مسقط-وجهات |
اجتمعت ميثاء بنت سيف المحروقية وكيلة وزارة السياحة اليوم بالمشاركين من موظفي وزارة السياحة في البرنامج التدريبي (التخطيط للتنمية السياحية في المقاصد السياحية الناشئة) بهدف التعرف على مدى استفادة الموظفين من تجربة المشاركة بالبرنامج التدريبي والذي يأتي بالتوافق مع برنامج التحفيز الذاتي لموظفي وزارة السياحة بهدف تأهيل الموظفين وتزويدهم بالمهارات الضرورية لتطوير الجوانب المعرفية لديهم لتساعدهم في أداء مهامهم وأعمالهم ولتواكب متطلبات الوقت الراهن.
وجاءت مشاركة 4 من موظفي الوزارة في البرنــامج التدريبـي الدولـــي السنـوي ـ الأكاديمية الدولية البحرية للسياحة اولضيافة ـ (International Tourism and hospitality Academy at sea: ITHAS) والذي تنظمه كلية الاقتصاد والتجارة وإدارة الأعمال بجامعة زغرب في (كرواتيا) وبالتعاون مع الجامعة الألمانية للتكنولوجيا بالسلطنة تحت إشراف الدكتورة هبة عبد العزيز وعدد من الجامعات الأوروبية والأمريكية الأخرى التي تقدم برامج دراسية في السياحة والضيافة.
ركز البرنامج هذا العام على موضوع التخطيط للتنمية السياحية في المقاصد السياحية الناشئة والذي اقيم خلال الفترة من 7-14 مايو 2016م.
كما جاء البرنامج التدريبي لهذا العام وفي دورته (11) مختلفاً من حيث طريقة التنفيذ ونوعية المحاضرين والمشاركين فيه من السلطنة والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وكرواتيا والبرتغال وألمانيا واستراليا . ويصل إجمالي عدد المشاركين إلى 100 مشارك، ويهدف البرنامج إلى التعرف على التجارب المختلف في تطوير الجانب السياحي وأهم الممارسات التي تخدم التنمية السياحية وكيفية تطبيقها في كل بلد. إذ تضمن هذا العام ولأول مـرة مشـاركة موظفين بالقطـاع السياحي مما زاد البرنـامج ثراء من خـلال المناقشـات والتجارب والملاحظات التي أبديت خلال فترة سير البرنامج. علماً بأن البرنامج تضمن ساعات تدريبة قدمتها الدكتورة هبة عبد العزيز رئيسة قسم السياحة بالجامعة الألمانية وذلك لشرح فكرة البرنامج وأهدافه وإعداد العرض التقديمي حول التنمية السياحية في السلطنة والذي تم تقديمه لاحقاً من قبل المشاركين في البرنامج. إضافة إلى آلية تنفيذ البرنامج نفسه والتي اعتمدت على جعل المشارك يعيش تجربة المكان كسائح وكباحث وكمحلل في بعض الاحيان .
حلقات عمل
يعتبر (ITHAS ) برنامجا دراسيا يشتمل على عدد من المحاضرات وحلقات العمل، كما يتضمن البرنامج جانب عملي تدريبي قائم على تبادل الخبرات بين المشاركين والأساتذة والزيارات الميدانية في المقاصد السياحية والالتقاء بالمسؤولين وأصحاب الأعمال في القطاع السياحي عبر استخدام أساليب مختلفة للتدريب تتضمن التعلم بالتجربة وتعدد الأدوار وغيرها من الأساليب الحديثة في التعلم التي تهدف إلى تطوير الجانب المعرفي والعملي للمشاركين. كما يضم البرنامج نخبة متميزة من أهم اساتذة السياحة والأكاديميين من مختلف دول العالم مثل دافيد فنل أخصائي السياحة البيئية وجعفر جعفري استاذ سوسيولوجيا السياحة من جامعة البلياريك والدكتور لاري دوير أستاذ التخطيط السياحي من جامعة جرفيث الاسترالية.
وتضمنت حقلة العمل الأولى التخطيط للسياحة البيئية كواحدة من الأنماط السياحية المهمة في تفعيل السياحة المستدامة والتي تشكل نسبة من الحركة السياحية العالمية، حيث ركزت على أهمية تبني البرامج المبتكرة التي تهدف إلى تطوير المواقع البيئية من خلال المحافظة على مكوناتها الطبيعية واشراك المجتمع المحلي في عملية التطوير السياحي لهذه المواقع والترويج لها عبر وسائل التواصل الحديثة، وضرورة تعريف السائح بالإجراءات والمستلزمات التي يجب عليه الحرص عليها عند زيارة المواقع الطبيعية كما تم التطرق إلى أهمية وجود ألية لتقييم العمل في المشاريع السياحية في هذه المواقع لضمان توفير الخدمات المناسبة للسياح وكذلك عدم الإضرار بالبيئة.
وتناولت حقلة العمل الثانية مفهوم التجربة الصادقة للسائح، والتي تعني وجود عناصر بيئية أو ثقافية أو حضارية تتعلق بخصوصية الموقع السياحي سواء صناعات تقليدية أو فنون شعبية أو مهرجانات أو مواقع أثرية وغيرها والتي تمثل تجربة مميزة للسائح لا يمكن أن يعيشها إلا في ذلك المقصد بعينه، كما ركزت حلقة العمل على أهمية المحافظة على خصوصية هذه العناصر وضمان إستمراريتها خصوصاً للدول الناشئة في القطاع السياحي لتضفي ميزات تنافسية للتواجد في خارطة السياحة العالمية.
بينما تطرقت حقلة العمل الثالثة إلى جانب الترويج السياحي للمواقع الغير مشهورة، وعرض أهم الممارسات لتطوير الترويج للمقاصد السياحية من خلال دراسة واقع الخدمات القائمة والنمو في حركة السياحة ودراسة الأسواق السياحية المستهدفة لاستقطاب السواح واستحداث هوية تسويقية جذابة تتناسب مع الأهداف والرؤية التي تسعى إليها البلد في هذا الجانب، والسعي إلى إيصال الصورة المناسبة وما يحتويه المقصد من مقومات سياحية والبحث عن أسباب إنخفاض معدلات السياح القادمين وإتخاذ الاجراءات اللازمة لتجنب العقبات التي يواجهونها ، كما تم عرض عدد من الحلول التي يمكن الاستعانة بها للتعريف أكثر بالبلدان الغير مشهورة عبر استضافة الفعاليات الرياضية والثقافية العالمية، واحتضان المنافسات والمؤتمرات التي من شأنها أن تستقطب المشاركين من مختلف دول العالم كما أنها تحضى بتغطية عالمية عبر وسائل الإعلام المختلفة وبالتالي تعرف بالبلد المضيف.
بينما ركزت حلقة العمل الرابعة على الفرص الاقتصادية من خلال المشاريع السياحية التي يمكن للمجتمع المحلي تنفيذها وذلك بعد تعريفهم بالفرص والامكانيات واتاحة المجال لهم من خلال تجربة كرواتيا في إشراك المجتمع المحلي في المشاريع السياحية والعمل من خلال الحفاظ على الطابع المعماري التقليدي والفنون الموروثة في التطوير السياحي، حيث تم تطوير عدد من المواقع القديمة في كرواتيا لتكون نزلاً تراثية تتميز بالطابع المحلي كما تم إنشاء المطاعم والمقاهي والخدمات الأخرى بشكل يتناسب مع الطابع المعماري التقليدي في المواقع السياحية، لتشكل صورة متناسقة مع الطبيعة المحيطة كما يتم إدارة وتشغيل المواقع والمشاريع والخدمات السياحية في المقاصد السياحية من قبل أفراد المجتمع المحلي مما كان له الانطباع الجيد عند المشاركين.
وتطرقت حلقة العمل الخامسة إلى التخطيط بالوجهات السياحية والمعوقات والصعوبات التي تواجه من جانب المجتمع المحلي، ومدى أهمية إشاراك المجتمع المحلي عند التخطيط للمشاريع السياحية نظراً لعلاقتها المباشرة بهم وأهمية أقتناعهم ومشاركتهم لتفعيل نجاح المشروع من خلال تشغيله وإستدامة العمل فيه. وتم أستعراض بعض المعوقات ومناقشة الحلول المهمة التي يمكن تفعيلها من أجل تجنب مثل هذه المقاومات والرفض من قبل الجتمع المحلي. ومن أهمها تكثيف حملات التوعية بأهمية القطاع السياحي والفرصة والفوائد الجمة التي يمكن أن يجنيها المجتمع المحلي من المشاريع السياحية التي يمكنه أن يقيمها ويشغلها وتعود عليه بالنفع وعلى القطاع السياحي بالفائدة والرواج.
زيارات ميدانية
تضمن البرنامج التدريبي عددا من الزيارات الميدانية إلى المواقع السياحية في جمهورية كرواتيا حيث اشتمل جدول البرنامج زيارات إلى مواقع أثرية وتاريخية كالقلاع والقصور والقرى الأثرية وعدد من الجزر الواقعة في البحر الأدرياتيكي كما زار المشاركون المواقع الطبيعية من المحميات الطبيعية والشواطئ والكهوف والجبال وغيرها وزيارة منشآت تقديم الخدمات السياحية كالفنادق والنزل التراثية والموانئ السياحية والأسواق التقليدية، كل ذلك كان يهدف إلى التعرف على تجربة كرواتيا في تطوير المواقع السياحية والاستفادة من المقومات الطبيعية في الجانب السياحي.