نخل- العمانية |
يمتاز وادي مستل بولاية نخل بمحافظة جنوب الباطنة بقراه السياحية ذات التنوع الجغرافي والمناخ المعتدل صيفا البارد جدا شتاءً ومن أهمها : “الهجار والقورة وحدش و وكان”. ويبعد وادي مستل عن مركز ولاية نخل نحو (32) كيلومترا فيما يبعد عن محافظة مسقط نحو (145) كيلومترا، وتوجد به العديد من القرى الجبلية التي تشتهر بزراعة المحاصيل الزراعية الموسمية صيفا وشتاء مثل المشمش والخوخ والعنب والرمان والبوت البري الذي يجنى خلال هذه الفترة، إضافة الى العديد من المحاصيل الحقلية والبصل والثوم والبقوليات.
وتقع قرية “وكان” التي تعد مقصدا للسيّاح من داخل السلطنة وخارجها لما تحتويه من معالم وسمات سياحية فريدة على ارتفاع 2000متر عن سطح البحر في وادي مستل بولاية نخل تحت سفح نيابة الجبل الأخضر التابعة لولاية نزوى بمحافظة الداخلية. وتكاد قرية “وكان” التي تبعد عن محافظة مسقط نحو (150) كيلومترا أن تكون القرية الوحيدة في السلطنة التي تمتاز بتأخر وصول الشمس إليها عند الشروق وانحسارها عن القرية مبكرا عند الغروب، إلا أن توقيتها لا يختلف عن باقي قرى ولاية نخل، ولعل هذ الميزة أكسبتها خاصية برودة طقسها شتاء والمعتدل صيفا، فالقرية محاطة بالعديد من السلاسل الجبلية الشاهقة العلو وتقع في قلب منحدر صخري على هضاب تتربع فيها المدرجات الزراعية الخضراء وتتشابه في تضاريسها ومحاصيلها الزراعية مع نيابة الجبل الأخضر. وتمر الطريق المؤدية إلى القرية بعدد من الشعاب والأودية، ويتطلب الوصول إليها استخدام سيارات الدفع الرباعي لوعورة الجزء الأهم من الطريق الواصل إليها، وقد تم الانتهاء أخيرا من رصف أغلب أجزاء الطريق من مركز ولاية نخل إلى المنطقة التي تقع بها مدارس وادي مستل ومستشفى الوادي، فيما يتبقى الجزء الجبلي بوعورته وانحداراته الشاهقة العلو، ورغم وعورة الطريق المؤدية للقرية يجد الزوار متعة كبيرة أثناء عبورهم تلك الطريق للوصول إلى أعلى قمة بالوادي ثم يواصلون المسير مشيا على الأقدام في المدرجات التي قامت بإنشائها وزارة السياحة لتسهيل تنقل السياح والمزارعين بين حقولهم الزراعية ومساكنهم الواقعة أسفل تلك الحقول. كما تمتاز القرية ببرجها التاريخي الشهير الذي يعد معلما أثريا وتم ترميمه ضمن مشروع تطوير القرية، وهو برج يطل على كافة قرى وادي مستل مانحا الناظر فسحة من الرؤية الشاسعة لجماليات تلك الطبيعة الغناء.
ويقول عبدالله بن خصيف الريامي الرشيد المسؤول في قرية (وكان) بولاية نخل إن هذه القرية الجميلة تمتاز باعتدال درجة الحرارة صيفاً وانخفاضها شتاءً، وتنتشر فيها العديد من المدرجات الزراعية حيث توجد العديد من الأشجار المثمرة التي يقوم السكا بزراعتها والاعتناء بها مثل: العنب، والرمان، والمشمش، والخوخ، والتين إضافة إلى بعض البقوليات. ويضيف الريامي أنه يوجد مسار جبلي يربط القرية بنيابة الجبل الأخضر لمحبي رياضة المشي وتوجد أشجار البوت على جانبي الطريق وقمم الجبال والهضاب ويبدأ حصاد ثمارها في شهر يونيو من كل عام.
ويعمل معظم سكان القرية في مهنة الزراعة وتعد الفترة من منتصف شهر مايو حتى نهاية شهر أغسطس الأنسب لزيارة القرية حيث أن هذه الفترة تمثل موسم جني شتى أنواع الثمار في القرية خاصة ثمار المشمش التي عادة ما يحين قطافها في شهر مايو من كل عام.
ويقول محمد بن سليمان الكندي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية نخل إن “وكان” قرية سياحية رائعة تتربع على سفح جبال وادي مستل بولاية نخل وتتميز بموقعها وتشتهر بالعديد من المحاصيل الزراعية المختلفة كالمشمش والبوت والرمان وغيرها التي لاتجد إلا في مثل هذه القرى الجبلية. ويحلو للعديد من السياح من داخل السلطنة وخارجها زيارة قرية “وكان” التي تعد واحدة من أعلى القرى في الوادي وأبردها طقسا حيث يمارس البعض منهم هواية تسلق الجبال، وتقوم بعض مكاتب السفر والسياحة بتوفير رحلات لأفواج سياحية للتخييم على مشارف الوادي أو في القرى الجبلية كما تنظم بعض الفرق الرياضية بولاية نخل وبعض مدار الولاية رحلات برية من قرى وادي مستل مرورا بقرية “وكان” وصولا الى نيابة الجبل الأخضر سالكة بعض الطرق الجبلية المتعارف عليها التي يتتبع أثرها ذوو الخبرة من أبناء ولاية نخل.