مسقط – وجهات |
نظمت الجمعية الاقتصادية العمانية ندوة “السياحة في ظفار وجاهزية البنية التحتية” ضمن فعاليات المجلس الاقتصادي في نسخته السادسة عشر مساء أمس عبر تقنية الاتصال عن بُعد، أدار الندوة الدكتور خالد بن سعيد العامري، رئيس مجلس إدارة الجمعية، وتحدث فيها مجموعة من الخبراء والمهتمين.
وتمحورت الندوة حول تطوير البنية التحتية في منطقة ظفار وأهميتها للقطاع السياحي وتعزيز جاذبيتها المحافظة سياحياً، وقدم الدكتور حاتم بن عوض الشنفري عضو هيئة التدريس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس والمهندس محمد بن أبوبكر الغساني عضو الجمعية الاقتصادية العمانية، والمهندس عبدالرحمن برهام الرئيس التنفيذي لشركة المدينة العقارية، وفهد بن سلطان الإسماعيلي مؤسس شركة تبيان العقارية أطروحاتهم حول مرتكزات تطوير البنية التحتية في محافظة ظفار وأهميتها في تعزيز القطاع السياحي الذي يعد قطاعاً واعداً في رفد الاقتصاد الوطني.
وقال الدكتور خالد العامري: إن ندوة “السياحة في ظفار وجاهزية البنية التحتية” استعرضت مشاريع البنية التحتية بمحافظة ظفار، وأهمية توافقها مع احتياجات ومتطلبات القطاع السياحي في المحافظة، وتشمل تحسين وتطوير الطرق والمرافق لضمان تلبية احتياجات السياح والزوار.
وأوضح أن الندوة تطرقت إلى أهمية تحسين حجم المنشآت الفندقية في محافظة ظفار ومواءمتها مع العدد المتزايد من السياح القادمين إلى المحافظة على مدار العام، ودور مشاريع الترفيه ودمجها في الخطط التطويرية لتعزيز تجربة الزوار وجاذبية ظفار السياحية كوجهة سياحية في المنطقة. موضحاً: الندوة تجسد دور النقاش والتبادل البناء الذي يلعبه المختصون والخبراء في تشكيل وتوجيه السياسات والاستراتيجيات التنموية في سلطنة عمان لتحقيق تقدم مستدام وتحسين التجربة السياحية في البلاد.
وأشار إلى أن أحدث الإحصائيات أفادت بأن عدد زوار خريف ظفار خلال الفترة من 21 يونيو حتى 31 يوليو 2023 قد بلغ نحو 396,108 زوار، وقد سجل هذا الرقم ارتفاعًا بنسبة 12.8 بالمائة مقارنةً بنفس الفترة من العام 2022، حيث بلغت أعداد الزوار في تلك الفترة 351,198 زائرًا.
وبين ان هذه الإحصائيات تأتي كجزء من الملخص التنفيذي الذي أصدره المركز الوطني للإحصاء والمعلومات بخصوص تقديرات أعداد زوار منطقة خريف ظفار، إذ تشير الأرقام المذكورة إلى زيادة استمرارية الإقبال على زيارة هذه المحافظة الجميلة والمشهورة بجمالها الطبيعي ومعالمها السياحية المتنوعة. مؤكداً أن محافظة ظفار لا يزال ينقصها بعض الاستثمارات وكذلك الخدمات سواء في البنية التحتية أو المرافق وثمة مشاريع قادمة في الطريق وكلنا تفاؤل في المضي قدماً لوضعها ضمن الوجهات السياحية المفضلة بالمنطقة.
وقال الدكتور حاتم بن عوض الشنفري عضو هيئة التدريس بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس: أن هناك شريحة كبيرة من العمانيين تعد محافظة ظفار لهم ملاذاً مناسباُ لقضاء العطلات في موسم خريف ظفار، ووجود التناسق بين مكتب محافظ ظفار وبلدية ظفار واضح لتعزيز العمل المشترك في القطاع السياحي بالمحافظة، ولدينا فرص كبيرة فيما يتعلق باستيراد السياحة الآسيوية سواء من الهند أو الصين خاصة مع وجود نصب مهمة يرمز للعلاقات العمانية الصينية في محافظة ظفار.
وأشار إلى عامل الطبيعي لا يكفي لجذب الأفواج السياحية، ووجود الطبيعة في سلطنة عمان لن يتكامل إلا بتكامل مشاريع البنية التحتية.
وقال المهندس محمد بن أبوبكر الغساني عضو الجمعية الاقتصادية العمانية: أن البنية التحتية مهمة لتتواكب مع الطبيعة في محافظة ظفار، وأن المشاريع التي ستنفذ خلال الأيام القادمة خطط لها منذ فترة ضمن الخطط الخمسية، والقطاع السياحي واعد ولكن لابد من مواكبة مشاريع البنية التحتية معها.
وأشار إلى أن السياحة الشتوية لم تتجاوز 270 ألف زائر وسائح خلال 7 أشهر بينما في موسم خريف ظفار الماضي دخل ظفار 800 ألف نسمة خلال شهرين فقط، لذا تأهيل الطرق والبنية التحتية مواكبة مع نمو السكاني إضافة إلى عدد الزوار والسياح أولويات مهمة للمحافظة.
وقال المهندس عبدالرحمن برهام الرئيس التنفيذي لشركة المدينة العقارية: أن هناك تكامل وتعاون بين جميع القطاعات لتنمية المقومات السياحية في محافظة ظفار ولازالت هناك الكثير من المنتجات السياحية غير موجودة في المحافظات كمنتج سياحة المغامرات ولازال هناك الكثير ونعول على شبابنا في تقديم أفكاراً ابتكارية للرقي بهذا القطاع الواعد.
وأوضح أننا نجمع بأن محافظة ظفار فيها من المقومات السياحية ما يؤهلنا لتكون وجهة سياحية دائمة وليست مؤقتة، ولابد من تهيئة البنية التحتية لخلق الطلب في القطاع السياحي، وسلطنة عمان لديها مقومات طبيعية بحاجة إلى تزويدها بخدمات أساسية تصب في زيادة الطلب سياحياً. أن تزامن العام الدراسي مع ذروة موسم خريف ظفار لذا نقترح أن تكون المؤتمرات في شهر سبتمبر وليس في أغسطس كونها تزاحم الأنشطة والفعاليات السياحة واعتقد أن هذا الأمر يصب في طول موسم خريف ظفار وجني ثمار أكثر مما هو عليه الآن.
وأضاف: نحن على أعتاب نقلة نوعية في البنية التحتية في ظفار منها 6 مشاريع استراتيجية في مجال الطرق، ومنها أول طريق مخصصة للشاحنات الذي تم الإعلان عنه من قبل وزارة المالية، وتوسعة مجموعة من الطرق الرئيسية والتي ستساعد في سهولة تنقل الزوار والسياح والسكان بالمحافظة.
وقال فهد بن سلطان الإسماعيلي مؤسس شركة تبيان العقارية: أن النشاط العقاري يعتمد على القدرة الشرائية، وتظهر إحصائيات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات ارتفاعاً في عدد السكان بمحافظة ظفار فما بين عام 2021 ـ 2023 يظهر أن عدد السكان في المحافظة بلغ أكثر من نصف مليون نسمة هذا العام مقارنة بـ 480 ألف نسمة 2021، وبلغ عدد الوافدين 280 ألف نسمة خلال 2023، لذا فإن النشاط العقاري في محافظة ظفار مقبل على طلب في السنوات المقبلة وهي مؤشرات جيدة للتفاؤل بما سيقدم عليه القطاع العقاري.
وأشار إلى أن السياحة في ظفار يجب ألا تقتصر على موسم واحد فقط كون المحافظة لديها أجواء ملائمة طوال العام وبنية تحتية إضافة إلى مشاريع نوعية كبيرة كميناء صلالة ومشاريع للمدن الذكية سمعنا عن مؤخراً، بالإضافة للمشاريع الصناعية في المنطقة الحرة في صلالة، والعمل واضح فيما يتعلق بتطوير البنية التحتية في محافظة ظفار والقادم أجمل.
وفي مداخلة للمهندس محمد بن سالم البوسعيدي الرئيس السابق لمجلس إدارة الشركة العمانية للتنمية السياحية “عمران” أكد أن القطاع السياحي من أكبر القطاعات في صناعة الفرص الريادية وتوفير فرص عمل، ومحافظة ظفار واحدة من ابرز الوجهات السياحية على مستوى المنطقة، وهي فرصة جاهزة للحكومة للاستثمار في القطاع السياحي، وأن العمل معاً للقطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المحلي في ظفار مهم لتعزيز القطاع السياحي، ولابد من تعظيم الاستفادة من القطاع السياحي والاستعداد للموسم المقبل من خريف ظفار، ووضع الأهداف لعام 2024 وتكثيف الجهود لجعلها أفضل المناطق السياحية.