خصب – وجهات|
تتواصل بمحافظة مسندم فعاليات مهرجان سينمانا الدولي في دورته الرابعة وسط تقديم جملة من الورش والمحاضرات وعروض الافلام السينمائية التي نفذها الفنانين المشاركين في المهرجان الذي ينضمه نادي أهلي سداب بالتعاون مع مكتب محافظ مسندم خلال فالترة من 4 إلى 8 فبراير الجاري.
وشهد اليوم تنفيذ عدد من الورش وعرض عدد من الأفلام ندوة التمثيل السينمائي، فعلى مسرح المجمع الرياضي بخصب أقيمت صباح الاثنين ندوة تخصصية في التمثيل السينمائي قدمها الفنان القدير دريد لحام، وأدار الحوار الدكتور عبدالكريم جواد، بحضور السيد ابراهيم بن سعيد بن ابراهيم البوسعيدي محافظ مسندم وعدد من ضيوف سلطنة عمان والمهتمين بالشأن الثقافي والسينمائي.
وتحدث الفنان دريد لحام خلالها عن التمثيل في المسرح بشكل عام عبر المحطات الزمنية، فقال: في السابق كان العمل الفني يصطدم بحملة من التحديات والصعاب فلم تكن التقنيات التي تسهل عملية أداء العمل تسير بطريقة سلسلة وانما يعتريها محطات صعبة، ففي السابق كان يتم التصوير منفردا وتركيب الصوت منفصلا وهكذا بالنسبة للموسيقى، مما جعل العمل صعبا وشاقا وأثر حتما على أداء الممثل فيصيبه الاجهاد والارهاق، أما في الوقت الحاضر أختلفت الأساليب وتوفرت الادوات والطرق فاختصرت كل شيء بما فيها الزمان والمكان والشكل والمضمون فصار على الفنان أن يستغل هذه الادوات في تقديم كل ما بوسعه، وعليه إن يجاهد ويقاتل لايصال الرسالة الهادفة للجميع وأن يحقق حلمه كونه أختار هذا المجال والدفاع عنه وصولا لتحقيق الأهداف التي يرمي لها .
وأضاف: أن اي فيلم يبدأ بفكرة ومن ثم يبني عليها عملا فنيا منسجما مع الواقع الذي المعاش، وأعطى الفنان دريد على ذلك مثالا للفيلم الذي انتجه عام 1984 والذي كان بعنوان “الحدود ” الذي مر بقصة حدثت معه مصادفة خلال رحلته من دمشق إلى بيروت عندما تعرض عام 1984 لحادث ليلي في يوم ماطر تتساقط فيه الثلوج وفقد كل ما يملكه من وثائق تسببت في عدم استطاعته دخول دولة اخرى بدون اثباتات، فالفكرة كلما كانت كبيرة يخرج العمل ناجحا وكبيرا.
وعقب الندوة، قال السيد ابراهيم البوسعيدي محافظ مسندم: إن الفعاليات الثقافية عادة ما تكون مرثية وذات قيمة كبيرة لأن الثقافة شيء مهم في حضارة الشعوب، وهذا الحدث بوجود فنانين كبار من مختلف اقطار الوطن العربي وممثلين من بعض دول العالم، حلقة وصل مع الفنانين الموجودين او الراغبين الدخول إلى هذا الفن سواء كان السينما او كالتمثيل على الصعيد الشاشة الصغيرة، فهو يقرب لهم هذا الكم من الابداع الذي يستطيعون ان ينهلوا منه الكثير ولربما تضيف في تجربتهم وفي ثقافتهم وفي مستقبلهم الفني الكثير.
واضاف: هناك ارصدة كبيرة مرتبطة بالترويج السياحي للمحافظة وتعطي الجانب الثقافي وزنا اكبر في انشطتنا وبرامجنا في المحافظة. موضحا أن موسم شتاء مسندم يتضمن برامج كثيرة ومتعددة ومن اهم الفعاليات استضافة مهرجان سينيمانا الدولي الرابع، سينما خاصة في الشأن الثقافي لانه الرصيد كبير بوجود قامات تلقي محاضرات وتقدم حلقات عمل وندوات وتعرض ايضا تجربتها الفنية إلى جانب عرض عدد من الافلام القصيرة التي تضيف الى رصيد الشباب الداخل في هذا الفن في المحافظة ومن المحافظات الأخرى، لذلك نؤكد على اهمية هذا المهرجان في العادة الثقافية والسياحية والفنية.
السينما والانتاج
كما تضمن المهرجان إقامة ندوة “السينما بين الإنتاج التجاري والمستقل” التي أقيمت بالمجمع الرياضي بخصب، ناقشت أبرز التحديات التي تواجه عملية الانتاج للأفلام السينمائية القصيرة والطويلة شارك في الندوة عدد من الفنانين المشاركين في المهرجان وهم نجم عاكف من الأردن وسعد العصاني من العراق والمخرجة رشا بركات من سوريا والفنانة الهندية جوري ناريل والمخرج الهندي زكريا محمد. تحدث كل منهم عن تجارب دولهم في الإنتاج السينمائي سواء التجاري أو المستقل، موضحين أن السينما المستقلة هي عباره عن جهود ومبادرات فرديه غير مدعومة وبالتالي فالمخرج والمنتج ينتج الافلام خارج منظومة الدعم، وهي بذلك تعاني من قلة الدعم المالي المؤسسي، لذلك تقوم على جهود الأفراد، كما أن هذا النوع من الإنتاج نادرا ما تتاح لهم العرض في أدوار العرض العالمية كونها تضم نجوما مغمورين.واوضحت التجربة الهندية إن انتاج الافلام القصيرة والطويلة التجارية أو المستقلة لها نصيب من الدعم الحكومي والمؤسسي، كما أن الإنتاج الهندي ارتبط بالمناطق المختلفة واللغات التي يتحدث بها المجتمع الهندي لذلك كان الإنتاج وفيرا، فكل منطقة كانت تنتج عددا كبيرا من الأفلام، فمنطقة كيرلا وحدها تنتج 150 فيلما تجاريا، واكدت التجربة الهندية أن وفرة الأعمال الهندية جاء نتيجة دعم الحكومة والمؤسسات للمنتجين حيث تقدم للمنتجين دعم من 3٪إلى 50 % مما اسهم في استمرارها ووفرة الإنتاج السينمائي في الهند .
وقدم الفنان المصري طارق زمزم ندوة (المبادئ الأساسية لكتابة السيناريو السينميائي) تحدث فيها عن كتابة السيناريو التي تعد إحدى أهمّ خطوات إعداد الفيديو، وهو سلسلة متتابعة من الحوارات والمشاهد التي تُشكّل الفيديو وترسم هيئته العامة، وتحوّل الأفكار والرسائل التي تريد إيصالها للجمهور إلى قصة ممتعة محبوكة تجذب اهتمامهم، وتُعدّ مهارة كتابة السيناريو من المهارات الضرورية للمسوقين والمدونين، لأن السيناريو الجيد هو أساس أي عمل ناجح، مهما كانت طبيعته، وتتطلب مهارة كتابة السيناريو حسًّا أدبيا، وخبرة في تحويل الأفكار إلى سيناريوهات ذات حبكة مناسبة.
كما تحدثت الندوة عن عناصر كتابة السيناريو وكيفية بناء حبكة السيناريو والتأليف الفني. وشهدت الندوة الكثير من المداخلات والمناقشات التي أثرت موضوع الندوة.