بيت كوفان التراثي.. أول نزل سياحي ومتحف خاص في محافظة ظفار

طاقة – العُمانية|

احتفلت المديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار اليوم، بافتتاح متحف” تواصل الأجيال” و”بيت كوفان التراثي” تعزيزا للنشاط التراثي والسياحي في المحافظة تحت رعاية الشيخ طارق بن خالد الهنائي والي طاقة.

وقال خالد بن عبدالله العبري مدير عام المديرية العامة للتراث والسياحة بمحافظة ظفار: يأتي افتتاح أول متحف خاص مرخص من قبل الوزارة وأول نزل تراثي في محافظة ظفار اليوم بهدف إبراز التراث الثقافي وتعزيزا للسياحة التاريخية التي تشهد رواجًا كبيرًا في الآونة الأخيرة.

وأكد على أهمية استغلال الفرص الاستثمارية التي توفرها النُزل التراثية والخضراء ضمن جهود الوزارة الهادفة إلى إضفاء قيمة مضافة للقطاع السياحي في سلطنة عُمان، عبر الاستفادة من مكوناتها التراثية والبيئية المتوفرة في المواقع التراثية كالبيوت والحارات القديمة موضحًا أن الوزارة تمنح التراخيص للأفراد الراغبين في الاستثمار من خلال اتباع الاشتراطات الخاصة بهذه المنتجات السياحية المستحدثة لتصنيفها وبما يتناسب مع حجم وزخم الحركة السياحية التي تشهدها سلطنة عُمان.

ويمثل “بيت كوفان التراثي” الذي تم تحويله لنزل تراثي بعد إجراء عدة ترميمات به لاستقبال الضيوف مزارا سياحيًّا للتعرف على ملامح الحياة القديمة بالولاية واستكشاف العمارة العُمانية في الحي القديم بولاية طاقة بمحافظة ظفار لمن لهم ارتباطات علمية أو مهنية.

ويحتضن الحي القديم حصن طاقة الأثري، حيث بني في القرن التاسع عشر في عهد السُّلطان تيمور بن فيصل آل سعيد (1913-1932) وبرج العسكر الذي كان به عسكر الحكومة لحماية ومراقبة الولاية في تلك الأيام وجامع الشيخ العفيف التاريخي الذي كان يجتمع فيه أهالي الولاية من الريف والحضر لإقامة شعائرهم الدينية.

واكتسب الحي القديم بالولاية طابعا حيويا واجتماعيا واقتصاديا حيث كان الناس قديما يجتمعون فيه ويتبادلون أنشطتهم الاجتماعية والتجارية تحت شجرة كبيرة أمام الحصن، وبه الكثير من المنازل القديمة التقليدية ومنها هذا البيت الذي يُعبر عن حقبة تاريخية من حقب تطور الفن المعماري القديم وله قيمة تاريخية تتمثل في أنه من أقدم بيوت ولاية طاقة التاريخية يمتلكه المرحوم الشيخ سالم بن فرج كوفان أحد تجار الولاية في تلك الحقبة.

150 عاما 

وقال فيصل بن سالم كوفان المشرف على “بيت كوفان التراثي” إن عُمر المنزل يُقدّر بـ 150 عاما ويُعد من أجمل البيوت التقليدية في الولاية من حيث الشكل والتصميم والمظهر المعماري الفريد وسقفه المرتفع بألياف النارجيل والأخشاب المحلية، كالميطان وهي شجرة الزيتون البري، والصغوت وهي شجرة المشاط الظفاري، والركراك وهي أشجار الثورون والطين (اليبع) المخلوط ببعض الأحجار الصغيرة، ومخلفات المزارع حيث يتم دكه بأقدام الرجال كي يتماسك ومن ثم يدك بالعصى لمدةأيام حتى يتماسك جيدا.

وأضاف أن جدار المنزل مبني من الأحجار المحلية التي تسمى محليًا بحجر القص المرتبطة ببعضها البعض بالطين الخطري المحلي بعد أن يتم نقعه في الماء بفترة زمنية طويلة لزيادة قوة تماسكه وليونته بالإضافة إلى تميز المنزل بمداخله الواسعة ونوافذه وأبوابه المنحوتة من الأخشاب المحلية المستوردة من الهند وأفريقيا.

المنزل الظفاري 

وأشار إلى أن هذا النزُل يُجسّد “المنزل الظفاري” القديم بجميع مقتنياته من ملابس وأثاث وأدوات ووثائق مرحلة زمنية من حياة أهل ولاية طاقة، ويحكي تاريخ الولاية عبر الأجيال، ويعطي الزائر صورة شاملة عن تلك الحقبة مبينًا أن ما يميز المبنى التاريخي أنه كان مسكنا عائليًّا ومأوى للكثير من العوائل الأخرى غير ملاك المنزل يلجأون إليه أثناء الأزمات والأنواء المناخية الصعبة وكانت به محلات تجارية.

ووضّح المشرف على “بيت كوفان التراثي” بأن النزل يتكوّن من ثلاثة طوابق حيث توجد بالطابق الأرضي غرف يُطلق عليها بالمحلي (دهاريز) وتستخدم للتخزين والمحلات التجارية، وفي الطابق الأول غرف تسمى “محايل”وتحتوي على مطبخ ودورة مياه واحدة فقط تنقسم إلى مسبح ومطهر ومساحات لقضاء وقت الاستجمام،أما غرف الطابق الثاني فتسمى” قصور” وتستخدم للسكن وتحتوي على مكونات الطابق الأول نفسها.

محتويات 

كما يحتوي البيت على الكثير من المقتنيات الأثرية مثل أدوات المطبخ والأواني القديمة والمشغولات اليدوية وأدوات تتعلق بزينة المرأة كالعطور والبخور والمقتنيات الأخرى والفخاريات والأواني النحاسية والمعدنية القديمة والمناديس العُمانية وأدوات تصنيع منتجات الألبان.

من جهة أخرى، يُضم متحف ” تواصل الأجيال” بولاية طاقة – أول متحف خاص بمحافظة ظفار- أربعة أقسام وهي الساحة الخارجية وتشمل عرض الأشجار المحلية منها أشجار “اللبان ونخلة النارجيل والسغوت والكليت” ومجموعة من النوافذ ذات التصميم القديم وسفينة الغنجة وبعض أنواع شباك الصيد والأحجار المستخدمة في البناء قديمًا.

أما القسم الثاني “قاعة الاستقبال” فتحتوي على البيئة البدوية حيث تضم خيمة الصوف والجلسات البدوية والجلود وبعض أدوات الطبخ والزي البدوي والأدوات الموسيقية مثل الضرغام والربابة ومكتبة تضم مجموعة من الكتب، ثم القسم الثالث “قاعة أم سالم” وتضم البيئة الحضرية ” المناديس والأزياء الرجالية والنسائية وأدوات الطبخ والراديوهات والمسجلات ولوحات الطواويس والمناظر”.

البيئة الريفية

كما يتضمن القسم الرابع من المتحف “القاعة الكبرى” وتشتمل على البيئة الريفية المتمثلة في البيت الريفي المكوّن من الحطب والقش والحبال و أدوات المطبخ والزي الريفي للرجل والمرأة كالصبيغة وثوب النيل وصناعة الجلود والفخار والسعفيات والأبواب والنوافذ وأدوات التعليم قديمًا بالإضافة إلى قاعة “ديرهم” وتحتوي على النقود العُمانية المعدنية والورقيةقديمًا وصور السلاطين ومجسمات السفن والقلاع والحصون والأبراج والبيوت والمساجد والمناديس .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*