هيئة البيئة توقع اتفاقية مع وكالة خدمة الأسماك والحياة البرية الأمريكية
تقدر أعداد السلحفاة الريماني في السلطنة بحوالي 30 ألف سلحفاة في السنة الواحدة وهو الأعلى عالميا
وصلت أعداد السلحفاة الخضراء “الحمسة” إلى حوالي 7000 سلحفاة في السنة الواحدة
مسقط – العمانية|
كشفت هيئة البيئة عن توقيع اتفاقية مع وكالة خدمة الأسماك والحياة البرية التابعة للحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة الأمريكية، لإعداد استراتيجية لصون الحياة البحرية وحماية السلاحف البحرية في سلطنة عُمان، تتم دراستها عبر التتبع بالأقمار الاصطناعية، بالإضافة إلى دمج صغار جنس سلاحف الريماني بولاية مصيرة وتستمر خمس سنوات.
وأكدت هيئة البيئة تزامنا مع احتفال سلطنة عُمان باليوم العالمي للسلاحف البحرية والذي يصادف 23 مايو من كل عام على مسؤوليتها الكبيرة في صون الحياة البحرية لحماية السلاحف البحرية باعتبار أن شواطئ سلطنة عُمان تعد الأهم بين دول المنطقة بالنسبة لتعشيش السلاحف البحرية خاصة السلحفاة “الريماني” و”الحمسة” (الخضراء) و”الشرفاف”.
مسح وأوضحت أن سلطنة عُمان ممثلة في هيئة البيئة كانت سباقة دون منازع في القيام بمسح لأنواع السلاحف التي تعشش في شواطئها وأعدادها والقيام ببرامج طموحة طويلة الأمد لصون وحماية السلاحف البحرية في السلطنة.
وأشارت الهيئة إلى أن أهم البرامج التي قامت بها سلطنة عُمان تتمثل في: ترقيم السلاحف البحرية والذي بدأ في عام 1977 بمسح شامل لمعظم السواحل العُمانية، لمعرفة أماكن تواجد السلاحف البحرية، مبينة أن هذا البحث تم بالتعاون مع الاتحاد العالمي للصون والصندوق العالمي للحياة الفطرية.
ولفتت إلى أن نتائج المسح أسفرت عن تأكيد الأهمية الدولية للسلطنة في هذا المجال وإظهار سلطنة عُمان كأحد أهم المواقع العالمية بالنسبة للسلاحف البحرية.
30 ألف سلحفاة وبينت الهيئة أن المسح كشف عن أعداد السلاحف البحرية التي تعشش في شواطئ السلطنة وقدرت أعداد السلحفاة الريماني بحوالي 30 ألف سلحفاة في السنة الواحدة ويعد الرقم الأعلى بالنسبة لدول العالم، فيما وصلت أعداد السلحفاة الخضراء (الحمسة) إلى حوالي 7000 سلحفاة في السنة الواحدة ووصلت السلحفاة التقشار (الزيتونية) إلى حوالي 150 سلحفاة في السنة الواحدة.
كما كشف المسح أنّ السلحفاة “الشرفاف” يصل عددها لحوالي 100 في السنة الواحدة وكان من نتائج هذا المسح الأولي نشر بيانات عن أعداد السلاحف في المياه العُمانية.
وأظهرت نتائج المسح تحديد المناطق المهمة لتعشيش السلاحف لحمايتها، وكان أبرزها جزيرة مصيرة ورأس الحد؛ حيث أعلنت الأخيرة كمحمية للسلاحف في 1996م، بموجب المرسوم السلطاني رقم 25/96.
قبلة الزوار
وتتميز محمية السلاحف في رأس الحد كون السلاحف البحرية تأتي إليها طوال أيام السنة بنسب متفاوتة بين الفصول، الأمر الذي جعلها قبلة للزوار من مختلف أرجاء العالم، كما فتحت باب الدراسات والبحوث للمهتمين بالعلوم المتعلقة بالسلاحف.
وذكرت هيئة البيئة أنه تم اكتشاف تعشيش السلاحف “الشرفاف” بكثافة عالية في جزر الديمانيات التي تقع في بحر عُمان قبالة سواحل ولاية بركاء، وهي محمية طبيعية للطيور وأصبحت من أهم مواقع تعشيش السلاحف الشرفاف في المنطقة العربية، وأنّ كثافة التعشيش تعد الأعلى على مستوى العالم.
وأكدت هيئة البيئة أنها تتولى مسؤولية المحافظة على مناطق التعشيش وحماية وصون السلاحف البحرية في سلطنة عُمان من خلال وضع خطط وبرامج عمل لإدارة موائل تعشيش السلاحف البحرية، ووضع الإجراءات اللازمة لضمان إيجاد توافق بيئي واستمرارية المحافظة على السلاحف البحرية، مع السماح للزوار بالاستمتاع بمشاهدة السلاحف البحرية دون إزعاجها، بالإضافة إلى إحصاء وترقيم السلاحف البحرية.
اجرءاءات صارمة وبيّنت الهيئة أنها تتبع إجراءات صارمة في تطبيق قانون المحميات وصون الحياة الفطرية (6/2003)، باعتبار أن السلاحف البحرية يشملها هذا القانون كونها تمثل إحدى مفردات الحياة الفطرية، وتُلزم كل من يتعدى على السلاحف البحرية بتطبيق العقوبات الواردة في القانون، الذي نص على ” يعاقب كل من قام بقتل أو صيد أو تهريب أي نوع من أنواع السلاحف البحرية بالسجن لمدة لا تزيد عن ثلاثة أشهر وغرامة لا تزيد عن 100 ريال عُماني أو بإحدى هاتين العقوبتين”.
وأشار المهندس سعيد بن ناصر العبدلي مدير إدارة البيئة بمحافظة جنوب الشرقية إلى أن محمية السلاحف بمحافظة جنوب الشرقية تعد واحدة من أكبر المحميات في السلطنة والأكثر جذبًا للسياح لطبيعتها الفريدة حيث تبلغ مساحتها 120 كيلومتر مربع وتمتد من منطقة خور جراما بولاية صور إلى منطقة الرويس بولاية جعلان بني بوعلي.
29 ألف زائر
وأضاف لوكالة الأنباء العُمانية أن عدد زوار المحمية خلال العام الماضي بلغ 29362 زائرا تقريبا، مشيرا إلى أنّ أهمية السلاحف تكمن في حفظ توازن التنوع الأحيائي البحري، كما أنها تعد كنزا حضاريا لسلطنة عُمان ومصدر جذب سياحي لعشاق البيئات البحرية بالإضافة إلى أنها تعزز التعاون في مجال البحث العلمي والدراسات، مبينًا أنّ عدد السلاحف الخضراء المعششة في محمية السلاحف بمحافظة جنوب الشرقية يصل من 6000 إلى 13000 سلحفاة على مدار العام تقريبًا.
وأشار إلى أنّ إدارة الهيئة نفذت العديد من الندوات التوعوية واللوحات الإرشادية في مختلف الشواطئ وتعمل على ترقيم وحصر السلاحف بالإضافة إلى القيام بعملية الرصد والرقابة بشكل مستمر على جميع الشواطئ خاصة بمناطق تواجد السلاحف، كما تقوم بحملات تنظيف شواطئ التعشيش وكذلك الشعاب المرجانية وإرشاد زوار المحمية للمشاركة مع المجتمع المحلي.