المتحف الوطني ينظم معارض خارجية تبرز الدور الحضاري لسلطنة عُمان

مسقط – العُمانية|

يسعى المتحف الوطني إلى المشاركة في إبراز الموروث والدور الحضاري والتاريخي والثقافي والعلمي لسلطنة عُمان على المستويات الإقليمية والدولية، وتنظيم مبادرات ومعارض وتجليات من تراثها الفريد عبر العصور، للتعريف به داخل السلطنة وخارجها، من خلال التعاون مع مجموعة منتقاة من المؤسسات المتحفية الرائدة والعريقة على مستوى العالم، وتوقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات معها في المجالين الثقافي والمتحفي.

ومنذ افتتاحه رسميا في 15 نوفمبر من عام 2015 نظم المتحف العديد من المعارض الخارجية، كما استضاف عددا من المعارض المتحفية للتبادل الثقافي، وإثراء الثقافات وتنمية التفاهم المتبادل والتعاون مع المؤسسات الثقافية الإقليمية والدولية.

وقال جمال بن حسن الموسوي أمين عام المتحف الوطني، أن هناك العديد من الفعاليات ستقام خلال الأشهر القادمة في إطار البرنامج السنوي للمتحف للتعريف بتاريخ عُمان وحضارتها، وفتح قنوات للحوار بين الثقافات والأجيال بطريقة تعزّز نقل المعرفة.

ووضح أنه “تنفيذا للاتفاقية الموقعة مع متحف ليون للفنون الجميلة بالجمهورية الفرنسية منذ 3 سنوات وتأخر تنفيذها بسبب جائحة كورونا، سنشارك فيه في شهر ابريل القادم بمعرض من مقتنيات المتحف الوطني، نتناول فيه حضارة اللبان وثقافة الطيب على أرض عمان وهي تجربة تاريخية تمتد لقرابة خمسة آلاف عام في إطار الدبلوماسية الثقافية التي ينتهجها المتحف بهدف تعزيز أواصر الصداقة والمحبة مع الدول الشقية والصديقة، وتعريف الزائر بالرصيد الحضاري لثقافة الطيب ذات المنشأ العُماني من حضارة مصر الفرعونية، مرورا بالحضارة الإغريقية، والحضارة الرومانية، وإيطاليا القرون الوسطى، وفرنسا القرون الوسطى، الشرق الأقصى وعصر التنوير في أوروبا وفرنسا الحداثة وهي محطات تاريخية نشأت نتيجة هبة عُمان للعالم، ألا وهي “اللبان”.

وأشار إلى أن استضافة بيت جريزة التابع للمتحف الوطني معرض “دروبٌ عطرة” ابتداء من 17 أكتوبر الماضي ولمدة 7 أشهر في إطار التعاون القائم مع متحف ليون للفنون الجميلة أول خطوة للتعاون متوسط الأمد بين الجانبين تنفيذا لاتفاقية التعاون المشترك، التي تشمل التدريب والتأهيل المهني وإقامة المعارض والمعروضات وتبادل المقتنيات والتبادل المشترك في الخبرات والمعارف ودراسة المقتنيات، حيث ستمتد إعارة 23 قطعة فنية منتقاة من روائع متحف ليون لتعرض في بيت جريزة حتى 7 مايو من العام القادم 2023م، كما سيتم تنفيذ عدد من حلقات العمل والدورات التأهيلية التي ستقام بمقر المتحف الوطني الرئيس تستهدف العوائل والأسر من منطلق معرض ليون عن ثقافة الطيب “اللبان”. 

وأضاف أمين عام المتحف الوطني أن المتحف “بصدد إعداد عدد من الفعاليات المهمة التي سيتم تدشينها في يناير من العام القادم في إطار احتفالات سلطنة عُمان باليوبيل الذهبي على تأسيس العلاقات الدبلوماسية مع الاتحاد السويسري ومع جمهورية النمسا، ولدينا هذا العام معرض مستمر “معرض وفعاليات يوم عُمان” بمتحف حلب الوطني كأول متحف على مستوى العالم يعود إلى حلب ثقافيا”. وكان الجانب العُماني قد وافق على تمديد وجود 32 قطعة كانت قد عُرضت في المتحف الوطني بدمشق ستُعرض لمدة 6 أشهر أخرى في متحف حلب الوطني أهم المتاحف في سوريا”.

وتُعد إقامة مبادرة “يوم عُمان” في متحف حلب الوطني على نحو سنوي أحد المتاحف العالمية العريقة، المحطة الرابعة لها، فقد تم تدشين أول مبادرة بعنوان “يوم عُمان” بمتحف الإرميتاج العريق بروسيا الاتحادية في العام (2018م)، والثانية في المتحف الوطني للفنون الجميلة بجمهورية بيلاروس في العام (2019م)، والثالثة في المتحف الوطني بدمشق في نوفمبر من عام 2021، ويجري حاليًّا التفاوض بشأن استضافة هذه المبادرة في كل من المتحف الوطني للفنون الجميلة في مدينة ليون بالجمهورية الفرنسية، والمتحف التاريخي الوطني بجمهورية أوزبكستان.

وأضاف أن قاعة عُمان مستمرة بمتحف الارميتاج العريق بسان بيترسبورج وتركز على مجموعة من اللقى الأثرية المنتقاة بعنايةٍ تحمل بُعدًا تاريخيًّا لعُمان عبر العصور، وتدشين ركن الإرميتاج بقاعة عُمان كما تم في عام 2019 استضافة مبادرة ومعرض (يوم الإرميتاج) في المتحف الوطني لتكون أول محطة عالمية لهذه المبادرة.

وحول التعاون مع الدول العربية الشقيقة، قال الأمين العام للمتحف الوطني تم تدشين الدفعة الثانية من إعارة مجموعة منتقاة من المقتنيات العُمانية إلى متحف اللوفر في أبو ظبي بعد نجاح الاستعارة الأولى التي تمت في عام 2017 واستمرت إلى هذا العام. وتتمثل هذه المقتنيات في كنز الوقبة التاريخي الذي يضم أكثر من (400) درهم فضي تُؤرخ للعصور الإسلامية المبكرة، ومبخرة صدفية تحمل لبانا متحجرا، بهدف تعريف الزوار بحضارة أرض اللبان والدور الحضاري لعُمان على طريق الحرير البحري.

وأعلن الموسوي عن تدشين معرض “نشأة وتطور الحضارات القديمة في عُمان” في ديسمبر القادم بمتحف الشارقة للآثار هو الأول لسلطنة عُمان بدولة الإمارات العربية المتحدة في خمسة عقود.

وفيما يتعلق بحفظ وصون المقتنيات في المتحف الوطني، أوضح جمال بن حسن الموسوي، أن هناك شقين، شق يتعلق بحفظ وصون المقتنيات العُمانية والعُمانية المنشأ، وهو عمل مستمر ومتواصل وفق خطة عمل سنوية، وشق يتعلق بحفظ وصون التراث السوري المتضرر خلال سنوات الأزمة، حيث سيتم العمل على دفعات جديدة في العام القادم 2023، كما أننا نهيئ ما تبقى من الدفعتين الأولى والثانية لتسليمه إلى دمشق في ديسمبر القادم.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*