مسقط – تقرير “وجهات” |
نظمت وزارة التراث والسياحة يوم السبت الماضي زيارة علمية لأعضاء الجمعية التاريخية العمانية إلى قلعة الميراني بمحافظة مسقط، ضمن الموسم الثقافي للجمعية.
تم خلال الزيارة تقديم موجز عن تاريخ القلعة والاطلاع على مختلف أركانها ومرافقها والجهود المبذولة لترميمها وبرنامج إدارة وتشغيل القلعة الذي أُسند مؤخرا للقطاع الخاص.
وكانت وزارة التراث والسياحة قد وقعت في 18 سبتمبر 2022 على عقد إدارة وتشغيل وتوظيف قلعة الميراني بولاية مسقط مع شركة منتجعات وفنادق جبال الحجر.
ويأتي التوقيع على هذه الاتفاقية ضمن جهود الوزارة لتوظيف التراث المعماري وضمان استدامته وتعظيم الاستفادة منه مما يسهم في توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة وتمكين القطاع الخاص من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة لإيجاد منافذ تسويق للحرفيين وإثراء السياحة من خلال مشروعات ذات قيمة مضافة للمجتمع المحلي وإعادة إحياء مواقع التراث الثقافي عملا برؤية عُمان 2040 والبرامج الاستراتيجية للخطة التنموية العاشرة.
كما تهدف الوزارة إلى تطوير وتأهيل وتوفير وجهات وتجارب سياحية متنوّعة تسهم في تنويع المنتج السياحي وتعظيم الفائدة من التراث الثقافي والمعالم التاريخية من وجهات ومقاصد سياحية، وإبراز الحضارة العمانية وعراقة التراث الثقافي العُماني وثقافته الأصيلة.
وتقع قلعة الميراني في آخر السور الغربي بمدينة مسقط مطلة على بحر عمان. وتفيد أغلب المصادر التاريخية بالتأكيد على رواية أن البرتغاليون قاموا ببناء القلعة أثناء فترة احتلالهم لمدينة مسقط وسواحل عمان، حيث بُنيت قلعة الميراني عام 1588.
وينسب البعض تسمية قلعة الميراني إلى كلمة “ميرانتي”، وهي كلمة برتغالية تعني “الأميرال”، كما يرجعها آخرون إلى كلمة “ميران شاه”، وهو أحد قادة الفرس أيضا. وتحملت القلعة مع قلعة الجلالي عبء الدفاع عن المدينة ضد الحملات البرتغالية.
واختارت وزارة التراث والسياحة 9 قلاع و14 حصنا بوصفها واجهة سياحية وتاريخية مهمة يجب على السائح زيارتها والاطلاع عليها، حيث جاءت قلعتا الجلالي والميراني في الواجهة، وهما مطلتان على بحر عمان بجوار سوق مطرح بالعاصمة مسقط.
وتعد قلعتي الجلالي والميراني اللتان تقعان على مدخل بحر عمان بولاية مسقط في محافظة مسقط، من أشهر القلاع العمانية، وقد بنيت قلعة الميراني قبل قدوم البرتغاليين إلى عمان وكانت على شكل برج كبير، وفي عام 1587م أعاد البرتغاليون بناء القلعة وذلك على أنقاض المبنى القديم وأضافوا لها منصات للمدافع مخازن وسكن للقائد ومحل للعبادة، وقد تم توسيع القلعة وإيصالها إلى حجمها الحالي في عهد كل من الإمام أحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية في القرن الثامن عشر وحفيده السيد سعيد بن سلطان في بداية القرن التاسع عشر.
أما قلعة الجلالي تطل على بحر عمان-في الجهة الشمالية الشرقية من مدينة مسقط فقد أكمل البرتغاليون بناءها عام 1588م، وتم تطويرها إلى الوضع الذي نشاهدها عليه اليوم في عهد السيد سعيد بن سلطان في بداية القرن التاسع عشر، وفي عهد السلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراه، تم تجديد القلعة وتهيئتها لتصبح متحفا.