حصر وتوثيق 320 حارة في المحافظة بينها 50 حارة تاريخية بحالة انشائية ممتازة
نزوى – وجهات|
نظمت محافظة الداخلية صباح يوم الاثنين ملتقى “في ضيافة المحافظ” في نسخته الثانية، وذلك في حارة العين والسواد بقرية إمطي بولاية إزكي، بحضور الشيخ هلال بن سعيد بن حمدان الحجري محافظ الداخلية، والولاة وأعضاء مجلس الشورى، وعدد من أعضاء المجلس البلدي وعدد من أعيان الولاية، والإدارات المحلية بمحافظة الداخلية، بالإضافة إلى عدد من أبناء المحافظة المهتمين بالقطاع التراثي والسياحي.
ويهدف اللقاء إلى تعزيز إيرادات القطاع السّياحي التراثي (الحارات)، وبحث أسباب عزوف الشركات للاستثمار في الحارات القديمة.
وأشار الشيخ هلال بن سعيد بن حمدان الحجري المحافظ إلى أن رؤية عُمان 2024 واستراتيجية التنمية العمرانية تسعى إلى تحقيق التنمية المتوازنة بين المناطق الريفية والحضرية، ومواكبة متطلبات التنمية الاقتصادية مع الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي، واغتنام الفرص المتاحة لتعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية كأحد أولويات رؤية عمان2040.
كما أكد محافظ الداخلية إلى أن المحافظة تزخر بالعديد من الحارات العمانية القديمة التي تروي بين حيطانها قصص كفاح أبناء هذه الحارات وإلى أهمية معرفة الأسباب التي تحد من إقبال المستثمرين لهذه الحارات بالرغم من قيمتها الاستثمارية والسياحية، بالإضافة إلى أهمية زرع الوعي والتثقيف بأهمية القرى التراثية.
واستعرض المختصون بوزراة التراث والسياحة الجهود التي تبذلها الوزارة في الحفاظ على الحارات القديمة، متمثلة في حصر وتوثيق الحارات القديمة وإعداد سجل خاص لها متضمنا الأهمية التاريخية والحضارية والاجتماعية والحالة المعمارية للحارات. اضافة إلى وضع خطة تشغيلية تجارية للحارات القديمة.
كما تم التأكيد على أن وزارة التراث والسياحة دشنت حتى الآن 16 دارسة توثيقية للحارات التاريخية، تحتوي على خطة إدارة التراث والسياحة من خلال تقييم البنى الأساسية للحارات مثل الخدمات والزراعة والري، كما تتضمن على المخاطر الإنشائية وحالة الحفظ والصون ويتضمن التوثيق أيضا على خطة تأهيل وتطوير وتشغيل الحارات.
جدير بالذكر أن الوزارة قامت حتى الآن بحصر وتوثيق 320 حارة في محافظة الداخلية بينها 50 حارة تاريخية بحالة انشائية ممتازة.
وشهد الملتقى تفاعلاً كبيراً من أبناء المحافظة، ومناقشة المواضيع المختلفة المتعلقة بالحارات والقرى القديمة وتبادل الاقتراحات والأفكار والتجارب الناجحة من خلال المشاركة من مختلف الجهات الحكومية والأهلية، وأيضا دعوة الجهات المختصة من أجل المساهمة في الحفاظ على الحارات والقرى التراثية القديمة والاستمرار في توثيق الحارات وتكثيف حملات التوعية بأهمية الحارات القديمة لتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في هذه الحارات لما تمثله من إرث تراثي وحضاري وسياحي مستدام لجذب السياح سواء من الداخل أو الخارج.
واطلع المسؤولون على أبرز التحديات التي تواجه أبناء المحافظة والتي تحد من النمو السياحي والاستثماري المنشود.
واختتم الملتقى بمناقشة جملة من التوصيات التي يعول عليها بأن تسهم في وضع الخطط التنموية المستقبلية المختلفة وتعزيز الخدمات في الحارات القدمية في المحافظة لتكون موقع جذب سياحي بارزا محليا وإقليميا، كما أوصى بضرورة الاستمرار في الرؤية الاستثمارية للقطاع السياحي التراثي في الحارات والقرى التراثية القديمة وجلب الاستثمارات الداخلية والخارجية لتنمية وإحياء هذه الحارات مع إعطاء الأولوية للشركات المحلية وتقديم كل التسهيلات اللازمة لذلك.
وأشاد الشيخ المحافظ بالجهود التي يبذلها الأهالي في سبيل ترميم وتطوير الحارات القديمة واستثمارها وتحويلها لمزارات سياحية، مؤكدا أن ما تم طرحه في النقاش يصب في مصلحة أبناء المحافظة وسوف يؤخذ بعين الاعتبار لتحقيقه على أرض الواقع بغية الحفاظ على هذا الإرث وتوظيفه ليكون رافدا ثقافيا واقتصاديا ومنتجاً سياحيا نتفاخر به.