بمشاركة عُمان و136 دولة.. الدورة الـ 33 للجمعية العامة لمنظمة إيكروم تناقش التحديات أمام التراث الثقافي

روما “إيطاليا” – وجهات |

انطلقت أمس في العاصمة الإيطالية روما فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين للجمعية العامة للمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم). وتتضمن هذه التظاهرة التي تستمر على مدى يومين، والتي تعقد خلال الفترة من 2 إلى 3 نوفمبر 2023، عدة جلسات نقاش جماعية وعروض تقديمية حول أهم التحديات الحالية والمستقبلية والاهتمامات والقضايا الملحة المتعلقة بالحفاظ على التراث الثقافي في الدول الأعضاء.

تشارك سلطنة عُمان في فعاليات الجمعية العامة لمنظمة إيكروم هذا العام ضمن وفود من 137 دولة عضو في المنظمة، بالإضافة إلى مراقبين من الدول غير الأعضاء والمنظمات الحكومية الدولية والمؤسسات الشريكة الأخرى، وذلك بهدف مناقشة وتعزيز التوجهات الإستراتيجية وخطة العمل للمنظمة وانتخاب مجلس إدارتها الجديد. ولا شك أن هذا المزيج المتنوع من المشاركين سوف يغني جلسات النقاش وعمليات صنع القرار بوجهات نظر شاملة ومتكاملة.

حضر الافتتاح الرسمي عدد من ممثلي المنظمات الدولية والإيطالية، الذين ألقوا كلمات افتتاحية أكدوا فيها على أهمية هذا الاجتماع الذي يعقد كل عامين للوقوف على الوضع الحالي للمنظمة ورؤيتها المستقبلية. وتضمنت قائمة المتحدثين الرئيسيين في حفل الافتتاح كل من الدكتور شو دونجيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)؛ والسيدة ماريا تريبودي، نائبة وزير الخارجية في إيطاليا؛ والسيد لازار إيلوندو أسومو، مدير التراث العالمي في اليونسكو؛ والدكتور ويبر ندورو، المدير العام لمنظمة إيكروم.

في كلمته الافتتاحية شدد الدكتور شو دونجيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) على أهمية منظمة إيكروم كمنظمة تسعى إلى صون التراث الثقافي العالمي والحفاظ عليه. وقال الدكتور شو دونجيو “تشارك منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) منظمة إيكروم في التزامها بتعزيز الحفاظ على التراث الثقافي وتبادل المعرفة ونشر أفضل الممارسات للحفاظ على التراث الثقافي في جميع أنحاء العالم.

وأضاف: إن التعاون طويل الأمد بين منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة إيكروم يظهر مدى أهمية الاعتماد على التراث لبناء عالم أفضل للأجيال القادمة.

كما أكد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة على أهمية المواقع التراثية لمواجهة التحديات العالمية الحالية. وقال: يمكن للمواقع التراثية أن تقدم الحلول للتحديات الرئيسية الناشئة عن أزمة المناخ، وفقدان التنوع الحيوي، وانعدام الأمن الغذائي وغيرها.

وأضاف أنه يجب أن نتعلم من الطريقة التي تدير بها هذه المجتمعات الموارد الطبيعية بحكمة وبطريقة مستدامة استناداً إلى بيئتها المحلية. واختتم المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) كلمته متمنياً للمشاركين اجتماعات ناجحة.

من جهتها، أكدت ماريا تريبودي، نائبة وزير الخارجية في إيطاليا، على الأهمية الكبرى لعمل منظمة إيكروم بالنسبة لإيطاليا، التي تستضيفها روما منذ أكثر من 60 عاما.. وقالت “إن الرغبة المحددة للحكومة الإيطالية، التي تنظر باهتمام وتقدير إلى النتائج الأخيرة والإيجابية، هي إعطاء زخم أكبر للعلاقات مع منظمة إيكروم، ودعم برامجها وعملها الجاري حالياً للتحول والحداثة”. وأضافت: “في الواقع، نحن جميعًا نؤمن بأن كل إجراء يهدف إلى جعل منظمة إيكروم أكثر بروزاً ووصولاً، حتى خارج دائرة خبراء التراث، هو المفتاح لمنحها الدور الذي طال انتظاره من أجل الكشف عن إمكاناتها العظيمة بشكل كامل.”

وأضافت ماريا تريبودي: مع مرور الوقت، تمكنت منظمة إيكروم من إدراك الأهمية المتزايدة للثقافة في العلاقات الدولية، إلى درجة أصبحت فيها الثقافة أداة للدبلوماسية والقوة الناعمة للدول الأعضاء. وأشارت إلى أن إيطاليا، باعتبارها دولة مضيفة، تشعر بأهمية ضمان الحماية الفعالة وتعزيز التراث الثقافي بجميع أشكاله. وقالت “المثال الأفضل يتمثل في تعزيز التعاون، لا سيما في برامج التدريب – التي تدعمها دائما مؤسسة التعاون الإيطالية – والتي تستهدف شباب أفريقيا المقدر لهم أن يصبحوا، من الناحية الديموغرافية، شباب العالم.

أما الدكتور لازار إيلوندو أسومو، مدير التراث العالمي في منظمة اليونسكو، فتحدث نيابة عن المدير العام لليونسكو، قائلاً: لمنظمة إيكروم دور محوري في دعم الحفاظ على التراث الثقافي في العالم، وبالتالي فهي شريك أساسي لليونسكو – ولا سيما مركز التراث العالمي – من خلال أنشطته في مجال بناء القدرات والبحوث، وباعتباره هيئة استشارية رائدة للجنة التراث العالمي. وأشار الدكتور أسومو إلى دور منظمة إيكروم في إنشاء أدوات لا تقدر بثمن بالنسبة لصانعي السياسات وخبراء التراث في موضوعات متنوعة وملحة.

وأضاف أن هناك العديد من الإنجازات والمساهمات المهمة التي قدمتها منظمة إيكروم، من بينها دعم عمل اليونسكو لمساعدة البلدان التي يتعرض فيها التراث للخطر، مثل الموصل وأوكرانيا. واختتم كلمته بعبارات التشجيع قائلاً “أريد أن أؤكد على قيمة تعاوننا: فنجاحنا يعتمد على التعاون والمعرفة المشتركة والرؤية الجماعية لمستقبل تستمر فيه كنوزنا الثقافية العالمية في إلهام وتعليم الأجيال القادمة.

أما المدير العام لمنظمة إيكروم، الدكتور ويبر ندورو، فرحب في كلمته الافتتاحية بجميع الوفود والمشاركين، معربًا عن شكره العميق وتقديره لمنظمة الأغذية والزراعة لاستضافتها هذا الحدث، وتقديره لجميع الدول الأعضاء، وكذلك الشركاء المحليين والدوليين، للدعم الذي يقدمونه لبرامج وأنشطة إيكروم. وقال الدكتور ندورو : تسعى منظمة إيكروم باستمرار، مع دولها الأعضاء، للحفاظ على طابعها الفريد، كمنظمة تقنية ذات تفويض واسع النطاق لتعزيز الحفاظ على التراث الثقافي في جميع أنحاء العالم. إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بطاجيكستان التي انضمت إلينا منذ 17 أبريل 2022 كدولة عضو جديدة ضمن إيكروم.

وأشار الدكتور ندورو إلى التهديدات التي تتعرض لها الشعوب والتراث بسبب تغير المناخ، والضغوط السياسية والاجتماعية والاقتصادية وخاصة خلال السنوات الست الماضية، والتي كان له فيها شرف رئاسة هذه المنظمة الاستثنائية. وشدد على الحاجة إلى الحفاظ على التراث وإدارته بشكل مستدام وفعال وزيادة مرونته من خلال التركيز على التعاون المتكامل والمشترك بين القطاعات، بما في ذلك التركيز على الناس والطبيعة والثقافة. وقال: يجب علينا إشراك الشباب، على وجه الخصوص، لضمان أن يلعب تراثنا دورًا مهمًا في مجتمعاتنا اليوم وفي المستقبل.

واختتم الدكتور ندورو كلمته الافتتاحية بتوجيه الشكر إلى الدول الأعضاء على ثقتها به في قيادة المنظمة خلال السنوات الست الماضية، وقال: كان عملي في منظمة إيكروم محصلة لفريق عمل متخصص ومحترف، والذي كان لي شرف ومتعة مشاركة ستة أعوام من حياتي معه. إن كل ما تمكنا من تحقيقه هو نتيجة لشغفهم والتزامهم واحترافيتهم.

إلى جانب جلسات النقاش والاجتماعات الرسمية وغير الرسمية، قام المشاركون بمناقشة الوضع المالي والتحول الرقمي للمنظمة، واعتماد مشاريع التعديلات المقدمة من المجلس والدول الأعضاء، فضلاً عن استعراض الأنشطة والمشاريع التي نفذتها برامج المنظمة المختلفة خلال العامين الماضيين 2022-2023، بالإضافة إلى برنامج الأنشطة والميزانية للعامين المقبلين 2024- 2025.

ويتم تنظيم العديد من الأنشطة والفعاليات بالتزامن مع نشاطات الدورة الثالثة والثلاثين للجمعية العامة لمنظمة إيكروم، وأهمها جلسة نقاش مواضيعية حول مفهوم “التراث والهجرة”، والإعلان عن الفائز بجائزة إيكروم. بالإضافة إلى ذلك، ستتم مناقشة وتعزيز التعاون المثمر بين منظمة إيكروم وكل من البلد المضيف، إيطاليا، ودولة الإمارات العربية المتحدة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*