طبرقة.. لؤلؤة سواحل تونس الخضراء

تونس – وجهات|
 
تقع مدينة طبرقة التونسية شمال غرب البلاد في محافظة جندوبة قرب الحدود الجزائرية، وهي محاذية لمدينتي عنابة والقالة، وتحتل المدينة المرتبة الثانية على مستوى العالم في تصدير المرجان، وتعرف بلؤلؤة سواحل تونس الخضراء، تتميز بجمالها وإطلالتها على البحر الأبيض المتوسط.
ويتميز شتاؤها بالبرودة وتساقط الثلوج، وتزداد بهاء وبهجة في فصل الصيف، حيث تحيط بها الجبال والسواحل والخلجان الصخرية والغابات الخضراء التي تغطي المدينة من كل الجوانب، إذ تمثل محطة استثنائية للسياح من تونس ومختلف أنحاء العالم.
تأسست المدينة قبل حوالي 2800 عامٍ على يد الفينيقيين، وكانت تُدعى «ثابركا»، الذي يعتبر أمازيغي الأصل، وتعني التسمية موطن الظلال أو بلاد العقيق، وقد شهدت المدينة عصوراً مزدهرة، خلال القرنين الثالث والرابع الميلاديين، حيث كانت في ذلك الوقت معبراً للتجار الرومانيين، حيث كانوا ينقلون الرخام، والحبوب والفلين، وقد سيطرت جمهورية جنوة الإيطالية على المدينة في الفترة الواقعة بين 1540 – 1741 ميلادية، ثم خضعت بعد ذلك لحكم عائلة لوميني الإيطالية الثرية التي خلفت وراءها حصناً ضخماً على أراضي إحدى الجزر القريبة من المدينة، والتي لا تزال إطلاله قائمة على أطراف المدينة. ويقول الشاعر شكري الغزواني أحد أبناء المدينة… طبرقة تحفة فنية تتعدد تضاريسها لترسم لوحة متجانسة من البحر والجبال وغابات الأشجار المتنوعة كالبلوط والفلين، في مزيج رائع من الهضاب والسهول والوديان. وتشهد المنطقة المحيطة بها كل عام قدوم العديد من أنواع الطيور المهاجرة، وقد تغنّى بها الشاعر اللاّتيني يونيوس يوفيناليس، ومر بها الشاعر التونسي الخالد أبو القاسم الشابي في رحلة استجمام لما نصحه الأطباء بالإقامة في مكان ظليل.

البيئات الثلاث
وساعدت طبرقة طبيعتها الخلابة لاستقطاب الوافدين إليها من الداخل والخارج، فهي وجهة محببة شتاءً وصيفاً، حيث البحر الصافي والجبال الوارفة الظلال، إذ تتشابك البيئات الثلاث الزراعية والجبلية والبحرية في مكان واحد، وهو ما يضفي عليها مسحة خاصة، بالإضافة إلى الفنادق والمنتجعات الخاصة بالعلاج بالمياه المعدنية التي يأتيها العديد من السياح للعلاج والاسترخاء.
وتعتبر أنشطة الغوص المختلفة لرؤية جراد البحر والشعاب المرجانية التي تستخدم بشكلٍ أساسي في صناعة الجواهر من أبرز ما يميزها، بالإضافة ويُقام في المدينة عدة مهرجانات، أشهرها: مهرجان الموسيقى اللاتينية، والمهرجان الدولي للجاز، ومهرجان الموسيقى العالمي الذي يقام سنوياً منذ ستينيات القرن الماضي.

القرميد الأحمر
جمال المدينة الطبيعي زاده بهاء منازلها البيضاء والزرقاء التي تعتليها أسقف مكسوة بالقرميد الأحمر، وهو ما يجعلها تختلف عن كل المدن التونسية، كما خلفت الحضارات القديمة العديد من المعالم المميزة في المدينة الحضارات القديمة مثل الإبر التي تعود إلى العصر الحجري، وهي عبارة عن صخور مدببة يصل طولها إلى حوالي 20م، وبالمدينة قلعة تاريخية محاذية لها يعود بناؤها إلى القرن الرابع عشر الميلادي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*