أساس الوزن النوعي لتلك الموضوعات في الأمثال والأقوال المدروسة، وعدد الأمثال الإجمالي حول موضوع معين ونسبتها إلى المجموع الكلي هو أيضا مسألة مثيرة للاهتمام ولم يتطرق إليها علم الاستشراق العالمي والروسي بعد، وتحتاج إلى دراسة متعمقة لاحقا. 

 جدير بالذكر أن سيرغي فالنتينوفيتش رومانوف ولد في موسكو عام (1958م)، وتخرج في عام (1980م) من معهد موسكو للعلاقات الدولية التابع لوزارة الخارجية في اتحاد الجمهوريات السوفياتية الاشتراكية (حينئذ)، وفي عام (1995م) تخرج من الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية في الاتحاد الروسي.   

وسيرغي فالنتينوفيتش مستعرب، ومتخصص في شؤون دول منطقة الشرق الأوسط، حيث عمل بوزارة الخارجية في اتحاد الجمهوريات السوفياتية الاشتراكية (حينئذ) وسفارات الاتحاد السوفياتي والاتحاد الروسي في كلا من الجمهورية العربية السورية والجمهورية اللبنانية، وهو مؤلف مجموعتين من الأمثال العربية المحلية والروسية المنشورة في الجمهورية العربية السورية والجمهورية الجزائرية الديموقراطية الشعبية. وفي إطار التعاون الثقافي بين سلطنة عُمان وجامعة سانت بطرسبورغ الحكومية في روسيا الاتحادية من خلال المتحف الوطني، تم في (2022م) تدشين ركنًا مخصصاً للإصدارات العُمانية في الجامعة ممثلا في معهد الدراسات الشرقية، يهدف إلى تمكين الطلبة المستعربين في مجال الدراسات العُمانية، واكسابهم المعارف فيما يتعلق بالجانب الحضاري والفكري لسلطنة عُمان بما يسهم في مد جسور التعارف والتقارب بين البلدين الصديقين، وفي ذات العام بدأت الدراسات العُمانية بكلية الدراسات الشرقية، كما تم تقديم منح دراسية بمعهد السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها لعام (2024م).

 يجري التباحث خلال الزيارة الرسمية على هامش تدشين المعرض الثاني ضمن مبادرة قاعة عُمان للتوقيع على إتفاقية تعاون بين جامعة السلطان قابوس وجامعة سانت بطرسبورغ الحكومية.  

جدير بالذكر أن جامعة سانت بطرسبورغ الحكومية هي جامعة حكومية روسية، تأسست في عام (1724م) بموجب مرسوم قيصري للقيصر بطرس الأكبر، وتعتبر واحدة من أقدم وأكبر الجامعات في روسيا الاتحادية، تتكون من أربع وعشرين كلية متخصصة، وثلاثة عشر معهدًا للبحوث، ومدرسة الأكاديمية الكلاسيكية، وإدارة للتربية البدنية والرياضية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*