دبي-وجهات | توظف مطارات الشرق الأوسط استثمارات تتجاوز قيمتها ملايين الدولارات بهدف التزود بأحدث التكنولوجيات وتعزيز نظمها الرامية إلى ضمان تجربة المسافرين وأمنهم في آن معاً، وتأتي هذه الاستثمارات متزامنة مع تجاوز الشرق الأوسط لمعدل النمو العالمي في الحركة الجوية.
ومن المنتظر وفقاً للاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) أن يحقق الشرق الأوسط نمواً كبيراً وزيادة بواقع 237 مليون مسافر سنوياً بحلول العام 2034، فيما تقدر اياتا الحجم الإجمالي للسوق بحدود 383 مليون مسافر. وتضطلع دولة الإمارات العربية المتحدة بأعلى معدل نمو للطيران في المنطقة.
وتركز المطارات على الاستثمار في التكنولوجيا الذكية بهدف التعامل بفاعلية مع النمو السريع والأعداد الكبيرة من المسافرين، مع سعيها في الوقت نفسه لضمان الأمن.
وقال محمد عبد الله أهلي، المدير العام لهيئة دبي للطيران المدني: من المهم أن نعمل على تعزيز تقافة سلامة فعالة وشفافة ونزيهة بالنظر إلى النمو المستمر والتعقيد المتزايد الذي تتمتع به صناعة الطيران.
ويسعى مطار دبي الدولي الذي يعتبر بالفعل المطار الأول في العالم لجهة التعامل مع العدد الأكبر من المسافرين الدوليين، لكي يصبح المطار الأكثر ازدحاماً في العالم في أسرع وقت ممكن، حيث تقدم المطار من المركز السادس في العام 2014 ليحتل المركز الثالث عالمياً في تصنيف مجلس المطارات العالمي لحركة المسافرين 2015 بعد أن تمكن في العام الماضي من استقبال 78 مليون مسافر.
وعن أهمية التكنولوجيا في دعم صناعة الطيران العالمية خاصة من الجانب الامني ، قال اللواء عبيد مهير بن سرور، نائب المدير العام للإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي: تعتبر الانظمة والبرامج والتقنيات التكنولوجية الذكية واحدة من ابرز الحلول لتعزيز معايير الأمن والسلامة في صناعة الطيران العالمية، ونحن في مطار دبي نعتمد افضل الممارسات على هذا الصعيد .
وأضاف؛ عدد المسافرين العالمي يتزايد بسرعة ويقدرّ له ان يتخطى رقم 7 مليارات مسافر بحلول عام 2030 حسب منظمة اياتا، وهذا بالتأكيد سيولد المزيد من التحديات امام صناع القرار ومشغلي المطارات، ومن هنا على الجميع التحول عن الطرق التقليدية في مجال انجاز اجراءات السفر في المطارات وانتهاج اساليب متطورة تعتمد على الحلول الذكية لتسهيل تدفق المسافرين بدون المساومة على المعايير الأمنية وهو ما نعتمده في مطار دبي الدولي لمواكبة النمو القياسي بأعداد المسافرين حيث نتوقع التعامل مع 85 مليون مسافر بنهاية العام الجاري”.
وقال اللواء عبيد؛ ان الطرق التقليدية التي كانت معتمدة في السابق لدى منافذ الجوازات في المطارات المختلفة، لم تعد ممكنة في وقتنا الراهن حيث ملايين الاشخاص يسافرون عبر المطارات على مدار الساعة، وانطلاقا من هذه الرؤية شرعنا بتطبيق سياسة السفر الذكي عبر مطار دبي الدولي وقمنا بتركيب 125 بوابة سفر الكترونية وذكية ضمن اطار تحولنا نحو الحلول الذكية واعتماد ارقى التقنيات لتعزيز المعايير الامنية فيما يتعلق بضوابط التعامل مع القادمين والمغادرين عبر منافذ الجوازات في مطار دبي للحفاظ على حدودنا ومكتسبات الامارات على هذا الصعيد”.
وتشير التقديرات وفقا لتقرير صادر عن فروست أند سوليفان، إلى أن الإنفاق العالمي السنوي على أمن المطار سيرتفع إلى 12.67 مليار دولار بحلول العام 2023.
وتعتبر المطارات التي يزورها الملايين من الناس عرضة بشكل خاص للتحديات والمخاطر، فيما تسعى جاهدة في نفس الوقت لتقديم أعلى مستويات الجودة في خدماتها للمسافرين وتحويل الوقت الذي يقضونه في المطارات إلى تجربة ممتعة ومجزية. وعليه هناك حاجة ماسة لإيجاد الحلول التي من شأنها تعزيز العمليات وتوفير أقصى درجات السلامة والأمان دون عرقلة تجربة الركاب.
وسوف تجلب النسخة السادسة عشرة من معرض المطارات الذي سيعقد في دبي في الفترة بين 09 و11 مايو، الشركات الرائدة في العالم لعرض أحدث حلول ومنتجات السلامة والأمن.
وقال دانييل قريشي، مدير مجموعة المعارض في شركة ريد إكزبيشنز الشرق الأوسط: “إن صناعة الطيران في الشرق الأوسط تشهد نموا غير مسبوق. كما يجلب هذا النمو مجموعته الخاصة من التهديدات التي تحتاج المطارات الى التعامل معها بشكل فعال. وتلعب التكنولوجيا الذكية دورا هاماً في مساعدة المطارات على استباق التهديدات المتطورة باستمرار. ويمثل معرض المطارات منصة مثالية لاستكشاف أحدث الحلول التكنولوجية في أقسام مختلفة من أمن المطارات.
وتتضمن الفئات الرئيسية من تكنولوجيات أمن الطيران التي ستظهر خلال الأعوام القادمة نظم السلامة المراقبة، ونظم مكافحة الطيور، وكاميرات ومعدات المراقبة، ونظم تفتيش الركاب والأمتعة، ونظم مراقبة محيط المطارات والواصلين إليها، ونظم المراقبة الرقمية والحيوية التي ستكون جميعها متاحة في موقع معرض المطارات.