العثور على آلاف القطع النيزكية أصلها من القمر والمريخ والكويكبات
ظفار – الأناضول|
تُعرف سلطنة عمان بأنها المنطقة الثانية عالميا من حيث عدد سقوط النيازك فيها، بنسبة بلغت 4.8 بالمئة من النيازك التي وجدت على كوكب الأرض.
وتعتبر النيازك الصخرية الأكثر انتشاراً في عُمان، التي سبق أن عُثر فيها على 55 نيزكاً من القمر، و12 آخرين من المريخ.
ومن أشهر النيازك التي عثر عليها في عُمان؛ نيزك جدة الحراسيس 91، وسيح الأحيمر 169، ونيزك ظفار 19.
وعثر على عدة آلاف من القطع النيزكية على سهولها الصحراوية، وهي تنتمي لنيازك أصلها يعود إلى القمر والمريخ والكويكبات التي تدور في المجموعة الشمسية.
وتحكي الدراسات التي أجريت على هذه النيازك، الكثير من التفاصيل عن نشأة الكون والقوانين الفيزيائية التي تربط بين أجرامه.
وأسفرت الدراسات العمانية الرسمية، عن توثيق أكثر من 7 آلاف قطعة نيزكية وبوزن يتجاوز أكثر من 6 آلاف كيلوغرام.
وتعد هذه النيازك تراثا حضاريا وعلميا للسلطنة، إذ تحمل بيانات علمية عن مكونات تلك الأجرام وتاريخ تكوُّنها، والظروف التي تعرضت لها منذ بداية تكونها حتى وصولها إلى الأرض.
معرض النيازك في ظفار
وفي سابقة هي الأولى من نوعها، افتتحتْ وزارة التراث والسياحة معرض النيازك بمتحف أرض اللبان في محافظة ظفار.
ويأتي افتتاح المعرض ترجمةً للجهود التي تنفذها الوزارة في إطار جهودها للتعريف بأهمية النيازك واستثمارها استثمارا مستداما، وتنويع المنظومة المتحفية.
ويحوي المعرض عددا من النيازك النادرة ذات الأهمية العلمية العالمية والقيمة الاستثنائية المميزة، من بينها النيزك القمري، وهو أحد النيازك النادرة التي تم العثور عليها والنيزك المريخي، إضافة إلى النيزك الحديدي.
كما يضمُّ المعرض عرضا لمشروع أجهزة رصد النيازك الذي تمكنت الوزارة من خلاله من رصد وتوثيق عدد من النيازك عند دخولها المجال الجوي للسلطنة، وتحديد مواقعها الجغرافية
ويأتي افتتاح هذا المعرض بعد جهود الوزارة السابقة في عدد من المشاريع لاستعادة النيازك التي أرسلت إلى متحف التاريخ الطبيعي في بيرن بسويسرا لغرض الدراسة والتحليل الكيميائي.
النيازك المعروضة
ويضم المعرض نيزك مريخي عثر عليه في 8 فبراير 2021، ويتميز بلونه الداكن، حيث يتكون غالبا من البايروكسين والألوفين والبلاجيوكليس وبعض الكروم والزجاج الصخري الأخضر، مما يشير إلى تعرضه لاصطدام قوي عندما كان لا يزال على كوكب المريخ.
ويصنف هذا النيزك على أنه من نوع شيرجوتايت، وهو أحد أنواع الصخور المعروفة لنيازك المريخ.
والثاني نيزك قمري، يزن 206.45 غرامات، عثر عليه في 16 يناير 2002، ويتميز عن سائر نيازك القمر باحتوائه على أعلى تركيز كيميائي للبوتاسيوم والعناصر الأرضية النادرة والفوسفور.
ويميز هذا النيزك تطابقه الواضح في تركيبته الكيميائية والمعدنية مع العينات التي عاد بها رواد الفضاء من مهمة الفضاء (أبولو 12) و(أبولو 14) مما مكن العلماء من تقدير الموقع الجغرافي للنيزك على سطح القمر قبل انفصاله.
كما تشير الدراسات وأعمال التحليل العلمي إلى أن هذا النيزك انفصل عن كوكب القمر قبل حوالي 340 ألف سنة ليسقط بعد رحلة طويلة في الفضاء على أرض السلطنة قبل حوالي 9 آلاف و700 سنة.
وهناك نيزك اليوريليت، وهو من النيازك المتمايزة أولية (غير كندراتية) تتكون معادن سليكاتية تحتوي على المغنسيوم والحديد.
كما يتميز هذا النوع من النيازك باحتوائه على حبيبات ألماس صغيرة الحجم، ويبلغ وزن قطعة النيزك المعروضة حوالي 41 كلغ، وهي جزء من عشر قطع لسقوط متعدد، تزن جميعها حوالي 189 كلغ، وهو أكبر سقوط لهذا النيزك النادر على مستوى العالم.
وعرض نيزك الحديد المكون من قطعة واحدة متكاملة تزن 8 آلاف و267 غراما، عثر عليه في 21 يناير 2003.
وتظهر الدراسات أن هذا النيزك كان يسبح في الفضاء طيلة 257 مليون سنة تقريبا، حتى سقط على أرض السلطنة منذ نحو 10 آلاف سنة.
وأما قطعة نيزك الحديد المتأكسد، التي تم عرضها في المعرض فتزن 3 غرامات، وتعد أصغر قطعة نيزك من نوع نيازك الحديد المتأكسد، وعثر عليها بظفار في 9 فبراير 2017.
وكما عرض “نيزك جدة الحراسيس” وهو نيزك كندراتي عادي من نوع “L5″، ويعتبر أكبر سقوط للنيازك يتم اكتشافه في البلاد حتى 2022.
ويمتد مسار سقوط النيزك إلى حوالي 52 كيلومترا، ويبلغ عدد القطع التي تم تجميعها أكثر من 700 نيزك، ويصل وزنها الإجمالي نحو 4 آلاف و600 كلغ.