دبي- يوسف بن أحمد البلوشي | أكد الشيخ أيمن بن أحمد بن سلطان الحوسني الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لإدارة المطارات، ان الحكومة خصصت مبالغ كثيرة من أجل تمكين البنية الأساسية لقطاع المطارات في السلطنة، إيمانا بالدور الإستراتيجي الذي يلعبه قطاع الطيران والمطارات في الإستراتيجية اللوجستية الوطنية، بالإضافة إلى جعل السلطنة محطة استراتيجية بين الشرق والغرب إتساقا مع جهود السلام العالمية المعروفة عن السلطنة.
واشار الحوسني في حديث خاص لـ “وجهات” على هامش مشاركة الشركة العمانية لإدارة المطارات في معرض المطارات العالمي ومؤتمر قادة قطاع الطيران في دبي الشهر الماضي، إلى أن الشركة من خلال رؤيتها الجديدة تسعى لان تلعب دورها الطبيعي في دعم الإقتصاد الوطني والمساهمه في رفد موازنة السلطنة، إلى جانب ضمان الارتقاء بالخدمات التي تقدم إلى المسافرين عبر مطارات السلطنة لتكون بالمقاييس العالمية في هذا القطاع.
وقال: أن اي مؤسسة لا بد وان تكون لديها استراتيجية وهدف واضح بما يتسق مع الإستراتيجيات الوطنية ذات العلاقه بمجال عملها حتى تحدد برنامج عملها للمرحلة المقبلة.
وأكد الحوسني ان ضمن طموحات الشركة في رؤيتها الجديدة، تغيير الفكرة النمطية للمطار من كونه مطار المدينة فحسب ، إلى جعله مدينة المطار وذلك بإنشاء مدينة متكاملة حول المطار، و هذه في الحقيقة أحد طموحاتنا التي نسعى الى تحقيقها خلال خطتنا الخمسية الحالية، من خلال تأهيل وبناء البنية الاساسية للاراضي الواقعة حول مطاري مسقط وصلالة، من خلال حق الإنتفاع للاراضي بين الشركة والحكومة، وتطويرها، سواء من خلال الشركة، او عن طريق المستثمرين من خارج السلطنة بما يخدم المطار من المشاريع ذات العلاقة وبما يتسق مع الخطط والرؤى الوطنيه في هذه الجوانب.
واعترف الحوسني بان المهمة بلا شك ليست سهلة ولكنها في نفس الوقت ليست بالمستحيلة، حيث إننا في الشركة قد عقدنا العزم لأن تكون مطارات السلطنة ضمن قائمة أفضل 20 مطارا في العالم من حيث خدمة المسافر وذلك بحلول عام 2020 أي بعد حوالي 4 سنوات من الآن حيث نحتل المرتبة 94 حاليا حسب آخر التقارير ذات العلاقة ، ومن أجل أن نحقق هذا لابد أن نقدم كل ما هو ممكن وبالتعاون مع شركائنا الإستراتيجيين من خلال العمل المتواصل من أجل أن تكون هذه الصروح الحضارية العمانية إحدى الشواهد على التنمية التي تشهدها السلطنة منذ فجر النهضة المباركة.
وأشار الشيخ أيمن الحوسني إلى أن تشغيل المطار الجديد ليس بالأمر السهل، لاننا هنا نتحدث عن سلامة وأمن المسافرين والخدمات التي تقدم، وهنا انتهز هذه الفرصة لتحية شركائنا الاستراتييجية هيئة الطيران المدني، شرطة عمان السلطانية، الطيران العماني وباقي الجهات المعنية، على كل هذه الجهود التي تُبذل من أجل تحقيق الهدف المنشود.
نقلة نوعية
وتوقع الشيخ أيمن الحوسني الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لإدارة المطارات، انه من خلال الرؤية التي وضعتها الشركة، فإننا نتوقع ان يكون مطار مسقط الدولي بعد استلام المبنى الجديد، ضمن أفضل 20 مطارا في العالم. مؤكدا ان المرحلة الحالية تنصب على تأهيل الكوادر الوطنية وحتى يكون الاستثمار في الإنسان لأنه هو من سيدير المطار بعد إنجاز الأعمال الإنشائية، لذا فإن مساعينا الآن أيضا لجلب أحدث التكنولوجيا وتقنية المعلومات والبحث عن بدائل جديدة يتفاعل المسافرين معها خلال تواجدهم في مبنى المطار.
وقال الحوسني، ان المطارات ليست مدرج فقط كما كانت في السابق، ولم يعد المسافر يدخل المطارات لركوب الطائرة ثم ينزل بعد الوصول ليتوجه إلى وجهته فقط، بل المطارات اليوم قد تغيرت مفاهيمها، فقد إستطاعات تشكيل بيئة مغايرة جدا بل اصبحت وجهة سياحية من خلال المراكز التجارية الفاخرة داخل المطارات، حيث تتوفر المطاعم والمقاهي والمحلات المتنوعة التي ترفد المسافر بكل ما يريد التزود به خلال رحلته.
واضاف اننا في مطار مسقط الدولي حاليا، بدأنا توفير كل ما من شأنه أن يواكب كل ما يحتاج اليه المسافر خلال تواجده في مطارات السلطنة. واننا نحاول ان نبدأ من حيث انتهى الاخرين، وذلك بالتعرف على احدث ما لدى مطارات العالم و الإستفادة من هكذا مبادرات.
استقطاب شركات
واكد الشيخ ايمن الحوسني الى ان الشغل الشاغل للشركة حاليا، جلب أعداد اكبر من شركات الطيران الى مطارات السلطنة، وتأتي مشاركتنا في المعارض العالمية للتعرف على شركات الطيران ولبحث سبل تسيير رحلات الى مطاراتنا، ومناقشة التحديات او المعوقات التي قد تواجه بعض الشركات وتحول بين تسيير رحلاتها وكذلك للمساهمه في تسويق الشركات التي تسير رحلاتها الى مطارات السلطنة والتسويق عن عمان كواحة سياحية واستثمارية قادمة في الخارطة العالمية بقوة.
وكشف الحوسني عن ان الخطوط البريطانية، كانت تنوي وقف رحلاتها الى مطار مسقط بعد تشغيل الطيران العماني رحلتين الى لندن هيثرو، فتباحثنا معهم لإيجاد حلول حتى لا تتوقف رحلاتهم.
كما نعرض على بعض الشركات الجديدة المميزات من حيث رسوم الهبوط والوقوف بشكل مجاني لمدة عام مثلا حتى يتم تشجيعهم على تسيير رحلات الى مطار مسقط الدولي.
أما عن نسبة نمو حركة التشغيل في مطارات السلطنة في العام الماضي، قال الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لإدارة المطارات، ان مطار مسقط نما بنسبة 22 % ومطار صلالة بحوالي 29%، بينما نتوقع هذا العام 2016 ان تكون نسبة النمو في مطار مسقط تتعدى 25 % ومطار صلالة فوق 20 %. مؤكدا ان نسبة النمو في المطارات تسير بشكل جيد، وان الطيران العماني الناقل الوطني للسلطنة يعمل بوتيرة متسارعة، كما ان تشغيل الشركة الجديدة طيران السلام، سوف يعمل على زيادة حركة السفر عبر مطارات السلطنة.
محطة
وعن خطة الشركة لجعل مطار مسقط محطة رئيسية بين الشرق والغرب لشركات الطيران العالمية بحيث يكون بامكان شركة طيران قادمة من أوروبا، التوقف في مطار مسقط، ومن ثم مواصلة رحلتها إلى شرق آسيا، قال الحوسني: ان جعل مطار مسقط محطة استراتيجية لشركات الطيران، هدف نسعى له، واليوم يقوم الطيران العماني بدور كبير في هذا الشأن ولديه عروض جيدة وهو حلقة وصل للمسافرين بين الشرق والغرب، والعكس أيضا، وان هذا النشاط يتزايد بشكل كبير وان النمو في هذا الشأن كان في عام 2015 بنسبة 30 % ونتوقع هذا العام 2016 ان يرتفع الى 40 %.
مطارات إقليمية
وكشف الشيخ أيمن الحوسني عن ان هناك طلبات من شركات طيران لتسيير رحلات إلى المطارات الإقليمية منها مطار الدقم ومطار صلالة خلال هذا العام، وان الطيران العماني يقوم بدور جيد أيضا في هذا الشأن، حيث يسيّر حاليا خمس رحلات إلى مطار الدقم ونأمل ان تزيد لتكون رحلات يومية اي بمعدل 7 رحلات أسبوعيا. وقال ان مطار صحار كونه قريب من مسقط، فلا يزال يشكل تحد لنا، ولكن نأمل بيع الحصص لشركات الطيران لتسيير رحلاتها إلى مطار صحار.
وأشار إلى أننا كنا نأمل ان نسير رحلات مباشرة من صحار إلى الهند، ولكن الجهات المعنية في الهند لا تعطي حصة وتصاريح أكبر لشركات الطيران لتسيير الرحلات. ونأمل ان نجد الحلول المشتركة.
مطار رأس الحد
وعن العمل في مطار رأس الحد، قال الحوسني: كما تعرفون انه كانت هناك خطة لمشاريع سياحية في رأس الحد، ولكن مع التأخر في الانجاز في تلك المشاريع، إرتأينا وبالتنسيق مع شركائنا الإستراتيجيين ان نؤجل التشغيل في المطار لفترة زمنية معينة ، رغم استلامنا مدرج المطار من وزارة النقل والاتصالات،
مركبات الأجرة
قال الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لإدارة المطارات، ان تنظيم مركبات الأجرة كانت مسألة هامة بالنسبة لإدارة الشركة تجاوبا مع الشكاوى والملاحظات التي تردنا وبعد الاتفاق والتعاون مع أصحاب المركبات تم إيجاد الية لذلك والحمد لله تم انجاز المشروع وهو يسير بشكل جيد الآن بما يخلق الراحة والامان للجميع.
وأننا نسعى الآن مع وزارة النقل والاتصالات، على أن نلغي أو نخفض المبلغ الذي تتقاضاه الشركة من أصحاب المركبات نظير كل رحلة لهم، حتى نسهل على أصحاب مركبات الأجرة ومستخدمي المركبات هذه الخدمة، ووجد ذلك ترحيبا من الجميع سواء من الحكومة أو أصحاب مركبات الأجرة او مستخدمي المركبات.