مسقط – وجهات | خاض مجموعة من بحّارة عُمان للإبحار أول تجربة لهم للمنافسة على المقاعد الأولمبية في البطولة الآسيوية للإبحار الشراعي التي أقيمت في إمارة أبو ظبي خلال الفترة من 5 إلى 12 مارس 2016م، حيث حققوا نتائج واعدة مثبتين جدارتهم في منافسة أشهر البحّارة على مستوى قارة آسيا في ثلاث فئات أولمبية وهي فئة قوارب الـ49، وقوارب الليزر، وفئة آر.أس.أكس للتزلج الشراعي.
ففي فئة قوارب الـ49 شارك الثنائي مصعب الهادي وهاشم الراشدي بقوة أبهرت الجميع، يدفعهما طموح لحجز مقعد أولمبي في الألعاب الأولمبية 2020م، واكتسحا المركز الأول في ثلاثة من آخر أربعة سباقات واستقرا في المركز الثالث من الترتيب العام، واستحقا بذلك الميدالية البرونزية. أثبت هذا الثنائي أنهما أقدر من غيرهما في تحقيق سرعات عالية في ظل الرياح الخفيفة، لا سيما في السباق الختامي الذي تضاعف فيه النقاط حيث استطاعا تقليص فارق النقاط مع خصمهم الكوري في المركز الثاني إلى نقطة واحدة فقط، وعشر نقاط عن الفريق الياباني الذي ظفر بالمركز الأول والمقعد الأولمبي الوحيد المتاح في هذه البطولة في هذه الفئة.
يتدرب الثنائي العماني على يد المدرب جيوين جيبيك، ويبدو أنهما أظهرا حنكة استثنائية في رسم التكتيكات والتعطش للفوز حسبما قال المشرف على تطوير الإبحار الشراعي ألين تشامبي الذي رافق الفريق العماني في أبو ظبي، وشاهد حجم المنافسات الحامية التي شارك فيها 138 بحّاراً من 21 دولة في ست فئات أولمبية، وقال تشامبي: “أظهر الثنائي مصعب وهاشم قدرة تستحق التقدير في زيادة سرعة القارب في الرياح الخفيفة، وانتهجا استراتيجية مثالية في الإبحار عكس اتجاه الرياح. مع مرور الوقت سجل مصعب وهاشم تطوراً ملحوظاً في الأداء، وكان أداؤهما مشجعًا جداً إذا ما نظرنا إلى أنها حديثا العهد بهذه الفئة الأولمبية حيث باشرا التدرب في هذه القوارب قبل سنة واحدة فقط. يمتاز هذا الثنائي بأنهما يحبان هذا القارب ويحبان الإبحار مع بعضهما البعض، لذلك أتوقع أن تكون فرصهم جيدة للتأهل إلى الألعاب الأولمبية في المستقبل”.
أما في فئة الليزر فقد شارك فيها البحّار حسين الجابري الذي ظفر بالذهبية في بطولة مجلس التعاون للشراع الأسبوع الفائت، وشارك معه كذلك أحمد الحسني تحت إشراف المدرب سام ليليفير، وبرزا كأحد أقوى المنافسين وأحرزا المركزين الخامس عشر والحادي والعشرين من بين أقوى 41 متنافساً من قارة آسيا.
ومن جهة أخرى شارك البحّار العماني وليد الكندي في فئة آر.أس.أكس للتزلج بالألواح الشراعية بعد انقطاعه لمدة 12 شهراً عن هذه الرياضة بسبب إصابة في الظهر، وقدم أداءًا رائعًا أظهر حجم الجهد الذي بذله من أجل استعادة لياقته وعافيته، إلا أن منافسيه الآخرين كانوا أوفر حظاً منه في ترتيب النتائج.
وأضاف مدير تطوير الإبحار الشراعي في عمان للإبحار: “هذه أول مرة ينافس فيها البحّارة العمانيون في بطولات آسيا للإبحار الشراعي، والحق أنهم أثاروا دهشة المدربين بعزيمتهم التي لم تنكسر وتركيزهم الذي بقي صامداً حتى في السباقات الصعبة. وقد أظهر البحّارة في فئتي الـ49 والليزر أنهم قادرون على المنافسة ضد أفضل البحّارة في قارة آسيا. الخطوة القادمة هي أن نبرهن قدرتهم على المواصلة بنفس الوتيرة والمستوى في المستقبل”. واختتم تشامبي حديثه وقال: “لأول مرة شعرنا بأن هناك مشاعر مشتركة وجهود متوازية لدى الجميع لتقديم الأفضل وتحقيق أقوى النتائج، وكانت هذه تجربة ممتعة للجميع”.
المحطة الكبرى القادمة لبعض هؤلاء البحّارة ستكون في الألعاب الآسيوية بعد سنتين في ماليزيا، ولكن مصعب الهادي وهاشم الراشدي سيباشران في شهر أبريل القادم الاستعدادات لخوض منافسات البطولات الأوروبية في فئة قوارب الـ49 الأولمبية في برشلونة، في حين سيشدّ الفريق الأولمبي الرحال إلى مدينة ميديمبليك في هولندا في شهر مايو لخوض سباقات ديلتا لويد لفئات القوارب الأولمبية.