مسقط-وجهات | اختتم قارب الطيران العماني الجولة الثانية من سلسلة الإكستريم الشراعية في مدينة جينجداو الصينية، واستقرت به مجريات السباقات في المركز الثاني في ترتيب الجولة بفارق ست نقاط فقط عن فريق ألينجي السويسري، ولكنه لا يزال متصدراً الترتيب العام للسلسلة بفارق نقطتين عن فريق ألينجي.
وشهد اليوم الأخير من الجولة الثانية من سباقات الإكستريم في جينجداو رياحًا متوسطة تراوحت بين 5 إلى 10 عقدات مما سمح بإقامة ستة سباقات، واستطاع فرق الطيران العماني الظفر بالمركز الأول في السباق الأول والسباق الأخير من هذه السباقات الستة، ولكن فريق ألينجي السويسري ظفر بثلاثة مراكز أولى مكّنته من الظفر بلقب جولة الصين.
كانت الأيام الأربعة التي قضاها فريق الطيران العماني في خليج فوشان بمدينة جينجداو الصينية حافلة بالمفاجآت والتحديات، حيث كانت الرياح متقلبة في قوتها واتجاهها طوال الوقت، والضباب كثيفًا لا سيما في اليوم الأخير، وفوق ذلك واجه الفريق بعض الأعطال الفنية في الشراع الأمامي في اليوم الأخير. ولكنهم مع ذلك استطاعوا الصعود في نتائج الجولة من المركز السابع إلى المركز الثالث، ثم الثاني، وكانوا قاب قوسين أو أدنى من انتزاع المركز الأول في اليوم الأخير لولا إلغاء السباقات الأخيرة نتيجة الضباب، وقرار لجنة السباق الاكتفاء بالسباق الثامن عشر خوفاً على سلامة الطواقم والقوارب.
ومع أن الفريق كان يطمح إلى إضافة فوز ثانٍ إلى رصيده العام، فقط اكتفى بالمركز الثاني وإحدى عشر نقطة كفلت له الحفاظ على الصدارة في ترتيب الموسم بفارق نقطتين عن فريق ألينجي، ولكن ذلك يعني أن الجولة القادمة في كارديف بالمملكة المتحدة ستكون حاسمة للفريق العماني وسيتوجب عليهم مراجعة تكتيكاتهم لردع التقدم الذي أحرزه الفريق السويسري.
وأشار ربان قارب الطيران العماني أن التحديات لم تقتصر على تقلبات الرياح والضباب الكثيف، بل تعرض القارب لعطل فني في الشراعي الأمام مما أدى إلى تباطؤ الفريق وتفويت عدد من الفرص، حيث قال لارسون: “تمزق علينا شراع الجيب في السباق الثالث والاخير وكنا في مركز جيد ولكننا تعثرنا بسبب العطل الفني، وبقينا على هذا الوضع الذي أخرنا قليلا عن بقية القوارب. ومع ذلك لم يستسلم الطاقم وعُدنا إلى ساحة السباق مرة أخرى، وكان أملنا في السباق الأخير كبيرًا لأننا واثقون من قدراتنا وفرصتنا في قلب موازين النتائج في آخر لحظة”.
وأشار لارسون بأن هذه الجولة أبرزت إلى الساحة خصمًا جديدًا وهو فريق ألينجي الذي كان لارسون يبحر على رأسه لمدة ثلاث سنوات قبل انتقاله إلى الإبحار مع الطيران العماني. وعن هذه المنافسة قال لارسون: “أرفع القبعة احترامًا لفريق ألينجي على أدائهم الرائع طوال أيام السباق الأربعة، ونحن من جانبنا لم نذخر جهدًا للتغلب عليهم لكن رجحت كفتهم في الميزان هذه المرة، وسيتوجب علينا إيجاد طريقة لتعويض ما فات وتقليص الفارق الصغير بينا وبينهم في الجولة القادمة”. وأضاف لارسون: “واجهنا اليوم بعض الأحداث والتجارب التي لم نواجهها في السابق، لذلك سنأخذ الدروس من جولة الصين، وسنعود في المملكة المتحدة الشهر المقبل بقوة وعزيمة أكبر”.
من خلال هذه الجولة في الصين والجولة السابقة في مسقط، بدأت معالم هذا الموسم تتضح للمراقبين، ويبدو أن المنافسة الأشد ستكون بين فريقي ألينجي والطيران العماني وفق تقديرات البحّار العماني ناصر المعشري، حيث قال ناصر: “لا زلنا واثقين بقدراتنا في الجولات القادمة لأننا فريق قوي، ونحتاج فقط إلى ضبط بعض الجوانب والتغلب على بعض التحديات، وأتوقع أن نشهد هذا الموسم متعة كبيرة في المنافسات”. وأضاف المعشري: “بذلنا قصارى ما لدينا ولذلك فنحن سعداء بالمركز الثاني، ولا زالت أماما ست جولات أخرى في أوروبا وأستراليا، ونتطلع حاليًا إلى الجولة المقبلة في كارديف بالمملكة المتحدة. كان هدفنا هو الفوز بهذه المرحلة لتعزيز فرصنا في الترتيب العام للموسم، ولكن الفرق الأخرى المنافسة قوية للغاية لا سيما فريق ألينجي في هذه الجولة، وفريق ريدبُل من الجولة السابقة، وبعيدًا عن النتائج نحن سعداء بالأداء الذي قدمناه”.
ستأخذ الفرق الآن فترة راحة لمدة شهر ونصف تقريباً قبل انطلاق الجولة المقبلة في كارديف بالمملكة المتحدة يوم الخميس 23 يونيو وحتى 26 يونيو.
تجدر الإشارة إلى أن مشاركة قارب الطيران العماني في هذا الموسم تأتي بإدارة من عمان عُمان للإبحار التي تربطها علاقة وثيقة بسباقات الإكستريم الشراعي منذ عام 2009م عندما فاز القارب مصيرة في أول مشاركة عمانية، وبعدها جاءت مشاركات فريق الموج مسقط الذي حاز على اللقب أربع مرات، وكذلك فريق الطيران العماني الذي يعتبر أكبر المرشحين للظفر باللقب هذا العام. وبرز في هذه السباقات بحارة عمانييون من أمثال خميس العنبوري، وناصر المعشري وعلي البلوشي الذي يطمحون إلى إنجازات عالمية في هذه الرياضة.
وتعتبر سلسلة سباقات الإكستريم واحدة من أبرز سلاسل السباقات الشراعية في التاريخ الحديث، وذلك بفضل تبنيها أسلوب الإبحار القريب من الجماهير بحث تمنحهم فرصة لمشاهدة المنافسات عن كثب. وأصبحت السلسلة كذلك منصة مثالية للترويج للشركاء التجاريين مثل الطيران العماني والشركات العالمية الأخرى، كما تساهم مشاركات عمان للإبحار في هذه السلسلة في الترويج للسلطنة وإبراز تميزها البحري الذي عرفه التاريخ البحري منذ القدم.