المصنعة- يوسف بن احمد البلوشي | أكد كريستوف شلايسينج مدير عام فندق ميلينيوم المصنعة أن السلطنة تعتبر جنة بمقوماتها السياحية المتنوعة وخاصة الجغرافية والطبيعية، وبما تمتاز به من شعب مضياف يرحب بالسياح وتتمتع بالأمان الذي أصبح غائبا عن العديد من المقاصد السياحية في العالم العربي على وجه الخصوص.
واشار في حديث خاص مع “وجهات” ان التنمية السياحية في السلطنة تسير بشكل جيد رغم البطء في التنفيذ وأن هناك تطوراً كبيراً شهدته السلطنة في البنية الأساسية خاصة في القطاع السياحي، والذي أصبح يمثل اليوم أهمية كبيرة للدول التي تبحث عن تنوع اقتصادي في الناتج المحلي. ومما لا شك فيه أن السلطنة تمتلك مقومات سياحية عديدة تجعل منها بلدا سياحياً من الدرجة الأولى في استقطاب السياح من مختلف دول العالم المصدرة للسياح.
وقال: ستشهد السلطنة افتتاح العديد من الفنادق خلال السنوات الخمس المقبلة على اقل تقدير، وهذا بلا شك يتطلب خطة استراتيجية خاصة من حيث توفر العاملين في هذا القطاع، الامر الذي يستلزم تغيير انماط ونظم التعليم في السلطنة بما يحقق الفوائد لهذا القطاع وسوق العمل من حيث إدراك أهمية توفر كوادر عمانية تسهم في إنعاش هذا القطاع الذي يتوقع أن ينمو بشكل كبير خلال المستقبل القريب وفق دراسات عدة.
الأمر الذي يتطلب أن تعمل وزارة السياحة ووزارة القوى العاملة وفق خطط ممنهجة من حيث توفر كوادر عمانية تشغل الوظائف التي سوف تتوافر في القطاع الفندقي مع افتتاح العديد من الفنادق، بحيث لا يتمّ الاعتماد على العمالة الوافدة فقط، وهو ما يدعو إلى أن نتدارس احتياجات السوق الفندقي في السلطنة خلال الخمس سنوات المقبلة، والعمل على تأهيل وتدريب هذه الكوادر من الآن حتى تكون جاهزة لرفد سوق العمل في القطاع.
استعداد
وأكد كريستوف استعداد فندق ميلينيوم المصنعة لتدريب الشباب العماني لمدة عام كامل ضمن مختلف التخصصات على أن تتحمل وزارة القوى العاملة ووزارة السياحة رواتبهم خلال فترة التدريب.
واشار إلى شحّ الموارد البشرية الوطنية المتخصصة حيث قال: “إننا نكاد اليوم لا نجد العُمانيين لشغل العديد من الوظاف لدينا مثل وظيفة “شيف” أو كهربائي على سبيل المثال، فلا نجد من يتقدّم لهذه الوظائف، حيث أن أغلب الشباب يبحثون عن العمل في وظائف غير متخصصة كالبدالة أو ترتيب الغرف أو مكتب الاستقبال، إذ لا يرغب معظمهم في العمل في المطعم أو بعض الوظائف التي نحتاجها بشكلٍ ملحٍّ في الفندق”.
تطوير
وعن خطة التطوير في فندق ميلينيوم المصنعة، قال كريستوف شلايسينج : إننا في الفندق نسعى إلى تمكين أفراد المجتمع المحلي، حيث نعمل حالياً على خطةٍ لتطوير الفندق وإضافة العديد من الأنشطة والمرافق كحوض سباحة للعائلة والأطفال من أجل الاستمتاع بالأجواء المميزة في هذا المكان المطل على الشواطء الجميلة والذي يتمتع بالسكينة والهدوء. كما أننا نسعى لجعل الفندق من أبرز المزارات السياحية الرياضية، لا سيّما وأنه قد افتتح على موقع بطولة الكرة الشاطئية الآسيوية. ومن هنا فنحن نستعد لتنظيم بطولات محلية للتواصل مع المجتمع المحلي حتى يكون الفندق جزءًا من حياتهم اليومية. كما أننا نولي اهتماماً كبيراً بالاطفال، ونسعى لتوفير أجواء مسليّة لهم بما يعود بالراحة على الأسرة التي تزورنا للاستجمام والاسترخاء. لذلك يجب أن نوفر لهم الألعاب والفعاليات التي تمنحهم أجمل اللحظات في كل إجازة.
وسنقوم بإنشاء مطعم على البحر من خلال استغلال المساحة عند مدخل المرسى وتحويله إلى مطعم متخصص يقدّم أشهى المأكولات البحريّة. ونقوم كذلك بتجهيز بعض الخدمات الترفيهية الاخرى كخدمات “السبا” وجلسات التدليك عند حوض السباحة وإنشاء المطاعم المطلة على البحر في المبنى الآخر في الفندق.
وبقي أن أقول بأنّنا بصدد بناء مرفق حديث للألعاب المائية في منطقة المرسى، والتي ستكون الأكبر من نوعها في السلطنة حتى يستمتع السياح والأطفال ويقضون أمتع الأوقات.
البيئة المحيطة
وطالب مدير عام فندق ميلينيوم المصنعة بضرورة تطوير البيئة المحيطة في الولاية من قبل الجهات المعنية حتى يتوفر للسياح مناطق جذابة لزيارتها، فالمصنعة تمتاز بالأسواق التراثية والشعبية والقلاع والحصون، والتي تحتاج إلى عناية أكبر حتى يستمتع الزوار حينما يأتون الى الفندق لقضاء فسحة من الوقت. كما أكد على أهمية وجود المطاعم العُمانية والمقاهي التي تجذب السياح اليها بحيث يتوفر للسياح بيئة متكاملة.
حملة الصيف
وعن حملة الصيف التي دشنتها وزارة السياحة بالتعاون مع الفنادق في السلطنة، أكد شلايسينج على أهمية مثل هذه الحملة التي من شأنها المساهمة في انعاش الحركة السياحية في السلطنة خلال فترة ما يعرف بالركود الصيفي وتراجع نسب الإشغال الفندقي. وبالتالي فقد كانت هذه خطوة مهمة بلا شك وتمثل شراكة بين الوزارة والفنادق بما يدعم الحركة السياحية في السلطنة على مدار العام مع السعي لاستقطاب المزيد من السياح للاستمتاع بمقومات السلطنة السياحية.
وتساءل كريستوف حول عدم استغلال أكثر من 3 آلاف كيلو متر طولي للشواطىء في السلطنة والتي تعد فريدة في بيئتها الجاذبة للسياحة، وذكر بأنه بات من الضروري اليوم أن نعمل على جعل هذه الشواطىء ركيزة للانعاش السياحي في السلطنة.
وأشار إلى اهتمام الفندق بتقديم خدمات للسياح طوال شهر رمضان من بعد الافطار إلى بعد السحور حتى ينعش الحركة السياحية بالفندق من خلال سلسلة من الفعاليات والانشطة والوجبات، وهو ما يعزز من عمل الفندق بحيث لا يكون شهر رمضان راحة للفنادق كما يعتقد البعض.
زوار
وطرحت على مدير عام ميلينيوم المصنعة، سؤالا حول قول البعض أن السياح الأجانب يميلون إلى عدم الإنفاق كثيراً، فرد قائلاً، ربما يكون هذا الكلام صحيحاً، ولكن علينا أن نتساءل حول ما قدمنا للسياح حتى تزيد نسب إنفاقهم عند زيارة السلطنة. فحينما يأتي السياح لزيارة قلعة أو حصن ما فإنهم لا يجدون ما يشترونه من صناعات وهدايا عند القلعة، ولا يجدون المطاعم القريبة من الأسواق أو المقاهي الجاذبة. لذا علينا توفير ما يحتاجه السياح حتى يزيد إنفاقهم في البلد، كما يتوجب علينا البحث عن الأسواق التي يتميّز سياحها بنسب إنفاق عالية عند سفرهم إلى المقاصد السياحية.
أسواق جديدة
وأشار كريستوف إلى أنه من المهم اليوم أن نبحث عن أسواق جديدة للسياحة في السلطنة، مثل السوق الصيني والروسي وغيرها من الأسواق النشطة، ولكن علينا أيضا أن ندرس تجارب الدول الأخرى التي سبقتنا في الانفتاح على تلك الأسوق للتعرف على الايجابيات والسلبيات بما يعود علينا بالنفع والفائدة.
وأكد على أهمية أن يفتتح الطيران العُماني مزيداً من الرحلات المباشرة من وإلى الدول المصدرة للسياحة مثل بلجيكا وهولندا فهناك حركة سياحية مهمة إلى السلطنة من تلك الدول، وبالتالي فإن فتح خطوط مباشرة سوف ينعش الحركة السياحية الى البلاد.
أسعار
وعن وجود غلاء في أسعار الغرف والفنادق في السلطنة، قال مدير عام فندق ميلينيوم المصنعة، لا أعتقد أن هذا صحيح وخصوصاً في ظل الخدمات التي توفرها الفنادق ولا سيّما تلك التي تكون خارج مسقط، فلدينا أحواض السباحة والمطاعم الراقية والغرف الواسعة والشواطىء الجميلة. كما لو قارنت الأسعار بالدول الأوروبية، ستجد الفارق كبيراً مع كل هذه الخدمات التي تتوفر، كما أن وجود قلة في عدد الغرف قد يكون عاملاً آخر في ارتفاع الأسعار، ولكننا نؤكد أن اسعارنا في ميلينيوم المصنعة منافسة جداً للسياح.
تعمين
وأشار إلى أن نسبة التعمين في الفندق قد وصلت اليوم إلى 50 % وأننا نسعى جاهدين إلى أن نرفع النسبة إلى 60 % خلال الفترة المقبلة، ولكن نأمل أن نجد الكوادر العمانية المؤهلة والتي ترغب في العمل في قطاعنا الحيوي.
وكما أكدت في حديثي السابق على أهمية وضع استراتيجية واضحة للتعمين ورفد القطاع السياحي بالكوادر الوطنية الشابة بحيث نبدأ في تأهيلهم من الان وفق أسس وبرامج حسبما يحتاجه سوق العمل في المرحلة المقبلة التي تشهد توسعات كبيرة في انشاء الفنادق.
كادر….
مطالبة
طالب شلايسينج بأهمية توفير بعض الخدمات المساندة لقطاع الفنادق، مثل مركبات الاسعاف واطفاء الحريق على سبيل المثال، إذ يعد وجودها ضرورياً طوال الوقت، حيث يواجه بعض السياح حالات طارئة، وفي بعض الاحيان لا تتوفر مركبات إسعاف لنقل تلك الحالات إلى المستشفى أو المركز الصحي خلال وقتٍ قصير، فبعض الحالات لا تنتظر التأخير مثل الأزمات القلبية وغيرها من الحالات الطارئة التي تحتاج استجابة سريعة لانقاذ حياتها.