تزخر بتنوع تضاريسي وجيولوجي وتراث خالد ولاية طاقة.. وجهة سياحية جاذبة في موسم خريف ظفار

صلالة – وجهات|
 
تعتبر ولاية طاقة الواقعة في محافظة ظفار من أهم الوجهات السياحية التي يرتادها السياح في موسم خريف ظفار السياحي، نظرا للتنوع التضاريسي والجيولوجي في الولاية، كما أنها من أوائل الولايات في المحافظة التي تتأثر بالموسم السياحي. 

تتميز ولاية طاقة بمناطقها الجبلية وتشتهر بالعيون المائية، كما توجد بها كهوف ومغارات وخيران بالإضافة إلى شواطئها الفضية التي تجذب السياح إليها، وتحوي أيضا العديد من المعالم الأثرية التي تحكي حضارتها. وتقع ولاية طاقة على الشريط الساحلي لمحافظة ظفار وتبعد عن مدينة صلالة بمسافة ‎30‎كم، وهي ثاني أكبر مدينة بالمحافظة، وتطل على بحر العرب من جهة الجنوب، تتبعها إداريا نيابتان وهما مدينة الحق وجبجات. 

تحتوي ولاية طاقة على العديد من المواقع الأثرية منها مدينة «سمهرم» التي تعتبر من أقدم المدن إذ يعود تاريخها للألف الثالثة قبل الميلاد، وتتميز بمينائها الذي يعد من أقدم الموانئ في شبه الجزيرة العربية ومنه يصدر السلع والمنتجات المحلية إلى العالم. ويوجد بها حصن طاقة الذي يقع في وسط مدينة طاقة ويبعد عن ولاية صلالة بحوالي 33 كيلومترا، وأقيم الحصن على الطراز العربي الإسلامي من حيث الشكل والتصميم والزخارف. 
وتشتهر ولاية طاقة بالعيون المائية التي تعتبر من أهم المزارات التي يرتادها السياح، كما توجد بها كهوف ومغارات وخيران، ويوجد بها شاطئ «مدينة طاقة – خور روري»، والعديد من المحميات الطبيعية. 
ويعتبر وادي دربات من أهم الأودية المائية في محافظة ظفار وتتميز بمنظرها الخلاب وغابات من الأشجار الكبيرة وأشجار الصبار والسدر، فهي عبارة عن حديقة طبيعية ذات المناظر الساحرة. 

وينتشر في ولاية طاقة عدد من الحرف والصناعات والفنون التقليدية ومن أهم الحرف الصيد والرعي وتربية الماشية، واستخراج العسل ومشتقات الألبان والنجارة، ومن أهم الصناعات صناعة الجلود والسعفيات وشباك الصيد والمشغولات اليدوية والخياطة والتطريز، ومن أبرز الفنون التي تشتهر بها الولاية: فن الهبوت – الدان دون – الرعبوت – رقصة الزنوج – المدار – الدبرارت -الربوبة – البرعة – طبل النساء – الشرح، وتنتج الولاية زراعيا (الفاصوليا) الدجر – الذرة – الخيار (الحشوة) – النارجيل – الموزـ الفافاي. 
كما يعد متحف “تواصل الأجيال” و”بيت كوفان التراثي”  تعزيزا للنشاط التراثي والسياحي في ولاية طاقة خاصة ومحافظة ظفار عامة. 
يمثل «بيت كوفان التراثي» الذي تم تحويله لنزل تراثي بعد إجراء عدة ترميمات به لاستقبال الضيوف مزارًا سياحيًّا للتعرف على ملامح الحياة القديمة بالولاية واستكشاف العمارة العُمانية في الحي القديم بولاية طاقة بمحافظة ظفار لمن لهم ارتباطات علمية أو مهنية.
ويحتضن الحي القديم حصن طاقة الأثري، حيث بني في القرن التاسع عشر في عهد السُّلطان تيمور بن فيصل آل سعيد (1913-1932) وبرج العسكر الذي كان به عسكر الحكومة لحماية ومراقبة الولاية في تلك الأيام وجامع الشيخ العفيف التاريخي الذي كان يجتمع فيه أهالي الولاية من الريف والحضر لإقامة شعائرهم الدينية.

واكتسب الحي القديم بالولاية طابعًا حيويًا واجتماعيًا واقتصاديًا حيث كان الناس قديمًا يجتمعون فيه ويتبادلون أنشطتهم الاجتماعية والتجارية تحت شجرة كبيرة أمام الحصن، وبه الكثير من المنازل القديمة التقليدية ومنها هذا البيت الذي يُعبر عن حقبة تاريخية من حقب تطور الفن المعماري القديم وله قيمة تاريخية تتمثل في أنه من أقدم بيوت ولاية طاقة التاريخية يمتلكه المرحوم الشيخ سالم بن فرج كوفان أحد تجار الولاية في تلك الحقبة.
ويبلغ عُمر المنزل بما يُقدّر بـ 150 عامًا ويُعد من أجمل البيوت التقليدية في الولاية من حيث الشكل والتصميم والمظهر المعماري الفريد وسقفه المرتفع بألياف النارجيل والأخشاب المحلية، كالميطان وهي شجرة الزيتون البري، والصغوت وهي شجرة المشاط الظفاري، والركراك وهي أشجار الثورون والطين (اليبع) المخلوط ببعض الأحجار الصغيرة، ومخلفات المزارع حيث يتم دكه بأقدام الرجال كي يتماسك ومن ثم يدك بالعصى لمدةأيام حتى يتماسك جيدا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*